Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 

6 Ways to Help Your Highly Sensitive Child Thrive

 

بقلم: إليزابيث تومسن

تربية الطفل الحساس هي امتياز هائل ومسؤولية كبيرة في نفس الوقت. فيما يلي ٦ نصائح نساعد بها طفلنا شديد الحساسية أثناء نضوجه ليكبر بشكل صحي ويزدهر من خلال تربيتنا له.


دخلت غرفة ابنتي وجلست على سريرها على الجانب الآخر. نظرت إليّ بجانب عينها بتعبير فضولي متحفظ. استطعت أن أرى في عينيها الجُرح المتبقي من مشاجرتنا التي استمرت ساعة بأكملها أثناء التسوق. مئة تي-شيرت، ومئة مرة ترفض، وأم واحدة نفذ صبرها. ولأني أعرف أنها شخصية عالية الحساسية وعاطفية، أدركت أنه كان عليّ أن أتناول الموقف بمراعاة شديدة.

”أخطأت، أنا آسفة جدًا. ماذا تشعرين؟ أريد فعلاً أن أعرف.“

أخذت الفتاة نفسًا عميقًا، ثم انفتحت بوابة الطوفان المختفي بداخلها. الكثير من الدموع، والكثير من المشاعر- بما يساوي عدة رحلات تسوق فاشلة.

”لا أحب أكتافي. صديقاتي وأخواتي ليس لديهن أكتاف بها عضلات كبيرة مثلي. كلهن ذوات أحجام صغيرة. والجميع يريد مني أن أرتدي ملابس لا تناسبني.“

كلما تحدثت، زاد فهمي لعالمها الداخلي المعقد. هذه المرة لم يكن الأمر يتعلق بالملابس أو بعلاقتنا، بل كان يتعلق بنظرتها لجسدها، والمقارنة مع أخواتها، وعدم ثقتها بنفسها، وهُويتها.. بينما كنت أظن أن الأمر يتعلق بالملابس.

 

٦ نصائح تساعدك في تربية طفلك الحساس

إن تربية طفل حساس وعاطفي هي امتياز هائل ومسؤولية كبيرة في نفس الوقت- امتياز لأن الطفل الحساس لديه قدرات هائلة في الحدس والبهجة والحب، ومسؤولية لأن الطفل الحساس يتسم بنفس رقيقة ويسهُل جرحها. إنه لا يعيش على سطح الحياة، وإنما يفكر بعمق، ويقلق، ويغلي من الداخل.

عندما يشعر بالسعادة، يمتلئ البيت بنور الشمس. وعندما يحزن، يختفي البيت في الظلال. وعندما يُجرح، قد يُخزن لساعات، أو حتى أيام. وبالتالي كيف نربي طفلنا الحساس؟ فيما يلي ٦ أمور نساعد بها طفلنا الحساس على النمو الصحي والازدهار.

 

١- الإقرار بمشاعره

طفلنا الحساس يشتاق إلى ملاحظتنا له وتقديرنا لشخصه. لكن لأنه يميل إلى الاستجابة المفرطة، فقد نميل أحيانًا إلى مجاراة حالاته المزاجية.

هل هي غاضبة؟ تسير العائلة كلها على قشر البيض. هل هو محبط؟ نغيِّر خططنا لنرضيه. الاستمرار في مراعاة الحالات المزاجية لطفل واحد قد يأتي بنتائج عكسية مع الأفراد الآخرين في الأسرة؛ إذ يولِّد هذا مشاعر الإحباط والاستياء لديهم. لذلك، بالرغم من أهمية الإقرار بمشاعر الطفل الحساس، لا يجب أن نسمح لهذه المشاعر أن تحدد الحالة المزاجية للبيت كله.

ذات مرة خلال تناول العشاء، بينما كانت بقية الأسرة تأكل وتضحك وتحكي القصص، كان ابني «مارك» ينظر في صمت إلى طبق الإسباجتي الذي أمامه. ولم يمر طويلاً حتى بدأ الإخوة يشعرون بالذنب لأنهم كانوا سعداء بينما هو حزين. تحركت إلى ابني وأشرت له لينضم إلي في الغرفة المجاورة، ثم سألته: ”ماذا بك؟“

قال: ”كنت أنتظر الفرنش توست.“

قدمت له ابتسامة متعاطفة: ”أنا آسفة. أعرف أنني وعدت بتحضير الفرنش توست، لكن أحد المكونات نفذ.“ فهز رأسه، رغم أنني لاحظت أنه لا يزال حزينًا.

«مارك» لديه شخصية حساسة؛ لذلك تعلمت أن آخذه بعيدًا وأراجع استجابته لئلا يكون هناك مشكلة أعمق مختفية تحت السطح.

”هل حدث شيء آخر اليوم؟“

قال: ”لا، إنه الطعام فقط.“

ابتسمت له، وقد بدا أنه يلين: ”حسنًا حبيبي.. ليس هناك مشكلة أن تشعر بالإحباط، لكن ليس جيدًا أن تعبس. هل تقدر أن تنضم مرة ثانية إلى الأسرة بدون أن تجعلنا نشعر بأننا نخونك؟“ ثم أظهر ابتسامة باهتة.

لا يصح أن تحدد مشاعر الطفل الحساس الحالة المزاجية للآخرين في الأسرة، لكن أحيانًا لا بد أن نساعد أطفالنا ليجدوا تعبيرات سوية ويفهموا حدودهم. في النهاية، يدعونا الله بأن نُظهر اللطف وضبط النفس حتى عندما نكون متضايقين أو محبطين أو مجروحين.

 

٢- ساعده في مفرداته العاطفية

في كل عمر ومرحلة عمرية، يحتاج الطفل الحساس (وكل الأطفال عمومًا) أن يتعلم ليس فقط كيف يتحدث عن مشاعره، بل أيضًا كيف يصف ويُعبِّر عن مشاعره بطرق سوية.

بالنسبة للأطفال في سن المشي ومرحلة ما قبل المدرسة، حاول أن تسأل سؤالاً بسيطًا: ”هل تشعر بالغضب؟ أو الحزن؟ أو الإحباط؟“ تعليم الصغار تحديد وتسمية مشاعرهم سيخفف من حدة نوبات غضبهم؛ فهم أحيانًا لا يعرفون كيف يُعبرون بالضبط عما يشعرون به. علِّمهم أن يحددوا مشاعرهم باستخدام جدول للمشاعر، مثل جدول المشاعر التالي.

 

DPYK Facec

 

بالنسبة للأطفال في سن المدرسة، يمكن لقصص الكتاب المقدس والقصص المفيدة الأخرى أن تخدم كمنصة انطلاق لفتح أحاديث ترسخ النضوج العاطفي. نستطيع أن نسأل أطفالنا الأسئلة التالية:

”بمَ يشعر هذا الشخص في القصة؟“

”متى تشعر بنفس المشاعر؟“

”في رأيك كيف يمكن أن يشعر الله تجاه رد فعل هذا الشخص؟“

 

٣- ساعده في التدرب على الاستجابات

عندما كان أطفالنا في سن ما قبل المدرسة، كنا زوجي ﮐﻳﭬن وأنا نعطيهم فرصًا للتدرب على التعبير العاطفي السليم خلال فترات الصلاة العائلية.. كنا نختار نصًا بسيطًا مثل: «اِفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ بِلاَ دَمْدَمَةٍ وَلاَ مُجَادَلَةٍ» (فيلبي ٢: ١٤)، ثم نمثل أحد السيناريوهات المألوفة بطرق مختلفة. في المرة الأولى يلعب الأطفال دور الوالدين، ونكون نحن بمثابة الأبناء. يقول أطفالنا: ”حان الوقت أن نغادر الملعب!“ فنبدأ ﮐﻳﭬن وأنا في الأنين والبكاء كما يفعل الأطفال في سن المشي، وربما نتمرَّغ على الأرض في محاكاة لنوبات من الغضب.

ثم يدخل الأطفال ويقولون بصوت واحد النصيحة التالية:

”ماما! بابا! غير مسموح بأن تتمرغ على الأرض! الله يخبرنا بألا نتذمر!“

ثم نعيد تمثيل المشهد ثانية، في هذه المرة نُظهر توجهًا إيجابيًا وضبطًا للمشاعر (المشهد الثاني لا يولد أبدًا نفس القدر من الضحكات). ثم نتبادل الأدوار، ونعيد تمثيل المشهد -نمثل نحن دورنا كوالدين، وأطفالنا كأطفال- لنسمح لأطفالنا بأن يجسدوا الاستجابات الإيجابية والسلبية، ونوبات الغضب وضبط المشاعر.

كانت هذه الأوقات العائلية طريقة مسلية لنمنح أسرتنا لحظات محايدة نتدرب فيها على التعبير عن المشاعر الحساسة. بالطبع، كان أطفالنا لا يزالون بحاجة إلى وقت للنضوج؛ لكن كلما تدربوا، صاروا أفضل في التعامل مع مشاعرهم في المواقف الحياتية اليومية. في المرة التالية التي غادرنا فيها الملعب، كان هناك بعض الدموع، لكن بدون نوبة غضب.

عندما دخل أطفالنا المرحلة الابتدائية، بدأنا نتحدث عن السيناريوهات العاطفية المحتملة:

”ماذا تفعل إذا شعرت أنك تُركت لوحدك في الملعب؟“

”ماذا تقول إذا جرح أحد أصدقائك مشاعرك؟“

محاولات بسيطة بأسئلة ”ماذا لو؟“ ليشارك أطفالنا في حل المشكلات. بالطبع، هذه الحوارات لا تحمي أطفالنا من المواقف الصعبة، لكنها تجعل المواقف أقل فزعًا وأقل إرباكًا.

 

٧ سمات للتربية الفعالة

 

٤- شارك برحلتك العاطفية

أخرجت ابنتي «سارة» ما كان من المفترض أن يصبح الكعكة التي صنعتها من الفرن وهي تئن مفزوعة. ألقيت نظرة لأرى ملعقة بلاستيكية ملتصقة بقاع الصينية. بدأت الدموع الغزيرة تنهمر من طفلتي الحساسة وهي تقول: ”دائمًا ما أخفق.. أنا فاشلة في كل شيء.“ جربت الحكمة التربوية المعتادة: ”ليس هناك مشكلة في أن نخفق، ما زلتِ تتعلمين.“ لكنها أزاحتها بنقد عنيف للذات.

حاولت جاهدة أن أحكي لها القصة التالية: ”ألم أخبرك عن أول مرة طبخت فيها لبابا؟“

وبعد شهيق عميق هزت رأسها: ”لا.“

”كان أول عشاء لنا بعد شهر العسل، وقد احترقت الدجاجة، ولم نستطع أن نأكلها. وفي النهاية بكيت على المائدة، وأبوك المسكين لم يعرف ماذا يفعل.“

فظهرت ابتسامة صغيرة على شفتيها وقالت: ”فعلاً؟“

وبينما كنت أحكي القصة كاملة تحولت دموعها إلى ضحكات عالية.

عملت القصة التي حكيتها على إيقاف المنزلق الذي كانت تسير فيه ابنتي، لكني لم أكن متأكدة هل وصلت لها الفكرة أم لا. بعد عدة أسابيع كانت تخبز مع أختها، ولم ينجح الأمر، فسمعتها من بعيد تضحك مع أختها وتقول لها: ”ألم تسمعي عن المرة التي أحرقت فيها ماما الدجاجة؟“

عندما نحكي مواقف أخفقنا فيها، خاصة المواقف العاطفية التي لم نتعامل فيها بالنعمة والمرونة، فهذا يمنح طفلنا الحساس التعزية والأمل. هذه المواقف تُذكر أطفالنا بأنه ليس هناك مشكلة عندما نكون غير مثاليين، وليس هناك مشكلة لأننا مستمرون في النضوج، مهما كانت أعمارنا.

 

٥- جرِّب إعطاء فرص جديدة

كنت مع أبنائي لتناول الغداء خارج المنزل، كإحدى المرات النادرة للغداء المكلف. لكن المجادلات بدأت قبل أن نغلق باب السيارة.. وفي غضون ١٠ ثوانٍ استغرقتها لإخراج السيارة من الجراﭺ، كان التوتر قد تصاعد بالفعل، وتحول من مجرد خلاف بسيط إلى حرب وشيكة.

انهالت عليَّ مشاعر الإحباط والتردد. هل أُخرج صوت الأم المفزع؟ هل ألغي خروجة الغداء؟ هل أسمح بفرصة أخرى؟ أرجعت السيارة إلى الجراﭺ مرة أخرى.. ولأن الأطفال فوجئوا بما فعلته، هدأوا فجأة. تحولت لأنظر إليهم: ”يا شباب، هل تعتقدون أن هذه هي الطريقة التي يريدنا الله أن نتحدث بها؟“

فهمهموا بكلمة ”لا.“

ثم قلت بإيقاع غنائي: ”دعنا نحاول مرة أخرى، لكن في هذه المرة تحلوا باللطف وعدم الأنانية. يا أحبائي وأبنائي الأعزاء، من يا تُرى يتجادل حول شيء بسيط كالطعام، أين تحبون جميعًا أن تأكلوا؟“

بدأ الأطفال يضحكون ويجلجلون، وبدأوا يتعاونون، وفي هذه المرة أظهروا المزيد من الصبر والاحترام. الفرصة الجديدة سمحت لنا ببداية جديدة.

الفرص الجديدة هي طريقة محببة لضبط الأوضاع من جديد. هل يتجادل الصغار حول أي فيلم يريدون أن يشاهدوا؟ دعنا نعيد الحديث من بدايته. هل يتحدث أحدهم بخشونة مفرطة؟ دعنا نعيد صياغة الجملة. هل الطفل الحساس يخطئ ويجد صعوبة في التخلي عن شعوره بالذنب؟ دعنا نعيد الدقائق الخمس الأخيرة ونوفر فرصة جديدة. هذه الاستراﺗﻳﭼية البسيطة تساعد أصحاب المشاعر المرهفة من كل الأنواع لنضبط مواقفنا ونتقدم إلى الأمام، حتى بعد المواقف الصعبة.

 

٦- اسمح للنعمة أن تغطي أخطاءك في التربية

لأن الطفل الحساس والعاطفي رقيق للغاية؛ ربما نقلق من احتمالية أن نجرحهم جرحًا دائمًا بسبب بعض أخطائنا. لكن أطفالنا لا يحتاجون لأبوين مثاليين، بل أبوين محبين يمكن الاقتراب إليهما بسهولة.. والدين ينضجان ويتعلمان.. والدين مستعدين للإصغاء، والاعتزار إذا تطلب الأمر، ومستعدين للتغيير.

في كل هذا نحن نعطي أطفالنا الرجاء والأمل في أنهم يستطيعون النضوج أيضًا. تذكر الوعد الجميل في رسالة بطرس الأولى ٤: ٨ «وَلكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُمْ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ شَدِيدَةً، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ تَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا.» وكما تعلمت في ذلك اليوم في غرفة ابنتي، نحن لن نفسد حياة أطفالنا إذا أسأنا فهمهم أحيانًا، أو تعاملنا بشكل خاطئ مع مشاعرهم، أو عالجنا إحدى المواجهات بشكل خاطئ. المحبة تغطي الخطايا، والنعمة ستقود مسيرتنا.

 

 

© 2023 Focus on the Family. All rights reserved. Used with permission. Authored by Elizabeth Laing Thompson and published in English at focusonthefamily.com.


مقالات ذات صلة

Do Your Kids Know You Value Their Character small  Nature and Nurture in Child Development small  What You Can Do to Help Your Child Feel Loved small 

 

هل يعرف طفلك إنك تُقدَّر شخصيته؟ 

الموروث والمكتسب في نضوج الأبناء  ماذا تفعل لتساعد طفلك أن يشعر بالحب؟ 

 

 

 

 

 

 

 

 التربية المقدسة بالطول