Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: كارين مارشانت   

عندما ترخي يدكِ عن ظروف حياتكِ وحياة الآخرين فهذا أفضل للجميع .

ياه! لقد فعلتها ثانية. لقد انطلقت الكلمات من فمي قبل أن أستطيع منعها. إن رغبتي في إدارة أمور ابني البالغ ١٥ عامًا قد تجاوزت الجانب العقلاني الذي يؤكد لي أن محاولة السيطرة عليه لن تنجح .

ردَّني قائلاً: "ماما، أستطيع أن أدبر الأمر بنفسي!" لقد تضايق جدًا من تذكري أن أضع له غذاءه في حقيبته، وأن أقابل مُعلمته بعد اليوم الدراسي، وأن أُحضر له معطفه .

 

لقد حاولت كثيرًا أن أذكِّر، وأشجع، وأقترح، وأحفز، وأوجّه... نعم، أن أسيطر على زوجي وأبنائي الثلاثة.. لقد حاولت أن أؤثر على نتيجة كل مجريات الأمور تقريبًا. أدرك أن بعض مَنْ يقرأن هذا المقال هن "سيدات الكون" مثلي تمامًا .

عندما أحاول الهيمنة على الأشخاص الذين أحبهم أو أعمل معهم، وأحاول ترتيب جدول أعمالهم وإدارة كل شيء، فإن قوتي تُستنزف في النهاية، وعادة ما أشعر بالإحباط والاستياء أيضًا؛ لأنني أعمل بجهد أكثر من الجميع .

 

لكل مَنْ تعتقد في نفسها أنها "سيدة الكون"، أريد أن أشارككن بعض الأشياء التي يمكنكن فعلها لتقليص رغبتكن الأساسية في إدارة أمور الآخرين .

 

أنتن تشعرن برغبة ملحة في قيادة الآخرين وإدارة كل شيء، وأنتن تأخذن على عاتقكن التأكد من سير الأمور بسلاسة وبطريقة صحيحة. وعندما ترين مهمة تحتاج إلى الإنجاز، فغالبًا ما تفعلنها بأنفسكن بدلاً من المخاطرة بأن تُنجز بشكل غير مثالي بواسطة شخص آخر .

 

"سيدات الكون" يقُلن أشياءً مثل: "أشعر بالتوتر والإجهاد كل الوقت. الجميع يتوقعون مني فعل كل شيء. إذا لم أهتم بنفسي بالأمور، لن ينجز شيء"، أو "أنا فقط أحاول المساعدة"، أو "اسمح لي أن أريك كيف تفعل ذلك"، أو "كم مرة قلت لك...؟"، أو  "لماذا ترتدي رابطة العنق هذه مع هذا البنطلون؟" "ألا تظن أنه سيكون من الأفضل لو فعلت... ؟" "أنا فقط أريد سعادتك !"

 

سيدة الكون تشعر بالتوتر عندما يرتدي طفلها في عمر المشي جوربًا غير متناسق مع ملابسه، وتشعر بالضيق الشديد إذا رجعت البيت واكتشفت أن الأب أدخل الأبناء في سريرهم بملابسهم بدون أن يستحموا. وتشعر بالتوتر الشديد عندما توكل مهمة ما إلى أحد العاملين؛ لأنها ستتساءل طوال الوقت هل سينجز هذه المهمة بإتقان وفي الموعد المطلوب .

لماذا قد نشعر بالمسؤولية الكاملة عن كل شيء؟ لماذا قد نود أن نسيطر على كل شخص؟

بشكل عام، تميل النساء أكثر إلى الشعور بالألم المرتبط بعلاقاتهن، لذا بعضهن يستخدمن السيطرة كوسيلة لتجنب هذا الألم. نحن نحاول أن نسيطر على الآخرين والظروف حتى لا نشعر بالجُرح أو التوتر أو الإحباط أو الحزن .

 

في بعض الأحيان تعتقد النساء خطأً بأنه بمقدورهن تحقيق ما يُردن بشكل أكبرعن طريق السيطرة والتحكم، ويعتقدن أنه لا أحد سيهتم بالأمور بنفس طريقة الاهتمام التي يرغبن فيها إذا لم يسيطرن على كل شيء. بعض السيدات اللواتي ينزعن إلى الكمال يُردن فقط أن يصل الآخرون إلى معاييرهم العالية، وهذا في الغالب بهدف تجنب الشعور بالألم .

 

الآخصائي النفسي د. كراجت يقول: "كلنا نحتاج إلى السيطرة في بعض الأمور، لكن السيطرة تخلق مشكلات عندما لا نستطيع أن نفصل بين ما هو قليل الأهمية والأمور المهمة حقًا حينما تصبح القضايا الخاصة بالسيطرة أهم من العلاقات، فإن هذه القضايا تصبح مشكلات ."

 

كذلك يضيف د. كراجت أن الرجال لا يشعرون برجولتهم عندما تحاول المرأة السيطرة عليهم. وأيضًا يشعرون بالفشل عندما نحاول كسيدات أن نُشعرهم بالذنب سواء بالنقد اللاذع أو التقويم، أو نحاول التلاعب بهم من خلال مشاعرنا المجروحة، أو أن نستخدم أطفالنا في محاولة للهيمنة بهدف الحصول على شيء نريده منهم. وعندما يشعرون بالفشل، إمّا أن ينفجروا في غضب أو ينسحبوا. من ناحية أخرى تشعر النساء بالتجاهل والرفض وعدم التواصل عندما ينسحب الرجال، لكن الرجال لا يحاولون التقرب العاطفي عندما يُدفعون إلى الشعور بعدم الكفاءة. وهذا أمر في منتهى الخطورة !

حتى أولادنا قد يشعرون بالإيذاء والجُرح عندما نحاول السيطرة عليهم؛ لذا يقول د. كراجت: "الفرق بين التحكم ووضع حدود ملائمة للأطفال يكمن في الإجابة على سؤالين: هل يحصل أبناؤك على وقت فراغ يتصرفون فيه كأطفال؟ هل تسمحين أن يكون لهم ما يفضلونه وما لا يفضلونه؟ "

 

إن الرغبة في السيطرة تظهر عندما لا نسمح للآخرين باتخاذ قرارات هم قادرون تمامًا على اتخاذها، وعندما نتوقع من الآخرين أن يحبوا ما نحب ويفعلوا الأشياء كما يحلوا لنا، كذلك تظهر عند توجيه النقد بقصد إشعار الآخرين بالخزي بهدف الحصول على ما نريد .

 

إذا كنتِ من بين سيدات الكون اللواتي يرغبن في نزع هذا التاج من فوق رؤوسهن، إليكِ بعض الاقتراحات :

اهتمي بنفسك جيدًا. الحصول على مزيد من الراحة، وتوفير وقت للترفيه واللعب، وتحقيق اهتماماتك الشخصية.. كل هذا سيساعدك على الشعور أكثر بالرضا عن حياتك بشكل عام، والتقليل من مشاعر عدم الرضا نحو الموجودين من حولك.

كوني صادقة ومباشرة عندما تطلبين شيئًا من أحد أو تعرضين رأيًا عليه. ضعي في اعتبارك أنكِ ربما تحاولين أن تسيطري على أمور سطحية بينما في الواقع هناك شيء أعمق يجب أن تواجهيه .

 

شجعي وامدحي زوجك وأبناءك وأصدقاءك وزملاءك في العمل. التشجيع سيجذبهم إليكِ، بينما النقد سيبعدهم عنكِ .

ثقي في الآخرين وفي قدرتهم على إنجاز مهامهم بنجاح. كثرة الإلحاح عليهم ومراجعة أعمالهم يثبط همتهم. يجب التمييز بين ما هو مهم وما هو غير مهم قبل اتخاذ القرار بالخوض في الموضوع. ثقي في قدرة الآخرين على اتخاذ قرارات صائبة، حتى عندما تكونين غير متأكدة أنهم على الطريق الصحيح .

 

شاركي بإحباطاتك ومخاوفك مع صديق موثوق فيه. إذا استمرت مشاعر الألم بداخلك، تحدثي إلى مشير متخصص .

 

أهم شيء، تعلَّمي أن تثقي في الله، وتثقي في سلطانه الكامل على الناس والظروف المحيطة بحياتكِ. هذه الثقة ستزداد كلما قضيتِ وقتًا أطول مع الله، ودراسة كلمته. وعندما تستقيم علاقتك بالله، ستقل رغبتك في السيطرة على الآخرين تدريجيًا .

 

عندما نزعتُ عني هذا التاج ، وتخليتُ عن لقب سيدة الكون، لم أفقد قوتي وإنما اكتسبتها. كما اكتسبت مزيدًا من احترام النفس والشعور بالكرامة، وازدادت قدرتي على التأثير إيجابيًا على زوجي والآخرين أيضًا، بينما قل مستوى إحباطي. لقد فعل الله أشياء عجيبة في حياتي. وعندما سلمت له القيادة، سدد احتياجاتي التي كنت أظن أنها لن تُسدد أبدًا. وأثق أنه سيفعل نفس الشيء بالنسبة لكِ


From the Focus on the Family website. Copyright© 2003 Karen Marchant. Used by Permission  .

 

 

 

 

 

 

 

قصة الرب يسوع في كل الكتاب المقدس بالطول