Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: ڤيولا فاسكويز

للمزيد من هذه السلسلة:

١- مراحل النضوج العاطفي لطفلك                         

٢- اقبل مشاعر طفلك

٣- التعامل مع المشاعر السلبية لطفلك


 

 تقوية رابطة مع طفلك

لكي تكوّن رابطة مع أطفالك، لابد أن تفهم عواطفهم وتشعر بهذه العواطف معهم. دعنا نرى كيف قضت أم واحدة تُدعى شيري وقت الصباح لتتواصل مع ابنها نيكولاس البالغ من العمر ٥ سنوات.

٧ صباحًا: استيقظ نيكولاس باكيًا وصارخًا. جرت شيري إليه وحضنته. ثم سألته: "يبدو أنك مذعور. ماذا بك؟". لكن نيكولاس لا يرد، إنه فقط يبكي. استمرت شيري ممسكة به في حضنها حتى هدأ، وكانت تقول له: "مهما حدث، أنت فعلاً حزين. وأنا هنا بجانبك". سرعان ما توقف نيكولاس عن البكاء وطلب يأكل.

ما هو صائب في تصرف شيري: اعترفت بمشاعر نيكولاس ولم تنظر على أنها شيء خطأ. وبدلاً من أن تأمره بالتوقف عن البكاء، وصفت شيري مشاعر نيكولاس، وسمحت له بفرصة للتعبير عن هذه المشاعر. أدرك نيكولاس أنه ليس هناك مشكلة في أن يكون حزينًا أو مذعورًا. وعلى الأغلب سيشعر نيكولاس بالحرية في التعبير عن مشاعره في المستقبل.

 

٩ صباحًا: كان نيكولاس يشاهد الكارتون المفضل له، ورفع الصوت بدرجة عالية جدًا. وكان يضحك ويرقص بينما تغني شخصيات الكرتون. انضمت شيري إليه ورقصت بجانبه. ثم حضنته ورجعت إلى ترتيب مطبخها.

ما هو صائب في تصرف شيري: كان بإمكانها أن تعنف ابنها لأنه رفع صوت التليفزيون، أو كان بإمكانها أن تتجاهله تمامًا. ولكنها في المقابل رحبّت بسعادة ابنها وانضمت إليه. هذا التفاعل الذي دام لوقت قصير قوّى الرابطة بينهما. لذا يشعر نيكولاس بأنه محبوب وأن هناك مَنْ يفهمه.

 

١١ صباحًا: يلعب نيكولاس مع صديقه ﭽاكوب. يدفع ﭽاكوب نيكولاس من فوق دراجته، ثم يرد نيكولاس الدفعة بدفعة أخرى. تدخلت شيري وأخبرت نيكولاس: "ليس من اللائق أن تدفع ﭽاكوب. هذا شيء قد يؤذيه" فقال نيكولاس: "لكنه دفعني أولاً" فأخبرت شيري ﭽاكوب نفس الشيء وأخذت ابنها نيكولاس جانبًا. ثم أخبرته قائلة: "يا نيكولاس أعرف أنك غاضب. وأنك تتضايق عندما يدفعك ﭽاكوب. عليك أن تقول له لا تدفعني لأن هذا قد يؤذيني".

ما هو صائب في تصرف شيري: ركزت شيري على السلوك السلبي لابنها نيكولاس بينما اعترفت بصحة مشاعره. تواصلت معه بأن دعته يعرف أنه يحق له أن يشعر بالغضب ولا يؤذي الآخرين في نفس الوقت.

 

قدوة جيدة في إظهار المشاعر

أحد أهم الطرق المهمة التي يتعلم منها الأطفال التعبير السليم (وغير السليم) عن المشاعر هي الملاحظة. الأطفال يتصرفون بشكل أساسي وفقًا لما يشاهدونه. لنعرف ماذا تعلَّم الطفلان التاليان من خلال ملاحظة سلوك والديهما.

 

قصة مايكل:

يعود مايكل من العمل، ثم يتناول العشاء مع عائلته، ثم يجلس لمشاهدة التليفزيون. وينفعل بشدة كلما وقفت ابنته (حنّة) البالغة من العمر ٨ سنوات أمام التليفزيون لتخبره شيئًا. ثم يستشيط غضبًا عندما يتوقف الريسيڤر عن العمل، وتغيب القناة التي كان يشاهدها. فيضرب الريسيڤر، ويلقي بالريموت على الأرض، ويلقي بنفسه على السرير.

في اليوم التالي، يلاحظ مايكل أن ابنته حنّة منزعجة لأنها فقدت قطعة من لعبة البازل المفضلة لديها. وبعدما بحثت قليلاً عنها استسلمت، وألقت بقية القطع على الأرض. عنفها مايكل بسبب أنها "يأست بسرعة"، ولأنها انفجرت في البكاء.

 

قصة ﭽون:

يعود ﭽون من العمل، ثم يتناول العشاء مع عائلته، ثم يجلس لمشاهدة التليفزيون. وعندما سألته ابنته سارة، البالغة من العمر ٨ سنوات، سؤالاً خلال ذروة المسلسل المفضل لديه، طلب منها الانتظار حتى الفاصل الإعلاني. وخلال الفاصل الإعلاني أجاب بهدوء على سؤال ابنته سارة.

وعندما حدث خلل في الريسيڤر وغابت القناة التي كان يشاهدها، غضب، وكان يتمتم: "أشعر بالغضب من هذا الشيء. إنه يتعطل كثيرًا. لنرَ هل أستطيع إصلاحه؟" وأخذ يقول كل خطوة يفعلها بينما يصلح الوصلات، وهو لا يعلم أن سارة تصغي إليه.

 

في اليوم التالي شاهد سارة وهي تحاول تجميع قطع البازل. ولاحظ أنها تتحدث بصوت منخفض مع نفسها وهي تبحث عن القطع وتجمعها معًا، وكانت تقول: "لا أستطيع أن أجد مكان وضع هذه القطع. أنا غاضبة جدًا. فلنحاول بهذه القطعة الأخرى."

مثل ﭽون، احرص على إدارة مشاعرك بطريقة تحب أن تراها متكررة لدى طفلك.


From the Focus on the Family website at focusonthefamily.com. © 2005 Focus on the Family. Used by permission.

 

 

 

 

 

 

 

 التربية المقدسة بالطول