Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 

Where is God in the Coronavirus Pandemic

 

بقلم: ﭼـيم دالي

في أوقات الأزمات الكبيرة، من الطبيعي والعادي أن يطرح ويصارع الناس مع العديد من التساؤلات.

مؤخرًا، سُئلت كيف يسمح الله كلي القدرة لـﭬيروس الكورونا أن يصنع مثل هذا الدمار والخراب في كل أنحاء العالم! لقد حصد هذا الداء حياة الآلاف، وحطم مئات الألوف.

والكثير من الناس يريدون أن يعرفوا لماذا لا يوقفه الله -وأين هو وسط هذه الجائحة العالمية؟

أظن أن مثل هذه الأسئلة اللاهوتية تُطرح منذ بداية الزمان.. فقد أصابت البشرية عبر القرون العديد من المآسي غير المفهومة، والمعاناة التي لا توصف، والظروف التي لا يدركها عقل من كل الأنواع. في الواقع، فقط في السنوات الأخيرة تمتَّع عالمنا بشكل نسبي من السلام والرخاء.

فقط ألقِ نظرة خاطفة على كتاب للتاريخ، وسريعًا ما ستكتشف أنه بقدر صعوبة وفداحة ما تبدو عليه الأمور اليوم، فقد واجه العالم الأسوأ جدًا من هذا في الماضي.

إحدى الجائحات الأكثر فتكًا حدثت ما بين عامي ٢٤٩ و٢٦٢ ميلادية، حيث مات ما يقرب من ٥٠٠٠ شخص في روما -كل يوم. وقتها، بينما كان العديد من غير المؤمنين يركزون على إنقاذ أنفسهم فقط، المسيحيون هم مَنْ استمروا وخدموا أولئك الذين يعانون.

في القرن السابع عشر، كان هناك قس لوثري ألماني الجنسية اسمه «مارتن رينكارت».. وقد وجد نفسه يخدم وسط مجاعة ومرض مرعبين. في لحظة ما، كان هو القس الوحيد المتواجد في مدينته، وأقام ما يقرب من ٥٠ جنازة في يوم واحد.

ومع ذلك، لما كان العالم ليذكر «رينكارت» إن لم يكتب ترنيمته الشهيرة «Nun danket alle Gott»، والمعروفة باسم «Now thank we all our God» أو: «والآن لنشكر إلهنا كلنا».

كمسيحي مؤمن، أؤمن أن الله موجود وسط كل شيء -الخير والشر، ونعم، حتى مع ﭬيروس كورونا. كإله ضابط الكل، يظل ممسكًا بزمام الأمور كاملاً.

ولكي أوضح.. لا يأتي أي شر من الله -لكن لا يحدث أي شر بدون إذنه.

بالرغم من كل المعاناة والاضطراب، الله موجود -لأنه في كل مكان. الله حاليًا موجود في كل مستشفى، يدعم الأطباء والتمريض ومَنْ يقدمون الخدمات الطبية بينما يعالجون المرضى، ويساندون مَنْ هم على فراش الموت.

الله يعمل من خلال تجاوب الحكومات مع هذه الأزمة، مانحًا الرؤساء والمسؤولين الحكمة والإرشاد بينما يخططون ويدبرون مقاومتهم ومعركتهم ضد هذا الميكروب القاتل.

إذا نظرت إلى الجهود الإنسانية الهائلة التي تُبذل في كل العالم، سترى الله -كثيرًا في صورة خدامه المخلصين- وسط كل التبرعات، والجهود المبذولة، ومَنْ يتطوعون للخدمة، وغيرهم كثيرًا.

لقد حاول الكاتب الإنجليزي «سي. إس. لويس» في العديد من كتاباته أن يتناول المشكلة المحيرة لاهوتيًا وفلسفيًا لدور الله في وقت المعاناة، وبصفة خاصة في كتابه «مشكلة الألم».

ولكنه طرح السؤال بطريقة مختلفة إلى حد ما، عندما قال بشكل بلاغي: "المشكلة الحقيقية ليست هي لماذا يعاني بعض الأشخاص الأتقياء المتواضعين والمؤمنين، ولكن لماذا لا يعاني البعض."

الإجابة على هذا السؤال سهلة - لا أعلم! لكني أعلم يقينًا أن المعاناة تشبه التمارين الرياضية- إما أنها تجعلنا أكثر ضعفًا أو أكثر قوة.. إنها لا تتركنا كما نحن. عندما تمر أزمة ﭬيروس الكورونا -وسوف تمر، سيكون السؤال هل نحن أقوى أم أضعف بعد تحملنا لها.

بالمناسبة، فيما يتعلق بترنيمة مارتن رينكارت الشهيرة، والتي نترنم بها بروح من الامتنان، غالبًا في وقت عيد الشكر.. لقد كُتبت في خضم الطاعون الهائل الذي أصابه هو وأهل بلدته، لتؤكد مرة أخرى أن الصراع والمعاناة يمكن أن تطرحنا أرضًا، لكن الله سيكون دائمًا متاحًا ليرفعنا في كل مرة نلتفت إليه، سواء في هذه الحياة أو الحياة الآتية.

 

© 2020 Focus on the Family. All rights reserved. Used with permission.