Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: سامي يعقوب

 المزيد من هذه السلسلة:

كيف تعاملها؟ ماذا تتوقعين منه؟ ١                   كيف تعاملها؟ ماذا تتوقعين منه؟ ٢

كيف تعاملها؟ ماذا تتوقعين منه؟ ٣                    كيف تعاملها؟ ماذا تتوقعين منه؟ ٤

كيف تعاملها؟ ماذا تتوقعين منه؟ ٥                    كيف تعاملها؟ ماذا تتوقعين منه؟ ٦


    من ردود الأفعال لمقالي السابق عما يجب أن نمتنع عنه في أسلوب تعاملنا مع زوجاتنا وجدت أن البعض قد ظن بغضب أنني متحيز للمرأة على حساب الرجل.. وهذا غير صحيح! فلا يوجد بيننا مَنْ يستطيع الادعاء بقدرته أن يدبر أمور زواجه بدون معرفة، أو مشورة من شخص يُحبه ويثق فيه. 

 كذلك ليس كل ما  ذُكر من سلبيات نحتاج أن نمتنع عنها ينطبق في مجمله على سلوك كل الرجال. لقد حاولت أن أستمع لقصص الكثير من الزيجات، الناجح منها، والتي تصارع لتحتفظ بتماسكها. كما جلست لأفكر بصدق مع نفسي في الكيفية التي أتعامل بها كرجل وكزوج مع شريكة حياتي. وقبل أن أكتب هذه السطور استرجعت ما سمعته من الآخرين، واختبرته شخصيًا، في ضوء ما سجله الوحي المقدس عما يتوقعه الله منا كأزواج إذا أردنا أن نُرضيه بسلوكنا، وأسلوب تعاملنا مع زوجاتنا. ووجدت أننا نحتاج أن نتوقف من وقت لآخر لنُقيّم علاقتنا الزوجية؛ إذا أردنا للسرور والسلام أن يجدا مكانًا دائمًا في بيوتنا.

    «تُرى هل تُعبر كلماتك وتصرفاتك مع شريكة حياتك عن الحب الذي تكنه لها في قلبك؟» الإجابة على هذا السؤال لا يمكن أن تُختصر في   "نعم" أو "لا"! فالمقصود هنا هو تشجيعك كزوج، ولو لأول مرة، أن تفكر بتواضع فيما يجب أن تُضيفه لعلاقتك الزوجية ككل فتزداد بهجة، وفي السلوك الذي لابد أن تتوقف عنه، أو تحتاج أن تغيره في تعاملك اليومي مع زوجتك؛ لتعبر لها عمليًا عن مدي محبتك وتقديرك.

    وقبل أن تُجيب على هذا السؤال لابد من التذكير بأننا قد تأثرنا بشكل أو آخر بقيم المجتمع الذكوري المحيط بنا، والتي قد لا تتفق بالضروة مع المقياس الإلهي لمحبة الزوجة، الذي نجد وصفًا رائعًا له في المفردات التي استخدمها الرسول بولس في أنشودته الخالدة في الأصحاح الثالث عشر من رسالة كورنثوس الأولى ليشرح بها المقصود بالكلمة السحرية:
«المحبة». وقد وجدت في استخدامات هذه المفردات في اللغة الأصلية للنص ما يضعنا كرجال أمام تحدي كيف نُحب زوجاتنا بحسب هذا المقياس السامي، والمتحضر، وقبل أي شيء الإلهي!

«تتأنى».. لا تأخذ فقط، بل لابد من أن تمشي معها ولأجلها الميل الثاني.
 «ترفق».. لا تعني أن تكون رقيقًا معها، ومتفهما لاختلاف طبيعتها عنك كرجل فقط، بل وكريمًا في العطاء بما يسهل عليها الأمور.
«لا تحسد».. يعني أن تفرح بكل إنجاز لها دون المقارنة بقلة الفرص التي قد تتاح لك.
 «لا تتفاخر».. أي لا تظن في نفسك أنك تستحق مَنْ هي أفضل منها، ولا تنس بساطة ما كنت عليه عندما بدأتما مشوار الحياة معًا.
«لا تنتفخ».. الكبرياء هي منصة إطلاق سهام الشرير الملتهبة على زواجك.
 «لا تُقبح».. أي لا تجرح مشاعرها بفظاظة اللفظ، أو وقاحة التصرف.
 «لا تطلب ما لنفسها».. لا تهتم بمنفعتك على حساب راحتها، مقدمًا إياها في الكرامة، ولا تُثر غضبها بدفاعك المستميت عن نفسك، وتبرير مواقفك.
«لا تحتد».. الجواب الرقيق يُهدئ الغضب، والكلام الموجع يُولد المرارة.
 «لا تظن السوء».. لا  تلعب دور المحاسب؛ فتمسك لها دفتر"حساب الأستاذ" تقيد فيه أخطاءها وحسناتها، وتحلل الدافع وراء كل تصرفتها.
 «لا تفرح بالإثم».. تعني أن لا تشعربالرضا إذا ظُلمت، وألا تأخذك الجلالة إذا أخطأت أو فشلت فتصرح بدون مراعاة لمشاعرها: "تستاهلي إللي حصلك علشان ما بتسمعيش الكلام!"
  «بل تفرح بالحق».. تسعد بأن تراها تتمسك بالحق (ست حقانية)، حتى وإن لم يتفق هذا مع رغباتك. «تحتمل كل شيء».. اصفح لها بتواضع وشهامة "الجنتلمان".
 «تصدق كل شيء».. افترض دائمًا أفضل الدوافع وراء تصرفاتها، حتى وإن لم تعجبك. «ترجو كل شيء».. لا تقبل الفشل في زواجك، وثق أن لكل مشكلة يوجد حل تحتاج أن تجتهد للوصول إليه.
«تصبر على كل شيء».. بالرغم من كل الاختلافات والخلافات، حتى إن خيمت فوق بيتك سحابة سوداء، لا تتخلّ أبدًا عن محبتك لها! (وبالمناسبة، تحتاج كل زوجة تحتاج أن تعيش خبرة نفس هذه النصائح الرسولية لتعبر بدورها عن محبتها واحترامها لزوجها.)

    أيًا كان عمرك، أو عدد سنوات زواجك.. إذا أعجبك هذا الكلام فخذه لزوجتك لتقرأه، فلابد أن هذا الموقف الشجاع سيسعدها، وستعتبره تجديدًا لعهد حبك لها وزواجك منها. أما إذا أغضبك، وشعرت أنني متحامل عليك أكثر من اللازم، فخذه أيضًا لزوجتك واقرأه بنفسك على مسامعها؛ لعلك تسمعها تقول لك: ”يا حبيبي.. أنا باحبك مهما عملت.. وماعنديش غيرك في الدنيا أحبه طول العمر!“ فقد يهدئ هذا التصريح التلقائي والصادق غضبك، ويقودك لأن تجلس لتفكر بهدوء من جديد في السؤال:   »تُرى هل تعبر كلماتي وتصرفاتي مع هذه المرأة التي تُحبني عن الحب الذي أكنه لها في قلبي؟  «   المحبة لا تسقط أبدًا.. ولو أعطى الرجل لزوجته أثمن الهدايا، وأسكنها في أجمل البيوت بديلا عن محبته، فهذا لا يعني شيئا بالنسبة لها.. «لقمة يابسة ومعها سلامة، خير من بيت ملآن ذبائح مع خصام» (أمثال ١٧ : ١).


(نُشر بجريدة وطني بتاريخ ١ فبراير/ شُباط ٢٠١٥)

.Copyright © 2015 Focus on the Family Middle East. All rights reserved