Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 

Why Has Astrology Become So Popular With Teens 

 

بقلم: كارول كوبي

السوشيال ميديا غارقة بالأشكال المختلفة للتنجيم، والمراهقون ينجذبون إليها لأنها في اعتقادهم غير ضارة.

--------------------

جلست ﭼيسي على كرسي بجوار صديقتها سارة في إحدى المقاهي. ثم دفعت كتب الرياضيات والكيمياء جانبًا، وفتحت الكيس الذي يحتوي على سندوتشاتها، واقتربت لتنظر ماذا تتصفح سارة على هاتفها المحمول. فلاحظت على الفور رموز الأبراج، لكنها لم تكن تدرك أن التنجيم قد صار منتشرًا بدرجة كبيرة بين صديقاتها المراهقات.

”ماذا تقرأين؟“

أجابت سارة وهي تُظهر التطبيق ﻟﭼيسي: ”اقرأ حظي اليوم. انظري. إنه يخبرني بنقاط القوة والضعف لديّ، وأفضل وأسوأ الجوانب في شخصيتي، وكيف سيكون يومي، والأشخاص الذين سأجد سهولة في التواصل معهم، كذلك يساعدني على اتخاذ قرارات ذكية فيما ينبغي عليّ أن أفعله. مثل هل ينبغي أن أخرج مع مايكل أم لا“. ”يجب عليكِ أن تجربينه. لا ضرر منه على الإطلاق.“

كانت كلمات سارة تلعب في عقل ﭼيسي طيلة النهار. في ذلك المساء وبينما كانت سارة تحملق في واجبات الكيمياء، كانت تفكر في الأبراج التي كانت صديقها تقرأها. كان لديها أسئلة كثيرة عن نفسها، وعن حياتها، وصداقاتها، ومستقبلها بعد المرحلة الثانوية. كان العالم يبدو لها أكثر ضبابية كل يوم. ماذا يمنعها من أن تقرأ مرة واحدة وترى ماذا تقول هذه الأبراج. في النهاية، لقد قالت صديقتها سارة إنه لا ضرر في ذلك على الإطلاق، أليس كذلك؟

 

التنجيم، الحظ، الأبراج

هناك احتمالية كبيرة أن تكون واحدًا من ٩٠% من الناس الذين يعرفون أسماء أبراجهم. التنجيم والحظ قد انتشر بشكل واسع في ثقافتنا بحيث سواء كنت تصدق هذا الشيء أم لا، أو تمارس أي نوع من التنجيم أو تقرأ الأبراج أم لا، فلابد أنك على دراية بالمفهوم الذي يكمن وراء هذه الممارسات.

يعرِّف قاموس ميريام- ويبستر كلمة التنجيم astrology على أنها ”نوع من العِرافة أو التنبؤ بتأثيرات مفترضة لهذه الأبراج والكواكب على حياة البشر والأحداث الدنيوية من خلال مواقع هذه الأبراج واتجاهاتها“.

بدأ علم التنجيم في بابل حوالي قبل ألفين عام قبل ميلاد المسيح. أسس البابليون نظامًا من ١٢ مجموعة من النجوم، تُسمى الأبراج، والتي تتفاعل مع مسارات الشمس والقمر والكواكب المنظورة الأخرى. كما اعتقد البابليون أن أماكن وحركات هذه الأجرام السمائية تؤثر على كل شيء يحدث هنا على الأرض، وكذلك تحدد سلوكيات البشر وطباعهم.

ثم بدأوا في استخدام خريطة الأبراج، وهي شكل توضيحي لمواقع الكواكب والأبراج في بعض الأوقات، ليحددوا من خلالها شخصية الفرد وطباعه، وليتنبأوا بالأحداث التي سيمر بها في حياته.

 

زيادة الانتشار بين المراهقين

التنجيم والأبراج في كل العالم منذ ذلك الحين، ولا تزال منتشرة في مجتمعنا اليوم. في ستينيات وسبعينات القرن الماضي أثارت حركة العصر الجديد (New Age Movement) الاهتمام من جديد بعلوم التنجيم. ومع ذلك فقد شهدت علوم التنجيم نهضة كبيرة في السنوات القليلة الأخيرة، وزاد انتشارها بين المراهقين والشباب.

تظهر الدراسات أن ٦٥% من الناس في المرحلة العمرية بين (٢٤- ٢٩ سنة) يقرأون الأبراج يوميًا. كذلك ٤٠% من هؤلاء الناس يعتقدون أن الأبراج تساعدهم على اتخاذ القرارات في حياتهم. أوردت تحليلات جوجل في ٢٠٢٠م، أن البحث عن التنجيم والأبراج بلغ معدلات قياسية. كما أورد تطبيق Co-Star أن هناك شخص في الولايات المتحدة يحمل تطبيقًا عن الأبراج كل ٣- ٤ ثوانٍ.

يحذرنا الرسول بولس في رسالته الثانية إلى أهل تيموثاوس: «لأَنَّهُ سَيَكُونُ وَقْتٌ لاَ يَحْتَمِلُونَ فِيهِ التَّعْلِيمَ الصَّحِيحَ، بَلْ حَسَبَ شَهَوَاتِهِمُ الْخَاصَّةِ يَجْمَعُونَ لَهُمْ مُعَلِّمِينَ مُسْتَحِكَّةً مَسَامِعُهُمْ، فَيَصْرِفُونَ مَسَامِعَهُمْ عَنِ الْحَقِّ، وَيَنْحَرِفُونَ إِلَى الْخُرَافَاتِ» (تيموثاوس الثانية 4: 3- 4).

ماذا الذي جرى ليحدث هذا الهوس المتجدد بالأبراج، ولماذا تنتشر أعمال التنجيم بين المراهقين؟

 

لماذا ينتشر التنجيم بين المراهقين؟

١- الإتاحة

بوسع أبنائنا المراهقين أن يجدوا الأبراج في كل مكان يتوجهون إليه. فلا يجدونها على كل أنواع المنتجات في المحال فقط، بل أصبحت تحت أناملهم. المشاهير والانفلونسرز على السوشيال ميديا، والكثير منهم من المراهقين والشباب، يروجون للأبراج بين متابعيهم. التطبيقات مثل Co-Star وSanctuary توفر الأبراج بمجرد لمسة واحدة على الشاشة.

 

٢- القدرة على خلق الميمات Memes

المراهقون والشباب يحبون الميمات (وهي فكرة أو ممارسة تنتشر من شخص لآخر داخل ثقافة ما) ومهووسون بابتكارها. توفر الأبراج فرصًا لا نهاية لها لابتكار الميمات بطرق مبتكرة.

 

٣- إضافة الطابع الشخصي

بدلاً من الأبراج التي تتوفر في الصحف، تستطيع التطبيقات أن تضفي طابعًا شخصيًا على البرج الخاص بكل شخص وتخصصه ليكون مناسبًا لكل فرد. هذا الطابع الشخصي يجعل مراهقينا يشعرون بالاهتمام والتفهُّم، حتى إذا كان من مصدر آلي.

 

٤- إعطاء شعور بالتحكم

إن عالمنا كان ولا يزال مليئًا بالتوتر والخوف وعدم اليقين بالمستقبل. والاستجابة الطبيعية للإنسان أن يرغب في الشعور بالتحكم في الظروف المحيطة. قال عالم النفس ﺳﺗﻳﭬن دي بيننج ذات مرة بخصوص علوم التنجيم: ”المغري أن نمتلك وسيلة لعقلنة بعض الأمور التي كانت بدون هذه الوسيلة ستبدو فوضوية ولا يمكن التحكم فيها“. ومع ذلك يخبرنا الكتاب المقدس في إشعياء ٤٧ أنه من الأفضل أن نضع ثقتنا في الله ضابط الكل بدلاً من أن نضع ثقتنا في المنجمين الذين لا يستطيعون أن ينجوا أنفسهم في زمن الضيقة.

 

٥- الراحة

عندما يشعر مراهقينا أنهم متحكمون في الأمور أو أنهم يعرفون ما سيأتي، فهم غالبًا يشعرون بالراحة. إنهم يحبون أن يصدقوا أن هناك أملاً أو يشعرون بأن هناك شيئًا يقدرون على فعله لإنجاز نتيجة معينة.

 

٦- شعور كاذب بالتواصل

قد تخلق الأبراج لدى المراهقين شعورًا كاذبًا بالتواصل. عندما يصدق المراهق أن الكون يؤثر ويتصل بكل إنسان من خلال حركة الكون، فهذا قد يجعله يشعر بالتواصل مع أقرانه ومع الصورة الأكبر. وكما ذكرت سابقًا، هذه التطبيقات التي تضفي طابعًا شخصيًا على أبراجهم تجعلهم يشعرون بالاهتمام والتفهُّم.

 

٧- شعور كاذب بالهُوية

المراهقون والشباب يعيشون مرحلة يحاولون فيها اكتشاف هُويتهم وهدفهم في الحياة. الأبراج تخبر الشخص بصفاته الإيجابية وصفاته السلبية، ونقاط القوة والضعف، وتخبرهم مَن هم. ومع ذلك فالأشياء التي تخبرها الأبراج لمراهقينا لا تتفق مع ما يخبرهم به الكتاب المقدس عن هُويتهم ومعنى حياتهم.

 

ماذا يقول الكتاب المقدس عن التنجيم؟

التنجيم له جاذبية قوية وأصبح منتشرًا بين المراهقين والشباب. لكن ماذا يقول الكتاب المقدس عن التنجيم والأبراج؟ هل قراءة الأبراج تخلو من الأضرار كما يزعم الكثيرون؟ وهل يستطيع الشخص أن يتبع المسيح وفي نفس الوقت يتابع قراءة الأبراج؟

الإجابة القصيرة هي: نعم، التنجيم ضار، ولا يستطيع الشخص أن يتبع المسيح والأبراج في آن واحد.

التنجيم والأبراج والحظ هي أشكال من العرافة.

العرافة والحظ هي شكل من أشكال السحر، التي يحذرنا الكتاب المقدس بوضوح من عدم الانخراط فيها.

يقول سفر التثية: «لاَ يُوجَدْ فِيكَ مَنْ... يَعْرُفُ عِرَافَةً، وَلاَ عَائِفٌ وَلاَ مُتَفَائِلٌ وَلاَ سَاحِرٌ، وَلاَ مَنْ يَرْقِي رُقْيَةً، وَلاَ مَنْ يَسْأَلُ جَانًّا أَوْ تَابِعَةً، وَلاَ مَنْ يَسْتَشِيرُ الْمَوْتَى. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مَكْرُوهٌ عِنْدَ الرَّبِّ» (تثنية ١٨: ١٠- ١٢).

عندما يصف الرسول بولس ثمار الجسد، التي تتناقض مع ثمار الروح القدس، يقول: «وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ، الَّتِي هِيَ: زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ، حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ، وَأَمْثَالُ هذِهِ الَّتِي أَسْبِقُ فَأَقُولُ لَكُمْ عَنْهَا كَمَا سَبَقْتُ فَقُلْتُ أَيْضًا: إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ» (غلاطية ٥: ١٩- ١٢).

 

هل الأمر بمثل هذه الخطورة؟

قد يسأل أبناؤنا المراهقون ”هل الأمر بمثل هذه الخطورة؟ هل متابعة الحظ أو الأبراج مُضر بالفعل؟

نعم هو كذلك.

عندما نسترجع قصة آدم وحواء في جنة عدن، كيف اقتنعتهما الحية أن يأكلا من الشجرة؟ بإخبارهما إنها ليست ضارة، وبدلاً من أن يموتا، سيصيران «كالله» (تكوين ٣: ٥).

ويخبرنا السيد المسيح في متى ٦: ٢٤ بأننا لا نستطيع أن نحب سيدين: إما أن نختار اتباع المسيح أو اتباع أمور هذا العالم. ولا يوجد اختيار ثالث بينهما.

 

تخلق وثنًا

في رسالة رومية يكتب الرسول بولس: «الَّذِينَ اسْتَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالْكَذِبِ، وَاتَّقَوْا وَعَبَدُوا الْمَخْلُوقَ دُونَ الْخَالِقِ...» (رومية ١: ٢٥). ومَن يؤمنون بالأبراج يعبدون حركات النجوم والكواكب التي خلقها الله. نحن نصنع لأنفسنا أوثانًا بدلاً من أن نضع ثقتنا في الله الذي خلق كل شيء، ويعرفنا بشكل أفضل مما نعرف أنفسنا.

 

إعطاء مراهقينا هُوية مزيفة

عندما يصغي مراهقينا ويقرأون أشياء عن أنفسهم بها شذرات من الحقيقة، فإنهم ينتبهون لها أكثر. وعندما تقول الأبراج شيئًا يعكس إحدى سماتهم الشخصية أو يتصادف صدقه، يبدأ مراهقونا في الاعتقاد بأن ما تقوله الأبراج هو شيء دقيق.

الأبراج تقدم قوائم بالسمات الإيجابية والسمات السلبية. على سبيل المثال قد تخبر المراهق الذي يتابعها بأنه قوي ومتمكن، لكنها تخبره أيضًا بأنه عنيد، ومتقلب المزاج، ومحب للمجادلة.

الأبراج تقود مراهقينا وشبابنا إلى هُوية مزيفة حين يعتقدون بمصداقية البرج الخاص بهم. ”إذا قال برجي أننا هكذا، لا بد أن أكون هكذا“، وهذا يجعل من السهل جدًا عليهم تبرير سماتهم السلبية وسلوكياتهم بسبب ما يقوله برجهم الخاص. ومع ذلك يخبرنا الله أمورًا أعظم ويدعونا لنثمر بثمار الروح القدس بدلاً من ثمار الجسد، كما يدعونا إلى اكتساب الهُوية الجميلة والشعور بالقيمة والجدارة الذي وهبنا إياه.

 

الحكمة المزيفة

عندما نلجأ إلى الأبراج للحصول على الحكمة ونتصرف وفقًا لما تقوله، نظن أننا نعرف أكثر من الله. في المقابل، الروح القدس وحده هو الذي يمنحنا الحكمة الحقيقية والمعرفة وموهبة التمييز. الكتاب المقدس يخبرنا في رسالة يعقوب ١: ٥ «وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ». إذا كان الأمر كذلك، فلماذا نختار اللجوء إلى شيء آخر ليمنحنا حكمة مزيفة؟

عندما يحكم مراهقونا على صداقاتهم وعلاقاتهم بناءً على ما تقوله أبراجهم، فإنهم يحتفظون بمثل هذه الأمور السلبية في عقلهم الباطن. وقد يصبحون مقتنعين بأن علاقاتهم لن تنجح أبدًا. كما يمكن لمراهقينا أن يخسروا علاقات ثمينة جدًا مع آخرين إذا بنوا العلاقات على شرط اتفاق برج الطرف الآخر مع أبراجهم.

يكتب الرسول يوحنا «أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ» (يوحنا الأولى ٤: ١).

 

أسئلة للمناقشة مع مراهقينا

  • ماذا تعتقد بشأن التنجيم، والأبراج، والحظ؟
  • إذا قرأت الأبراج، ماذا ترجو أن تجد فيها؟ ماذا تقدم الأبراج ولا يقدمه الله من خلال كلمته وروحه القدوس؟
  • كيف تختبر أن ما تقرأه أو تسمعه هو من الله؟
  • إذا قرأت برجك، هل هذا يساعدك على الشعور بالتحكم؟ أو تفضل أن يكون الله متحكمًا في النتائج؟
  • ماذا تعتقد في هُويتك؟
  • هل تدرك أن أصدقاءك يشاهدونك وأنت تقرأ برجك؟ هل تعتقد أن رؤية إنسان مسيحي وهو يقرأ البرج يجعل الله يبدو قويًا أم ضعيفًا؟

 

لابد أن يختبر مراهقونا ماذا يسمعون وماذا يقرأون كل يوم. الشيطان وأعوانه يعرفون العالم الروحي. ومع ذلك لا يمكن الوثوق بهم ليخبروك الحقيقة أو يفكروا في سلامتنا. التمسك بكلمة الله والصلاة المستمرة سيساعد مراهقينا على سماع صوت الروح القدس ومعرفة مشيئة الله لهم.

 

 

 

 

© 2024 Focus on the Family. All rights reserved. Used with permission. Originally authored in English by Carol Cuppy and published at focusonthefamily.com.

 

 

 

 

 

 

 

 

بناتنا الصبايا كيف نربيهن بالطول