Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: تشيرل سكرجز

للمزيد من هذه السلسلة:

١- احفظ قلبك تحفظ زواجك        ٢- الانفصال يبدأ بالأوهام        ٣- العلاقات الغرامية.. بداية النهاية

٤- تجربتي مع الطلاق               ٥- إله الفرص الثانية              ٦- المسيح أولاً


 يبدو أننا نريد كل شيء: نجاح مهني، بنتين توأم جميلتين، وزواج ناجح بالمقاييس العالمية. لكن هذه الصورة المثالية تخفي فجوة هائلة بين شخصين عاجزين عن تحقيق تواصل حميمي. وهذا أدى في النهاية إلى عشر سنوات محبطة في الحياة الزوجية، وسبع سنوات مؤلمة تبعت انفصالنا، وأخيرًا قصة حب حقيقية مذهلة أنقذها الله.

وبعد سنوات من الإحباط، دفعني جوعي العاطفي في البداية إلى إقامة علاقة مع شخص غير شريك حياتي، وفي النهاية إلى الانفصال، تاركة خلفي زوجًا محطمًا تمامًا يأكله الغضب. ولكن بشكل لا يُصدق، بعد سبع سنوات وقفنا مرة أخرى على المذبح لنتعهد بأن "نحب ونحترم ونقدّر" أحدنا الآخر. ونبت حبٌ جارف من بين حطام عائلتنا المتوجعة.

في   كتابنا «I Do Again » نشارك قصتنا.. تلك القصة التي تكشف الأسرار الخفية التي حطمت زواجنا ببطء. كما تظهر القصة كيف فتح الرب أمامنا طريقًا للشفاء. لقد تعلمنا أن الصلاة وقوة الله المجددة يمنحان رجاءً متجددًا حتى لأكثر الزيجات الميؤس منها. وإن نتائج استعادة زواجنا تستحق الانتظار والتعب.

لكننا نعيش في ظل ثقافة مشبعة بالمشكلات الزوجية. فأينما ذهبنا نجد زواجًا يعاني، أو زوجين يقرران الانفصال. والإحصائيات مذهلة، وليس هناك زوجان محصنان ضد هذه المشكلات.

 

هل تسمح لي بسؤال؟ هل تحمي زواجك؟ أو بالحري، هل تحمي قلبك في زواجك؟

معظمنا يدخل الحياة الزوجية في حالة من الحب والإيجابية، حتى أننا لا نفكر أبدًا في الانفصال، وبالتالي لا نفكر في قضاء وقت من أجل حماية قلوبنا وتحصينها ضد الانفصال. عادة ما نقول: "الانفصال والمشكلات الزوجية تحدث لأناس آخرين، وليس نحن".

 ومع ذلك، تعلمنا كلمة الله: "فوق كل تحفظ احفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة." (أمثال ٤: ٣٢). إن الله يدري ما يقول، وهو يعرف أنه سيكون هناك أسباب ستجبرنا على أن نحفظ قلوبنا. لذلك فهو يهتم بالقلب على نحو خاص في كلمته. وهناك وسائل كثيرة لتحمي قلبك من أجل الحفاظ على زواجك، لكني سأركز على الوهم الذي قد يؤدي إلى الانفصال، وخدعة الانفصال ذاتها، وكيف يصدّق الأزواج هذه الأكاذيب التي تقول أن الانفصال سيأتي بالراحة والرضا وليس الخراب.

من وجهة النظر الكتابية، ينبغي أن يكون يسوع المسيح هو محور ارتكاز زواجك. لقد اختبرت أنا وجيف 10 سنوات من الحياة الزوجية غير المرتكزة على المسيح، وتبع ذلك انفصال دام سبع سنوات، ثم عودة والتئام معجزي لحياة زوجية مركزها المسيح. سأختم هذه السلسلة من المقالات بمشاركة عن كيف يبدو زواجنا المتجدد اليوم.

كثير من الزيجات تبدأ على تربة صخرية ليس لها عمق. وهكذا بدأ زواجنا. كنت أنا وجيف جاهليْن بحقيقة احتياجنا لأساس متين. كان الحب هو أساسنا الوحيد. والحب شيء مهم، ولكن الحب وحده ليس كافيًا.

ماذا أعني بالتربة الصخرية- ليس لها عمق؟ أتحدث عن زواج له أساس مهتز.. أساس ربما يكون ضعيفًا أو مترنحًا.. أساس قد لا يدوم طويلاً، وقد لا يكون متينًا.. أساس غالبًا ما سينهار سريعًا.. أساس لا يمكن الاعتماد عليه.. ومتذبذب ومترنح ومتقلب.

ولكن الله في حكمته قد رسم لنا بنعمته خطة كتابية قوية وهي تمثل التربة المتينة التي أراد لزواجنا أن يُبنى عليها!

من خلال خدمتنا، قابلنا المئات من الأزواج الذين استخفوا بتعهد الحياة الزوجية، ولم يفكروا كثيرًا في الغرض من الزواج. كثير منهم يعتقدون أن الحب وحده سيكفيهم! وعندما يمرون بمطبات صعبة، في هذه اللحظة يكتشفون مدى هشاشة تربة حياتهم الزوجية.

 

معظمنا يفتقر إلى الحكمة والمعرفة المطلوبة عن الزواج، وبالتالي كثيرًا ما نختار شريك الحياة بناءً على العواطف والمشاعر. لا تفهمني خطأ، العواطف والمشاعر تلعب دورًا أساسيًا، لكن الزواج يحمل معنى أكبر من مجرد مشاعرنا. الزواج يتعلق بالله وتمجيد الله.. ويهدف إلى تقديسنا. ويتعلق أيضًا بالسعي إلى تنفيذ مشيئته في حياتنا كأزواج وزوجات، وتمجيده من خلال زواجنا. لهذا من الهام جدًا أن نختار شريك حياتنا بحكمة، ولا نعتمد فقط على الشعور بالارتياح الداخلي.

كثيرًا ما نتغاضى عن أعلام حمراء وإشارات تحذيرية باسم الحب، ونقنع أنفسنا أن الأمر ليس بالخطير، وأن حبنا سينتصر في النهاية. ومع ذلك على أرض الواقع فإن هذه الأعلام الحمراء تشير إلى مشكلات أعمق. لن تجد الزوج المثالي، ولن تكون أنت مثاليًا، ولكن من الهام أن نتحلى بالحكمة والتمييز، لأن الزواج يمثل قرارًا مصيريًا يحدد ملامح الحياة كلها.

إن الله يريدنا أن نطلب حكمة ومعرفة من فوق لتساعدنا على اختيار شريك الحياة، ورعاية زواجنا. لكن الثقافة السائدة تبعدنا بطريقة ما عن هذه العطية التي يريدها الله لكل رجل وامرأة. تعلمنا كلمة الله في بشارة يوحنا: "السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك، وأمّا أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل." (يوحنا ١٠: ١٠). سيحاول إبليس أن يحطم زواجك، ولكن الله لديه خطة رائعة لك.

بينما تقرأ في هذه السلسلة من المقالات، اسأل نفسك هذه الأسئلة الصعبة: هل خُدعت بالتفكير بأنه لا جدوى من الاستمرار في زواجك؟ هل خُدعت بالتفكير بأن الانفصال سيلبي توقعاتك التي لم تُشبع؟ هل خُدعت بالتفكير بأن هناك زوج/ زوجة آخر ينتظرك هناك؟ هل خُدعت بالتفكير بأن الطلاق هو خيار صائب يريحك ويجلب لك السلام؟

بناءً على خبرة شخصية نستطيع أن نقول لك أن الانفصال ليس هو الحل للتخلص من النزاعات الزوجية. وإنما الحل هو يسوع المسيح!


Original article published at focusonthefamily.com   . Copyright ©2010, Cheryl Scruggs. Used by permission