Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 Raising Socially Competent Kids

بقلم: جاري تشابمان

هل تريد أن تعطي أطفالك فرصة للنجاح في الحياة؟ ساعدهم على تحسين مهاراتهم الاجتماعية.


لا شك أنك شاهدت أطفالك وعيونهم ملتصقة بشاشة الكمبيوتر أو التليفزيون أو الموبايل؛ وربما تساءلت وتحيرت بشأن تأثير التكنولوﭼيا عليهم. الصور المتحركة على شاشات التليفزيون وألعاب الـﭬيديو وفي التطبيقات هي صور محفزة للمخ بشدة، ومخ الطفل حساس بشكل خاص.

في الواقع، ربما تقول إن تلك الأمخاخ مصنوعة من "البلاستيك"؛ إلا أن الأمخاخ يمكن أن تتغيَّر وتتكيف لما تتعرض له، وهو ما يُعرف بالمرونة العصبية. التوصيلات داخل المخ يمكن أن تتقوى بالاستخدام أو تَضعُف بالإهمال، وهذا مبدأ ينطبق على أشياء كثيرة يفيد بأن الشيء الذي لا يُستخدم يُفقد- بحسب دكتور چاي جِيد من المعهد القومي الأمريكي للصحة النفسية.

مع زيادة استخدام الشاشات، فإن التوصيلات العصبية الخاصة بالإصغاء والتعلم، والتركيز والحوار عادة ما تُهمل. الأكثر من ذلك، الأطفال الذين يستخدمون التكنولوچيا بكثرة "يُبرمَجون" أن يستخدموا أجهزتهم للتواصل بدلاً من التحدث وجهًا لوجه مع الناس.

المهارات الاجتماعية لا تُبنى على الموبايل أو الكمبيوتر؛ لكن لا بد أن تُمارَس في الحياة الواقعية، بدءًا من البيت، حيث يقدم الأبوان المُحبان قدوة لشكل العلاقات السوية. نعم، التكنولوﭼيا باقية وستستمر، وعلى الأرجح ستجد طرقًا إيجابية للاستفادة من الشاشات والأجهزة في عائلتك. إنها أيام رائعة حيث تستطيع العائلات الحفاظ على التواصل فيما بينها برغم بُعد المسافات بالصور والـﭬيديوهات والرسائل الفورية. لكن إذا لم تقلل وتواجه تأثير الشاشات في حياة عائلتك، فعندما يقابل ابنك أقرباءه وجهًا لوجه، ربما لن يعرف ببساطة معنى الجلوس والتواصل معهم.

بينما تعمل على بناء بيت يتشكل فيه الأبناء من خلال العلاقات الحقيقية، ركز على هذه المهارات الاجتماعية الخمس الأساسية التالية:

 

الحب

من المفارقة أن الجهاز الإلكتروني الذي يوصلنا بالناس حول العالم يمكن أن يعمل في ذات الوقت على عزلنا عن بعضنا البعض. قد يزداد الأطفال تعلُّقًا بأجهزتهم أكثر من أصدقائهم ومعلميهم وأقربائهم.. حتى إن أفراد العائلة الذين يعيشون في نفس العنوان كثيرًا ما يعيشون منعزلين في عوالمهم الافتراضية الإلكترونية. النتيجة هنا أننا أصبحنا أقل توددًا تجاه أحدنا الآخر.

لدينا فرصة يومية ذهبية لنقدِّم قدوة في التعبير عن الحب نحو أبنائنا- من خلال حضن، أو محادثة، أو ترتيب المائدة معًا، أو الخروج لتناول الآيس كريم معًا. لا تدع هذه الفرص تضيع من يديك! احكِ قصصًا لأطفالك، اصنعوا أشياءً معًا، اسعَ للحوار معهم كل يوم. أصغِ بانتباه، وتَجاوَب بتعاطف.

مهمتنا هي أن نملأ ”الخزانات“ العاطفية لأبنائنا بالحب الذي يحتاجون إليه كوقود خلال التحديات التي تقابلهم في طفولتهم ومراهقتهم. إن قضاء ساعتين في لعب مباراة في ألعاب الـﭬيديو لا يستطيع أن يضيف أي وقود للخزان العاطفي لابنك.

بينما تتواجد مع طفلك، تواجَد معه بكل كيانك. سيتعلم طفلك من قدوتك، وسيرى أن الناس المتواجدين جسديًا يستحقون المزيد من الاهتمام أكثر من الاتصالات الرقمية أو الإلكترونية.

 

التقدير

”شكرًا!“ هذه الكلمة الصغيرة تضيف عمقًا لأي علاقة. لكن القلب الممتلئ بالامتنان لا يأتي من تلقاء نفسه، فلا بد أن يتعلَّم طفلك هذا. في مرات كثيرة يعتاد الأطفال على عالم الإشباع الفوري الذي تقدمه الشاشات، ويبدأون في توقع أن الحياة الواقعية ستسير على نفس المنوال. بالفعل، العقبة الأكبر والأصعب أمام توجُّه القلب الشاكر هو الإشباع المفرط للرغبات. فالأطفال الأكثر ضجرًا والأقل امتنانًا في العالم هم المراهقون الذين وفَّر لهم آباؤهم كل شيء يريدونه.

علِّم أبناءك أن ينتظروا ليحصلوا على ما يريدونه. أحيانًا سيكون عليهم أن ينتظروا حتى يدخروا بعض المال، أو حتى يكبروا قليلاً، ليحصلوا على جهاز أو لعبة ما. لكنهم سيستمتعون أكثر بالدُمية أو اللعبة إذا انتظروا وتعبوا من أجل الحصول عليها.

يمكن للأطفال الصغار أن يبدأوا في إظهار التقدير بقول كلمة ”شكرًا“ على الوجبات، والألعاب الجديدة، والوقت الذي يقضونه مع صديق. وبينما يكبرون، يمكنهم كتابة بطاقات شكر، وإعداد بعض المخبوزات، لتقديمها للمعلمين.

ابحث عن طرق لتشكر شريك حياتك وأبناءك كل يوم. إذا صار قول كلمة ”شكرًا“ أسلوب حياة في بيتك، سينتقل أبناؤك إلى عالم الامتنان من أجل ما يفعله الآخرون من أجلهم. تدريب طفلك على التفكير والحديث وأيضًا كتابة الرسائل بشكر يبدأ في البيت.

 

 دليل الوالدين الى عالم التكنولوچيا

 

إدارة الغضب

كما يتحتم تعليم الأطفال ربط أحذيتهم أو ركوب الدراجة، هكذا لابد أن يتعلموا كيف يتعاملون مع مشاعر الغضب. للأسف، مع زيادة وقت الشاشات لعائلاتنا، تفوتنا الكثير من لحظات التعلُّم. وكما يلاحظ آباء وأمهات كثيرون، كثيرًا ما تزيد ألعاب الـﭬيديو والتليفزيون من عدم صبر الطفل وعدم قدرته على التعامل مع الانفعالات. كيف نستطيع أن نساعد أطفالنا على اكتساب طرق بناءة في معالجة مشاعر الغضب؟ ابدأ بالإصغاء إليهم. إذا كان طفلك يصيح، اسأله بهدوء بعض الأسئلة، وتعمَّد الإصغاء إليه. دع طفلك يُعبِّر عن الغضب.. وركِّز على السبب وراء غضب طفلك، وليس على طريقته في التعبير عن الغضب. إذا اعتقد أنه ظُلِم، فلن يتبدد الغضب حتى يشعر أنك تسمعه وتتفهم شكواه.

بالطبع، الصياح ليس أبدًا الطريقة الملائمة للتعامل مع مشاعر الغضب. لكن ليكن اهتمامك الأول هو أن تسمع طفلك.

فيما بعد، ناقش الأساليب السوية للتعبير عن المشاعر. إذا لم يسعَ الوالدان أولاً لفهم ما يشعر به الطفل، سيُكبت غضب الطفل داخله، وبمرور الوقت سيظهر هذا في سلوكه.

غضب الطفل كثيرًا ما يكون خارج المسار.. أي مبنيًّا على خطأ متخيَّل وليس خطأً محددًا. ليكن هدفك أن تحدد الجدوى من الغضب بأن تسأل نفسك: ما هو الخطأ الذي ارتُكب؟ وهل أنا واثق من امتلاكي كل الحقائق؟ اجعله يعد حتى رقم ١٠٠ ليساعد نفسه على الهدوء. ثم اسأله ليكمل العبارة التالية: ”أنا غضبان بسبب...“

قم بقيادة طفلك خلال تفاصيل الموضوع، واستكشفا معًا طرقًا سوية للتجاوب. في كل مرة تسير مع طفلك خلال هذه الخطوات، فإنه يصبح أكثر نضوجًا في معالجة غضبه.

 

الاعتذار

كثير من المراهقين، والكبار أيضًا، يجدون ارتياحًا أكبر أن يستخدموا الأجهزة الإلكترونية للاعتذار؛ فهذا يساعدهم على تجنُّب المواقف المحرجة، لكنهم كثيرًا ما يصبحون عاجزين على القيام بحوارات صعبة. في الأمور التافهة قد تكفي رسالة نصية من أجل أشياء مثل ”ماما، آسف لأني نسيت أن أُطعم القطة. هل يمكنكِ أن تفعلي هذا؟“ لكننا نحتاج أن نعلِّم الأبناء كيف يعتذرون في العالم الواقعي، وجهًا لوجه.

وكما هو الحال في أغلب أمور التربية، هذا يبدأ بأن نُظهر للصغار كيف يبدو الاعتذار الصحيح. إذا سمع الطفل بابا وهو يعتذر لماما لأنه رفع صوته عليها، ثم سمع ماما تغفر له، فهذا درس قوي. والأب والأم اللذان يعتذران بصدق للأبناء لا يُجسدان فقط كيف يبدو الاعتذار، بل ويزيدان أيضًا من احترام الطفل لهما.

ساعد أطفالك ليفهموا بشكل كامل الأهمية العظمى للاعتذار، وكيف يبدأون بقبول المسؤولية داخليًا عن الخطأ الذي ارتكبوه، وكيف يقاومون الميل إلى إلقاء اللوم على الآخرين. أظهر لهم أنه توجد توقعات للسلوك في البيت والمجتمع، وأن اختياراتنا تؤثر على كيف يشعر الآخرون تجاهنا. الكلمات والتصرفات الجارحة تدفع الناس بعيدًا عنا، وبدون اعتذار تتوتر هذه العلاقات.

 

التركيز

هل تعجبت من قبل كيف يستطيع الطفل أن يجلس لأوقات طويلة متسمرًا أمام الشاشات، لكنه كثيرًا ما يفقد التركيز بعد دقائق قليلة من الحديث الواقعي أو خلال العمل على إحدى المهام؟ إن طريقتنا في استهلاك الميديا قد غيَّرت الطريقة التي نركز ونقدم الانتباه بها. نحن مجبرون بأن نضغط ونتصفح ونستهلك طيفًا من المحتوى لا يتوقف عن التوسع أبدًا. وبوسعنا دائمًا الانتقال إلى مكان آخر إذا صار أي شيء مملاً. المعلومات متاحة على الفور- وهو شيء مختلف قليلاً عن طلبك المساعدة من الأب أو الأم أو الجد أو الجدة أو أحد الأصدقاء.

قضاء وقت مع الشاشات يوجه طفلك لتبني توقعات غير واقعية عن العالم الواقعي- أن كل تفاعل سيكون شيقًا، وفوريًّا، وسيعود عليك في الحال بالمكافأة. كيف نواجه هذا التيار الزاحف؟ ابدأ بتربية طفل يقرأ. القراءة هي مهارة أساسية لكل الأطفال، وهي تساعدهم على اكتساب التركيز من خلال الانخراط في عملية فكرية واحدة. بالقراءة يتعلم الأطفال أن يظلوا مع موضوع واحد ويستوعبوا شيئًا بعمق.

اللعب أيضًا لا غنى عنه للتطور الإدراكي للأطفال. وقت اللعب ليس وقتًا لألعاب الـﭬيديو، بل هو وقت لتسديد الكرات، أو القفز بالحبل. الوقت الذي نقضيه بالخارج صحي جدًا للمخ. أظهرت الدراسات أن الوقت الذي نقضيه بالخارج بالقرب من الطبيعة يعزز تقوية التركيز والانتباه والذاكرة؛ فالمخ يصبح فعليًا أكثر هدوءًا وتركيزًا.

كما يمكنك أيضًا تعزيز قدرة طفلك على التركيز من خلال تغذية ”عضلات التركيز“. مارسا معًا حوارات طويلة بأسئلة وإجابات مليئة بالتفكير. كذلك التواصل البصري لا غنى عنه! تعليم الأبناء أن يمارسوا التواصل البصري يساعدهم على التركيز على الشخص الذي أمامهم. عندما تُصر على التواصل البصري وتقدمه بسخاء، فأنت تساعد طفلك على التركيز علاقاتيًا على الآخرين، وكذلك زيادة قدرته على التعاطف.

يستطيع الأبناء أن يتعلموا الانتباه والتركيز، حتى في غياب المحفزات، المكافآت، أو الترفيه. ما كتبه الأخصائي النفسي وليم ﭼـيمس في القرن التاسع عشر لايزال ساريًا حتى الآن: ”إن ممارسة إرجاع الانتباه المشتت إراديًا، مرارًا وتكرارًا، هي أساس وأصل القدرة للحكم الصائب على الأمور، والشخصية القوية، والإرادة القوية.“

إن قدرة طفلك على التركيز -وإظهار كل هذه المهارات الاجتماعية الهامة للغاية- ليس أمرًا يتعلق بالتحصيل الدراسي أو الحياة العائلية أو العلاقات مع الأصدقاء، بل بالحري هي مسألة تتعلق بالقلب.

 

 

 

© 2021 Focus on the Family. All rights reserved. Used with permission. Adapted from Growing Up Social by Dr. Gary Chapman, published by Moody House Publishing. Adapted by permission.

مقالات ذات صلة:

 

3 Practical Principles for Disciplining With Grace small How to Stop Your Childs Angry Cycle small What You Can Do to Help Your Child Feel Loved small

 

ثلاثة مبادئ للتأديب بالنعمة

 

كيف تُخرج طفلك من دائرة الغضب

 

ماذا تفعل لتساعد طفلك أن يشعر بالحب؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 التربية المقدسة بالطول