Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: سامي يعقوب

المزيد من هذه السلسلة:

الحديث عن الجنس مع الأبناء: ماذا أناقش؟ ١          الحديث عن الجنس مع الأبناء: ماذا أناقش؟ ٢

الحديث عن الجنس مع الأبناء: ماذا أناقش؟ ٣          الحديث عن الجنس مع الأبناء: ماذا أناقش؟ ٤

   الحديث عن الجنس مع الأبناء: ماذا أناقش؟ ٥


 

 فكر قليلاً قبل أن تبدأ حوارًا مع أبنائك حول مخاطر التورط في علاقة عاطفية مع الجنس الآخر يمكن أن تقودهم لممارسة الجنس في السر! مثل كثيرين لم يخطر على فكري أبدًا أن يأتي اليوم الذي أبادر فيه بمناقشة مثل هذه الأمور وجهًا لوجه مع ولديّ! لكن عالم الأبناء لم يعد محدودًا بتأثير الأبوين؛ ففيض الرسائل الجنسية يهدد الأسرة، حتى مع وجود الأبناء في غرف المعيشة وليس فقط خارج البيت. لذا قررت ألا أنتظر حتى أضطر للتعامل مع نتائج السلوك، وبادرت بمناقشتهما فيما يمكن أن يطور شخصيتيهما ليقولا أكبر "لا" لأي تجربة جنسية قبل أن يعطي الواحد منهما نفسه لأول مرة لشريك حياته المستقبلي في ليلة زفافه .

 

ترى هل يوجد حقًا "جنس آمن"؟ الجنس في إطار الزواج بين زوجين مخلصين لبعضهما آمن تمامًا.. لكن السؤال هنا يرتبط بافتراض أن الشاب سيجرب الجنس في مرحلة ما قبل زواجه، فلابد أن يحمي نفسه بشكل أو آخر حتى لا يُصاب بأحد الأمراض التي تنتقل بالممارسات الجنسية المتعددة. ومع تزايد التفكك الأسري، وغياب التأثير التربوي والدعم المعنوي للأبوين لأسباب مختلفة، أصبح البعض يتعامل مع هذا الافتراض وكأنه واقع لا يمكن تجنبه، لدرجة أن بعض المؤسسات العالمية أصبحت تروج لفكرة ضرورة استخدام "الواقي الذكري" مادام الشاب لا يستطيع أن يمتنع حتى الزواج، أو أن يبقى مخلصًا لشريك حياة المستقبل !

 

ما يسمى بـ "الجنس الآمن" كذبة كبيرة لابد أن نفضحها في حواراتنا مع أبنائنا حول القيمة العظمى لاختيار الامتناع عن الجنس حتى الزواج.. فالواقي الذكري لا يضمن ألا ينتقل المرض من حامله أو المصاب به إلى الشخص السليم بنسبة ١٠٠٪، خاصة أن بعض الأمراض الجنسية تنتقل بالتلامس الجلدي للأعضاء الجنسية. فلنعلم لأولادنا أن الطرف الذي يقبل أن يُتيح نفسه لمعاشرة جنسية لا يوجد ما يضمن أنه لم يفعل نفس الشيء مع آخرين.. ومع احتمال وجود خبرة سابقة أو أكثر لهذا الشخص فإن الإصابة بأحد الأمراض الجنسية المعدية تكون شبه أكيدة.

 

ومما يزيد الأمر سوءًا أن أعراض أغلب هذه الأمراض لا تظهر لفترات زمنية طويلة، بل تظهر فجأة بعد فوات الأوان.. و"الإيدز" أشهر مثال لهذه الحقيقة، مع أنه ليس الوحيد القاتل أو المدمر من بين قائمة هذه الأمراض.. الامتناع هو أسلوب الحياة الوحيد الآمن تمامًا.

ومثلما لا يستطيع أحد أن يأخذ نارًا في حضنه ولا تحترق ملابسه، أو يمشي على جمر نار مشتعل ولا تكتوي رجلاه.. هكذا الجنس في غير موعده أو مكانه الصحيحين يحرق ويكوي. فلماذا نترك أولادنا ليجربوا ما يمكن أن يصابوا به فيفضحهم أو يدمر حياتهم؟ أو ما يجعلهم يعيشون أيامهم في خوف من هذا أو ذاك؟ ! 


 

 )نُشر بجريدة وطني بتاريخ ١٤ نوفمبر  / تموز ٢٠١٠)

Copyright © 2010 Focus on the Family Middle East. All rights reserved 

 

 

 

 

 

 

 

 التربية المقدسة بالطول