Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: سامي يعقوب

 

مرحلة عمر ٨ إلى ١٠ سنوات هي المدخل الذي يعبر منه الطفل من مرحلة عدم الاهتمام بالأمور الجنسية إلى فترة الأسئلة الأكثر تحديدًا عن الأمر. وبحسب البيئة المحيطة فإن طفل هذه المرحلة لابد أنه سمع شيئًا عن الجنس سواء من الآخرين، أو مما يقدم في وسائل الإعلام. لكن الجميل أن أطفال هذه المرحلة يثقون في الكبار، ويهتمون بإرضائهم، كما أنهم منفتحون بطبيعتهم، ويتميزون بالبراءة؛ فلا يعرفون الحرج، أو السخرية، ويشعرون أن العالم من حولهم رائع، بغض النظر عما يوجد به من مشاكل! كل هذا يعني أن معلوماتهم عن الجنس لا تعني لهم الكثير بعد، وليس لها عمق في ذاكراتهم، ويمكن للوالدين إزالتها، أو تصحيحها بسهولة. 

 

إذا سألك ابنك عن سبب تغير شكل جسم الصبيان والفتيات الأكبر سنًا منه، هذه هي فرصتك لتخبره عن الهرمونات وتأثيرها على جسمه، والتي هي ببساطة نوع خاص من المواد الكيميائية التي تبدأ في التدفق في الجسم عند سن ١٠ إلى ١٢ سنة (يختلف التوقيت من شخص لآخر). ونوع الهرمونات عند الذكر يختلف عن الموجود عند الأنثى.. فعندما تبدأ الهرمونات الذكرية في التدفق يتغير صوت الصبي ويصبح أكثر عمقًا، وينمو الشعر على مناطق مختلفة من جسمه، ويزداد إحساسه بأعضائه الجنسية التي ينمو حجمها أيضًا. أما الفتاة فيتكون لها ثديان، ويستدير جسمها، ويزداد إحساسها أيضًا بأعضائها الجنسية، وينمو الشعر في بعض مناطق جسمها، وتبدأ ملامح الأنوثة في الظهور عليها بوضوح. 

 

هذه السنوات هي فرصتك الأخيرة لتعد أبناءك لاستقبال التغيرات المفاجئة التي ستحدث في شكل جسمهم، وفي مشاعرهم الداخلية بفعل الهرمونات.. أبناؤنا وبناتنا في هذا السن شغوفون بالمعرفة؛ لذلك يمكنهم استيعاب الكثير من المفاهيم.فابنة التسع سنوات يمكنها أن تستوعب ما تقوله لها أمها عن الدورة الشهرية قبل أن تُفاجأ بها، تمامًا كما يستوعب الابن الذي في نفس العمر الحديث عن الاحتلام (القذف أثناء النوم)  قبل أن يُفاجأ به. 

 

لا تدع اختلاف نوع الجنس يعوقك عن الحديث مع أبنائك عن هذه الأمور.. فمع أنه قد يسهل على الأم أن تحكي مع ابنتها، والأب مع ابنه، إلا أنه من الأفضل أن يحكي الأبوان معًا مع الابن أو الابنة؛ فهذا يخلق جوًا من الأمان والثقة يحيط بهذا الحديث الخاص. وفي حالة عدم وجود أحد الأبوين فلابد من الاستعانة بشخص موثوق به للمشاركة مع الأب أو الأم في الحديث عن الموضوع. المهم أن يشمل الحديث القناعات والقيم التي تؤمن بها الأسرة فيما يتعلق بالسلوك الجنسي. 

 

لا أحد منا يستطيع أن يتوقع توقيت أو نوع أسئلة أبنائه عن الجنس، ولا يجب أن يقلقك إحساسك بأنك قد لا تعرف الإجابة على كل أسئلتهم؛ فما تعرفه من معلومات لا يهم بقدر أهمية الطريقة التي تتجاوب بها معهم.. فإذا استطعت أن تقنع أبناءك مبكرًا بأنه لا يوجد أي موضوع في الحياة، بما في ذلك الجنس، لا يمكنهم الحديث معك عنه فهذا إنجاز كبير في حد ذاته في رحلة تربيتهم


(نُشر بجريدة وطني بتاريخ ٢٢ أغسطس/ آب ٢٠١٠)

Copyright © 2014 Focus on the Family Middle East. All rights reserved

 

 

 

 

 

 

 

 التربية المقدسة بالطول