بقلم كريستال إيڤانز-هيرست

مؤخرًا بينما كنت أغسل الصحون بعد العشاء، أخذت أفكر في قيمة أواني الطهي التي أمتلكها.. تذكرت عندما جاءتني أواني طهي متنوعة كهدايا زفاف، وكيف أنني كنت أغسلها باهتمام شديد بعدما أستخدها، حتى يستمر منظرها جديدًا. لكن ولعي بأواني الطهي النظيفة لم يستمر طويلاً، لأن بقع الطبخ كانت تظهر أسرع من قدرتي على إزالتها. لذا أنا الآن أعلم لماذا كانت تبدو قدور أمي في حال مزرية. كما أن الطهاة الماهرين يخصصون أواني للتتبيل، وعادةً ما تكون تلك الأواني هي الأقبح.

الخدوش تُظهِر التزامًا إيمانيًا

إن امرأة الملكوت تفهم أن أمور الحياة التي تحتاج أن "تطهيها" قد تكون مُربِكة في بعض الأحيان. الحياة قد تكون صعبة، والتربية قد تكون صعبة، والعمل قد يكون صعبًا، كذلك أيضًا الزواج قد يكون صعبًا. إن بعض النساء يردن أن يبقين في خزانة الحياة حتى يظل منظرهن لامعًا وجديدًا، لكن امرأة الملكوت تفهم أنه لكي تكون في خطة الله فعليها أن تكون متاحة. فالله ينظر إن كانت المرأة تعلمت أن تتكل عليه، وإن كانت تعلم قيمة الالتزام وقوة الإيمان العظمى.

عادةً ما أرى نساء يبدو وكأنهن مستقرات بشكل مثالي في زيجاتهن، وكل شيء يبدو وكأنه متجانس معًا كما لو أن لديهن سر وصفة الزواج. أما أنا فأتساءل إن كنّ يصارعن مثلي ليكنّ لطيفات، مُحبّات، موضع احترام، ومتواضعات. لنكن واقعيين.. إن الزواج قد يكون مُربِكًا، وتقديم الإكرام والاحترام المتبادل أمر صعب عندما تعيش مع إنسان آخر خاطئ.

خلال آخر ١٦ عامًا من زواجي، تعلمت ما يعني أن أكون غير أنانية، وأن أراعي الآخر فيما أتحدث، وأن أغفر أكثر .. تعلمت كيف أتكل على الله ليساعدني حتى أنمو كامرأة ملكوت في علاقتي مع زوجي. إن الزواج لا يسمح للمرأة أن تختبئ، بينما كثيرًا ما كان هذا هو كل ما أرغب في فعله.

غير أن حميمية العلاقة هي أمثل مطبخ اختبار ليُنضِجنا الله، ويغيرنا لنصبح أدوات يستطيع أن يستخدمها بفاعلية أكثر لمقاصده هو.

الله يحب الأخوات صاحبات الخبرات السيئة

نحن نميل لأن ننظر للأشخاص المجروحين في الحياة، ونتساءل ماذا أصابهم. الكثير من النساء المجروحات عانين من خبرات سيئة من خلال الزواج والتربية، أو تحديات أخرى في الحياة. وكنتيجة لذلك، فهن متاحات أكثر لاستخدام الله لتحقيق مقاصده بسبب عيوبهن، وأوجه النقص لديهن، وضعفهن.

مثل الأرملة في ملوك الأول ١٧، التي لم يكن لها إلا ملء كف من الدقيق وقليل من الزيت في الوعاء.. فالكثير من النساء يعرفن معنى أن لا يكون لديهن إلا ملء كف من الطاقة أو المال أو الرجاء أو الفرح، لكن مازلن يسمعن الله يطلب منهن أن يعطين الكل له بأن يعطين الكل للآخرين. وعندما نتبع توجيه الله، فسنتمكن من رؤيته بطريقة لم نكن نتوقعها. في الحقيقة، قد نكون مُجرَّبين ومُمتحَنين من الخارج، لكن الأمر ينطبق أيضًا على بعض أثمن أواني الطهي في مطابخنا.

إن أبانا يُقدّر المرأة التي جُرِّبت بخبرات سيئة من علاقات الزواج والتربية، والتي تحب خطته لها أكثر من حبها لخطتها لنفسها – حتى عندما قد تترك خطته خدوشًا.

 

Translation © 2018 Focus on the Family.  All rights reserved.  Used with permission.  Originally published in English at focusonthefamily.com.