Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 

بقلم: لويس ماك بورني

هناك الكثير من المبادئ التي لو طُبقت، ستساعد على بناء أساس متين للزواج.

إليك بعض هذه المبادئ الأساسية:

الالتزام

كلمة الالتزام ليست كلمة شائعة في ثقافتنا اليوم؛ فمجتمعاتنا تؤكد طوال الوقت على حقوق الفرد والحرية الشخصية، وفكرة التضحية بهذه الحقوق بغرض الإخلاص لشخص آخر أو إظهار الولاء لعلاقة ما يُشعر الكثيرين بأنهم مقيدون. لكني لا أظن أنك تستطيع بناء زواج يدوم مع إصرارك على التمتع بحقوقك الشخصية كاملة دون أي تنازلات. وهذا لا يعني بالطبع أن تتخلى عن كامل حريتك الشخصية واختياراتك، لكن يعني أن يتفوق التزامك نحو العلاقة على حقوقك الفردية.

الالتزام يعني أن تضع احتياجات شريك حياتك قبل احتياجاتك. تُظهر الأبحاث والدراسات أن أفضل مؤشر على قوة العلاقة الزوجية هو تسديد كل طرف في العلاقة لاحتياجات الآخر. لقد لاحظت أنه عندما أركز على احتياجاتي الخاصة وأتناسى احتياجات زوجتي، أصبح أكثر توترًا وإحباطًا؛ حتى أنني أتخيل أحيانًا أنني ربما كنت أفضل حالاً لو كنت متزوجًا من امرأة أخرى. على الجانب الآخر، أشعر بالرضا والاكتفاء عندما أركز على احتياجات زوجتي، وعندما أفكر كيف أشبع احتياجاتها بطرق خلاقة.

 

التواصل 

قال أحد الأشخاص ذات مرة: "أهمية التواصل بالنسبة للحب مثل أهمية الدم بالنسبة للجسم." إذا سحبت الدم من الجسد ينهار ويموت، وإذا غاب التواصل في العلاقة تنهار وتموت. لا أقصد هذا النوع من التواصل الذي يقتصر على تبادل المعلومات، وإنما أقصد تبادل المشاعر، ومشاركة ما يجرحنا وما يفرحنا. وهذا يتطلب التعمق أكثر إلى الأسباب والطرق وليس النظر للأمور بسطحية.

لكن الأمر ليس بهذه السهولة طالما كان الرجال والنساء مختلفين في هذه الجزئية.. توضح الأبحاث أن النساء لديهن قدرات لغوية أكثر من الرجال. فهي ببساطة تتحدث أكثر من الرجل، كما أنها تعبِّر عن مشاعرها وأفكارها بشكل أفضل من الرجل، وتتضايق كثيرًا من تقاعس الرجل عن التحدث إليها. وأي مشير في مجال الأسرة سيخبرك أن عجز الأزواج عن التعبير عن أنفسهم بالكلام، وعدم استعدادهم للإفصاح عما بداخلهم هو أكثر ما تشتكي منه الزوجات.

وتمامًا مثل حل الصراعات، فإن التواصل مهارة مكتسبة، وغالبًا ما يحتاج ذلك إلى جهد كبير. لابد أن يحدد الزوجان وقتًا من أجل التحدث معًا والتمشية معًا، أو الخروج سويًا لتناول العشاء من الوسائل التي تستحث الحوار، وتحافظ على الحب حيًا.

 

طول الأناة 

نحن نعيش في عالم يتميز بالسرعة الجنونية.. الأطعمة سريعة التحضير، ماكينات النقود، الكمبيوتر، وسائل الاتصال الحديثة في كل العالم. المشكلة هي أننا لا نستطيع أن "نسخن العلاقة الزوجية في الميكرويف"؛ لأن العلاقات لا تنمو بهذه الطريقة. والزواج بصفة خاصة يحتاج إلى الوقت والرعاية حتى يزدهر. وهذا يعني أننا يجب أن نتعلم الصبر.

إذا وضعت شخصين –أي شخصين- في نفس المنزل، بكل تأكيد ستحدث خلافات ومضايقات. هناك أوقات أشعر فيها أن الله قصد بالزواج أن يعلِّمني الصبر وطول الأناة، فزوجتي لا تتجاوب معي دائما بالطريقة التي أريدها.. وهي لا تزال تتوقع أنني سأجمع ملابسي المتسخة، وأصل في الوقت المناسب على العشاء، وأتذكر عيد ميلادها. وقد يخيل إليك أنه بعد 30 سنة من الزواج، لابد وأنها قد يئست مني. في نفس الوقت، أحيانًا أداعبها قليلاً؛ فأضع ملابسي على الأرض بجوار سلة الغسيل، وأتساءل هل ستصبر عليَّ أم لا.

إن الصبر ضروري لاستمرار العلاقة في طريقها الطويل، ولابد أن نقبل الخلافات البسيطة التي تحدث من وقت لآخر. ربما يعوزك سنوات لتصل إلى هذا المستوى من العلاقة الذي يرضي كلاً منكما. كثير من الناس لا يستطيعون الانتظار والصبر. إذا كان لديك الاستعداد للاستمرارية والمثابرة، سيصبح زواجك رائعًا وسعيدًا.

 

القناعات الراسخة 

نحن أكثر من مجرد مجموعة من المشاعر والأحاسيس الجسدية. هناك ما يشكل وجداننا من الداخل.. العنصر الروحاني الأبدي الذي يعبِّر عن هويتنا. هذا العنصر يمثل أعمق جانب من جوانب الحياة الزوجية وأكثر ثباتًا ودوامًا.

أظهرت الدراسات أن الأزواج الذين لديهم اعتقادات دينية راسخة غالبًا لا ينفصلون بسهولة عن بعضهم بخلاف هؤلاء الأزواج الذين ليست لديهم معتقدات دينية على الإطلاق. إن القيم والمبادئ الأخلاقية هي التي تربط الزوجين معًا، كما تشكل أساسًا متينًا ضد عواصف الحياة.

لقد كان الإيمان المسيحي بالنسبة لزوجتي ولي بمثابة حجر الأساس لعلاقتنا. وفي خلال ٣٠ عامًا من زواجنا نتجه دائمًا إلى الكتاب المقدس طلبًا للإرشاد والتوجية والتعزية.


Copyright © 1996, Focus on the Family Action. All rights reserved. International copyright secured