Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 

How Pornography Affects a Teen Brain inside

بقلم: داني هويرتا

البورنو له إغراء خادع.. ونحن نفهم ذلك. لكن لماذا؟ لماذا هو مدمر هكذا، خاصة بالنسبة للمراهقين؟ كآباء وأمهات، نحتاج أن نعرف الإجابات.

مرة تلو الأخرى، يسقط الصبيان والصبايا ضحايا الإشباع الفوري للخيالات الجنسية والبورنو. لا أستطيع أن أخبركم بعدد المرات التي صرّح فيها الصبيان والصبايا أنهم رأوا زملاءهم بالمدرسة يشاهدون البورنو.

 

أتذكر أنني كنتُ أكتب بحثًا علميًا في مكتبة الكلية، ولاحظت أن الشباب الذين بجواري يضحكون؛ فنظرت مندهشًا لأرى امرأة عارية في غاية الجاذبية على الشاشة. على الفور كما لو أن قنبلة أدرينالين قد انفجرت في رأسي؛ وبدأت يداي ترتعشان، وأردت مشاهدة المزيد، لكن في ذات الوقت لم أُرد أن أرى المزيد. في غضون ثوانٍ قليلة، انتقلت من التركيز على ورقة بحثية إلى محاولة السيطرة على حرب احتدمت داخلي. لم أذهب إلى المكتبة لمشاهدة البورنو، لكن للأسف هذا هو حال الكثيرين الذين يشاهدون البورنو لأول مرة.

 

قدمت مشورة نفسية لعدد من المراهقات قد تعرضوا مصادفة لأول مرة إلى صورة لرجل عارٍ من خلال إما رسائل نصية، أو تدريس مادة التربية الجنسية، أو روايات (صورة مرسومة بالكلمات)، أو دردشة جنسية مع صبيان وبنات. وكثيرًا ما يؤدي هذا التعرض الأول إلى رغبة في المزيد، بما في ذلك الخيالات الجنسية من كل نوع. يصبح الأمر معركة داخلية بين التفكير العقلاني والرغبة في التمتع.

نحن لا نتحدث عن المراهقين فقط.. إن ثقافتنا المشبعة بالجنس لها تأثيرات حتى على الأطفال الصغار. منذ سنوات عديدة عملت مع مجموعة من الصبيان في الصف الثالث الابتدائي لديهم مشكلات سلوكية؛ فقد كانوا يحضنون المعلِّمات الشابات. وكان الأمر طفوليًا "لطيفًا" بالنسبة للمعلِّمات، لكن بالنسبة للصبيان كان الأمر "مختلفًا" تمامًا.

 

في تلك المدرسة، والتي أظن أنها تمثل صورة عن حال الكثير من المدارس، كانت الفتيات تُرسلن رسائل مفادها أن الذكورية تساوي الجنس، وكن يحرضن الصبيان على أن يكونوا جذابين جنسيًا وقادرين على الأداء الجنسي. كان الصبيان والفتيات يتحدثون بشكل واسع الانتشار عن الجنس الفموي. من أين حصلوا على كل هذه المعلومات؟ لماذا لم ينشغلوا بالرياضات والموسيقى والامتحانات؟

هذه هي المشكلة.. التعرض إلى ثقافة مشبعة بالجنس تحوّل الصبيان والفتيات إلى مستهلكين للناس، وتضعهم على طريق نحو الحب المشوه وإهانة الآخرين. حتى أن البورنو والخيالات الجنسية والأحاديث الجنسية تصبح هي النمط السائد والمعتاد. دراسة المخ تساعدنا على فهم ما نستقبله من خلال حواسنا الخمسة.. المخ يستجيب لما نراه، ونقرأه، ونسمعه. عندما يكون ما يستقبله المخ شيئًا مصطنعًا، تصبح فكرة الجنس مرتبطة بالاستهلاك بدلاً من التواصل.

 

تأثير قوي ومنتشر

البورنو له قوته، ويخلق رغبة في المزيد. وهو أكثر انتشارًا مما تتخيّل.. انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، والرسائل النصية الفاضحة، والتكنولوﭼيا بشكل عام قد جعلت من السهل لكل من الصبيان والفتيات أن يقعوا فريسة لمحتوى فاضح وخبرات إباحية.

 

إليك بعض الإحصائيات من موقع statisticbrain.com:[1]

  • ما يقرب من ١١ ألف ”ﭬيديو للكبار فقط“ تنشر سنويًا.
  • تبلغ أرباح صناعة البورنو على شبكة الإنترنت 2, 84 مليار دولار سنويًا. تُقدَّر أرباح هذه الصناعة بشكل عام ما بين ٥٧- ١٠٠ مليار دولار سنويًا.
  • أكثر كلمة يتم البحث عنها على الإنترنت هي كلمة ”الجنس“ أو ”sex“.
  • ٨٧% من طلبة الجامعة يقولون إنهم مارسوا الجنس عبر الموبايلات أو كاميرات الويب.

 

لماذا تستهدف صناعة البورنو الصغار

تعتبر صناعة البورنو تجارة هائلة في عالم الأعمال، ولأنها هكذا فهي تعرف كيف توسّع أسواقها. إنهم يعرفون الطابع الإدماني لمنتجاتهم، وخاصة بالنسبة للمراهقين. وبالتالي، ما الذي قد يعرفونه ولا يعرفه الوالدان؟

في مرحلة البلوغ، يسهل تأثُّر المخ بالمكافآت المتخيلة. المسار العصبي للمكافآت في المخ- وهي المنطقة السقيفية الجوفية (Ventral Tegmental Area)، والنواة المتكئة (Nucleus Accumbens)، والقشرة الجبهية (Pre-Frontal Cortex)- يكون في أعلى درجات حساسيته.

وعندما يُثار هذا المسار، يفرز فيه المخ مادة الدوبامين التي تخلق تأثيرًا متعاقبًا على الذاكرة والتحفيز.. فيريد المخ أكثر فأكثر. وهذه تربة خصبة للإدمان، والتهور، وابتداع تصرفات غريبة.

الملك داود مثال واضح على ذلك.. كانت رغبته في الحصول على ما يريد مسيطرة عليه، حتى جاء ناثان النبي وأيقظ ضميره.

الدوبامين ليس سيئًا في حد ذاته، وقد يكون شيئًا جيدًا للغاية. في الواقع، إنه يساعد في التحفيز، والتمتع، وإدارة الحالة المزاجية. ومع ذلك عندما يُفرز الدوبامين نتيجة التعامل مع البورنو، فهو ضار جدًا؛ لأنه يجعل المخ ينحصر في البورنو أكثر من أي شيء آخر.

عندما يختبر المراهق تدفق الدوبامين نتيجة إثارة جنسية فهو أو هي:

١- يركز على الرغبة في تكرار ما تسبَّب في إثارة هذا التدفق.

٢- يشعر بتدفق الدوبامين بمجرد التفكير في مشاهدة البورنو، أو اختبار خيالات جنسية مرة أخرى.

٣- يهتم بالحصول على تدفق آخر من الدوبامين أكثر من تبعات التعامل مع البورنو.

٤- يكتسب أسلوب تفكير استهلاكيًا؛ إذ يصبح الناس لديه مجرد أشياء أو بضائع للاستهلاك وليسوا أشخاصًا لهم قيمتهم.

٥- يصبح غير قادر على رؤية الصورة الأشمل – الرغبة الملحة للبورنو تستبدل الاستثمار في علاقة حب حقيقية.

 عندما يشاهد الاطفال البورنو banner

 

في أول مشاهدة للبورنو، أو أول اختبار لخيالات جنسية، يختزن المخ هذه الخبرة. في نفس الوقت يرسل الدوبامين رسالة لا تُقاوم إلى مناطق بالمخ تقول ”افعلها ثانية!“ ومع تكرار الدخول، يزداد الطلب والإلحاح، ويحتاج الأمر الكثير والكثير لخلق نفس التأثير.

يصبح البورنو والخيالات الجنسية للمخ المستعبد احتياجًا أساسيًا مثل الطعام والماء. صبيان وصبايا كثيرون يقولون إنهم سقطوا في الشبكة بسبب الإعلانات المنتشرة والمحملة برسائل جنسية، وكذلك بسبب الأفلام الرومانسية (التي تستهدف الفتيات بالأكثر)، والهزار والدعابات الجنسية الفجة. المحتوى الجنسي متاح في كل مكان!

 

البورنو والخيالات الجنسية يقلل من القدرة على إقامة علاقات سوية.

يتأثر جزء آخر من المخ بسبب البورنو أيضًا -وهو الخلايا العصبية المرآوية التي تسهل الانفعالات الضرورية في العلاقات السوية، مثل التعاطف (أو القدرة على تفهُّم مشاعر الآخرين).

أحد زملاء ابني في المدرسة، عندما كان عمره ١٢ سنة، شاهد فيلمًا للكبار فقط (R-rated) يمتلئ بالمشاهد العارية والجنسية والعنف. معظم الكبار غير مجهزين للتعامل مع هذا النوع من الإثارة، ناهيك عن مراهق لا يزال مخه في طور النضوج. كما شاهد صبيان وصبايا كثيرون هذا الفيلم بالذات، بما في ذلك صبي مراهق قابلته أثناء عملي كمشير. هذا الصبي وصف هذا الفيلم بأنه فيلم مغامرات عظيم وادّعى أن ”الجنس“ لم يؤثر عليه.

 

هذا جنون! أذهاننا مصممة لتتجاوب مع الجنس؛ لكن مثل كثيرين، كان الصبي يحاول إقناع نفسه بأن المحتوى الجنسي في الميديا ليس خطيرًا بهذه الدرجة. سيتجاوب الفتيات مع نفس الفيلم، ولكن بطريقة مختلفة بعض الشيء. قد يقنعن أنفسهن بفكرة أن الوضع المثالي هو أن تكون الفتاة مُطاردة لأنها مرغوبة جنسيًا.

لهذا السبب فإن المحتوى المشبع بالجنس في الميديا خطير جدًا؛ فالخلايا العصبية لا تميز بين التفاعلات الواقعية أو التي تُصوَّر على الميديا. في الوقت الذي يستغرقه المراهقون لمشاهدة أحد الأفلام أو يلعبون إحدى ألعاب الـﭬيديو، فهم داخليًا يختبرون ويحفظون ويقلدون السلوكيات المزعجة التي يرونها على الشاشة. والنتيجة قد تحدث على مسارين متطرفين- إمّا الرغبة في تنفيذ ما يُشاهد على الشاشة، أو فقدان الحس إذ يكون الفرد عاجزًا عن الشعور بأي شيء. من الواضح، أن كلا المسارين مدمران للعلاقات في الحياة الواقعية.

 

ماذا تقول الأبحاث عن تأثير متابعة المراهقين المستمرة للبورنو؟[2]

تقول الأبحاث إنه عندما يشاهد المراهقون البورنو يمكن أن تتطور لديهم:

  • معتقدات وقيم مغلوطة وغير واقعية عن الجنس.
  • هوس وتركيز مفرط على الجنس.
  • سلوكيات جنسية عدائية.
  • تصرفات جنسية مستبيحة.
  • اهتمام مبكر بممارسة الجنس.
  • الاستباحة والفسوق.
  • أسئلة عن أجسادهم.
  • أسئلة عن الأداء الجنسي.
  • مشاكل سلوكية.
  • مشاعر إحباط.
  • مشاكل في التعلق بالآخرين، بما في ذلك الأب والأم.

يميل الصبيان والفتيات إلى رؤية نفس المحتوى ولكن من منظور مختلف:

  • تميل الفتيات إلى الانجذاب بشكل خاص إلى الخيالات الضمنية وراء الصور الجنسية. الخيالات تظلل على العلاقة.
  • تبحث الفتيات عن الأجساد المنحوتة والمثالية التي تتوافق مع ما يشاهدنه على الشاشة.
  • يميل الصبيان إلى الانجذاب إلى الصور، والإثارة، وكل ما هو جديد، والمحتوى المصور بالـﭬيديو.. ويريد الصبي فتاة ترتدي وتلبس وتتصرف مثل الشخصيات التي يشاهدها على الشاشة.

الصمت ليس مقبولاً

للأسف هذا موضوع نحتاج أن نتطرق إليه كوالدين مع أطفالنا. لكن بدلاً من الاكتفاء برفض البورنو والخيالات الجنسية، دعونا نساعد أطفالنا على فهم سبب الخطورة الشديدة لهذا الأمر:

 

  • البورنو والخيالات الجنسية لها طبيعة تصاعدية. يبدأ الأمر في معظم الحالات بالصدفة، لكنه يتصاعد ويتحول إلى تعمُّد المشاهدة؛ لأنه يخلق جوعًا دائمًا يشتهي المزيد. تحتدم المعركة الداخلية حتى يستسلم الشخص إلى الإغواء، ويبدأ في تبرير متابعة البورنو والخيالات الجنسية كشيء طبيعي. للأسف هذا شائع جدًا- ليس سويًا، لكنه شائع.
  • البورنو والخيالات الجنسية لها طبيعة إدمانية لا تؤدي إلى الشبع. الأمر يشبه سماد الحديقة الذي يجعل التربة معتمدة عليه.. بعد مرور الوقت لا تنمو التربة بدونه.
  • البورنو والخيالات الجنسية تحوّل مستخدميها إلى مستهلكين للناس. بدلاً من الاهتمام الصادق بالآخرين، يرى المستهلك الناس مثل أدوات من أجل الاستعمال. فعندما يشعر بالملل تجاه شخص ما، يبحث عن شخص آخر.
  • العلاقات السوية تصبح مستحيلة طالما وُجد البورنو والخيالات الجنسية. لأن البورنو يعيد تشكيل المخ فهو يعوق إقامة علاقات سوية تدوم طويلاً مع الجنس الآخر. يصبح الحب مشروطًا – إذ يتمحور حول ”الذات“ وليس حول طرفي العلاقة. ويجعل الترابط صعبًا للغاية. يُفرز الأوكسيتوسين، وهو هرمون التعلُّق، استجابةً للعلاقة، وعندما يمارس الشخص العلاقة الحميمة. لكن عندما يشاهد المراهقون البورنو فهم يتعلقون بوهم وليس بشخص.
  • الاكتئاب حتمي لمتابعي البورنو. أثبتت الأبحاث أن الأشخاص المتابعين للبورنو أكثر عرضة للصراع مع الاكتئاب.(3) خلقنا الله لنتصل به، وبالآخر، وبخليقته. عندما نسير خارج خطته، يكون الاكتئاب نتيجة حتمية.
  • البورنو والخيالات الجنسية توقف نمو المخ. نحن نميل إلى أي شيء يمنحنا لذة فورية، والبورنو يعوّد المخ على السعي وراء المحتوى الفاضح بأي ثمن. الكتاب المقدس والعلم يؤكدان أن أحد المكونات الأساسية للحكمة هو ضبط النفس. الحرية الحقيقية توجد في ضبط النفس، وليس في الانغماس في شهوة النفس.

 

الوجه الآخر للعملة

على الوجه الآخر، عندما نحمي المخ، سنجد أن التطور الفسيولوﭼـي للمخ لدى المراهقين والبالغين هو جزء من التصميم الإلهي البديع.. فهو يسمح لنا بأن نرى شريك الحياة بعد ثلاثين سنة بنفس جاذبيته عندما تزوجنا. وهو الذي يساعدنا على الترابط مع الآخرين ومحبتهم محبة صادقة. هذا أمر يستحق فعلاً أن نحميه.


(1) https://www.statisticbrain.com/adult-film-industry-statistics-demographic.

(2)  https://www.researchgate.net/publication/239798839_The_Impact_of_Internet_Pornography_on_Adolescents_A_Review_of_the_Research

 (3)http://www.tandfonline.com/doi/full/10.1080/00224499.2016.1143441?src=recsys

 

Translation © 2018 Focus on the Family. All rights reserved. Used with permission. Originally published in English at focusonthefamily.com.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بناتنا الصبايا كيف نربيهن بالطول