Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 

How to Trust God With Your Adult Children

 

بقلم: ﭼودي بيرنت

ماذا تفعل عندما لا يتخذ أبناؤك الكبار الخيارات التي كنت ترجوها لهم؟ تعلَّم كيف تئتمن الله على أبنائك الكبار.


”ظننت أن الناس ما عادت تتزوج الآن.“

كانت صديقتي تبتسم، لكن عينيها كانتا حزينتين. لقد أخبرتني للتو أن ابنتها البالغة من العمر ٣٢ عامًا قد سافرت مع حبيبها. وبينما كنتُ أستمع إلى قصتها، أجبرتني على التعاطف معها. كل منا أم لأبناء صاروا كبارًا الآن، وكلانا كان علينا أن نتعلَّم أن أبناءنا الكبار كثيرًا ما يصنعون قرارات حياتية خطيرة مختلفة عما قمنا نحن به، أو ربما يتصرفون بطرق ليست في صالحهم أبدًا. وعندما تصير الأمور عكس ما كنا نرجوه -سواء بسبب اختيار سيئ لأحد الأبناء أو بسبب حدوث بعض الظروف الصعبة- نجد أنفسنا وقد ملأنا الخوف بشأن ما يحمله المستقبل لأبنائنا. هل هذا الأمر أيضًا في سلطان الله؟

من خلال خبرتي مع أبنائي الأربعة، مررت بنفس هذه الخبرات العاطفية الصعبة؛ إذ كنت أرى أبنائي وهم يدخلون في علاقات عاطفية ليست مثالية، ويخسرون فرصًا جيدة في العمل، ويقعون في مشكلات صحية، وتحديات أخرى كثيرة. مرت أوقات كثيرة لم تكن الثقة في الله أمرًا سهلاً، أوقات كنت أرى أن عمل يديه ينهار. يارب، أعلم أنك قلت إننا نستطيع أن نثق أنك ستكمل العمل الصالح الذي ابتدأته، لكن أحيانًا يكون من الصعب جدًا أن أفهم كيف يمكن أن يتحقق هذا.

إذا مررت بنفس التجربة، بمقدورك أن تجد رجاءً بالاتكال على الله، حتى إذا كنت لا ترى يده تعمل. فيما يلي كيف تعلمت أن أئتمن الله على أبنائي الكبار.

 

الحب هو السبيل الوحيد

خلال سنوات تربية الأطفال تتعلم الأمهات المؤمنات أن أفضل دفاع لهم هو الصلاة. لكن ربما بالنسبة للأبناء الكبار نحتاج أن يكون لدينا تركيز مختلف لصلواتنا. تحدثت مع إحدى الأمهات التي اعتادت أن تصلي إلى الله ليبكت ابنتها على خطية جنسية معينة، لكنها شعرت أن الله يقاطعها، وسمعته يهمس في أذنها:

"ابنتك تعرف أن ما تفعله أمر خاطئ. لقد أخبرتِها مرات كثيرة. صلِّي لكي تختبر محبتي لها بدلاً من صلاتكِ من أجل تبكيتها."

عندما أدركت هذه المرأة أن محبة الله وعطفه هو ما يقودنا إلى التوبة (رو ٢: ٤)، غيَّرت توجهها وطلباتها.. وصارت تصلي بدافع الحب، وليس بدافع القلق والخوف أو الحكم على سلوك ابنتها. في النهاية اختبرت ابنتها كلاً من التبكيت والتوبة، لكن الله غيَّر قلب الأم، وساعدها على إدراك أنها لا تستطيع التحكم في قرارات ابنتها في الحياة، وأن محبة الله فقط هي التي تستطيع أن تُغيِّر قلب ابنتها الشابة. قالت الأم لي: ”طرق الله دائمًا أفضل من طرقي.“

طرق الله هي الأفضل.. يصفها إشعياء ٥٥: ٩ بأنها «أعلى». الله يريد أن يغيِّر حياتنا ويغيِّر قلوبنا، لكنه لا يعمل دائمًا بالطرق التي نعرفها، والتغييرات قد يكون من الصعب تحملها. وهذا ينطبق بالأخص حين لا تكون النتائج لأبنائنا غير متيقنة -عندما ينتهي البحث عن وظيفة إلى لا شيء، أو مشكلة صحية تمتد إلى سنوات، أو أحد الأحباء الذي ضل ولا توجد مؤشرات بأنه مستعد لتغيير حياته والرجوع إلى البيت. عندما تأتي هذه الأوقات، تذكر أن صلواتك وتفاعلاتك مع ابنك أو ابنتك يجب أن يكون الدافع وراءها هو الرغبة في أن يختبر ابنك محبة الله له- ومحبتك أنت له.

 

 

اقبل كلمة الله من أجل أبنائك

الله يعرف أبناءنا الكبار أكثر منا من نواحي كثيرة، وهو يحبهم أكثر جدًا مما ندرك؛ لذا بوسعنا أن نثق أنه يعمل في حياتهم. لكن هذه الثقة لا تتولد بداخلنا بسهولة أبدًا. أفضل طريقة وجدتها لأثبِّت هذه الثقة -وأترك هذه المرساة أن تشكِّل صلواتي من أجل أبنائي- هو من خلال الوعود الواردة في الكتاب المقدس. لقد وعد الرب يسوع في يوحنا ١٥: ٧: «إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كَلاَمِي فِيكُمْ تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ.»

هل أطلب كل ما أريد؟ هل هذا وعد حقيقي؟ لا، هذا ليس نوعًا من الضمانة بأننا مجرد أن نضع آية من الكتاب المقدس على أحد طلباتنا، فإن الله عليه أن ينفذها لنا ولأطفالنا؛ وإنما هذه دعوة للتعمق أكثر في كلمة الله، والسماح لمبادئه الإلهية ووعوده بأن تشكِّل منظورنا في التربية وصلواتنا.

عندما نعيش كلمة الله في حياتنا بشكل حقيقي، فإننا سنصلي بحسب هذه المبادئ. مرة أخرى لابد أن نفسح مجالاً لله الذي تعلو طرقه كثيرًا عن طرقنا.

 

تذكَّر أن الله سيتمم مقاصده

لا أعرف ماذا يخبئ المستقبل لأبنائي، لكن عندما أتطلع إلى المستقبل وأتساءل مَنْ سيتزوجون، أين سيعيشون، والأهم كيف ومتى سيقتربون إلى الله وسيمجدون اسمه، فإنني أتعلق بآيات مثل فيلبي ٢: ١٣: «لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ.» هذه واحدة من المراسي التي أثبت عليها رجائي في التربية.

لكن هذا وعد إلهي مشروط؛ فهو يشكِّل توجهاتنا وسلوكنا، لكنه يفعل هذا بينما يتطلع إلى إتمام مقاصده، وهو ما قد ينسجم أو لا ينسجم مع طموحاتنا. أحيانًا يمنح الله أبناءنا نفس الشيء الذي طلبناه منه، سواء كان شريك الحياة، أو الشفاء، أو الوظيفة؛ لكن أحيانًا يمنح الله نعمة بدلاً من هذا الشيء -هذه هي نوعية النعمة التي يتحدث عنها الرسول بولس في كورنثوس الثانية ١٢، عندما قال إنه طلب من الله ثلاث مرات ليتخلص من «شوكة» في حياته، لكن الله سمح لها أن تبقى، ليُعلم بولس أن لديه ما يكفي من النعمة في حياته.

هذه هي النعمة التي تستطيع أن تهيئ أبناءنا ليستقوا من قوة الله، وليتحملوا الأوقات الصعبة عندما لا يحصلون على ما يريدونه. وهي نوعية النعمة التي تهيئنا لنواصل الصلاة والثقة في الله بينما ننتظر أن تتكشف في حياتنا خطته الإلهية الأعلى والأفضل.

 

 

 

© 2019 Jodie Berndt. All rights reserved. Used with permission. Originally published at focusonthefamily.com.

 

 

 

 

 

 

 

قصة الرب يسوع في كل الكتاب المقدس بالطول