Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: د. هارولد أرنولد چونيور

يزدهر الزواج فقط إذا قَبِل كل طرف مسؤولية نتائج إخفاقاته ومخاوفه وأولوياته بالنسبة إلى العلاقة.


جلس چيم وإيرين على طرفي الأريكة بعيدين عن بعضهما البعض بقدر الإمكان. لقد كان التوتر بينهما يملأ الغرفة؛ بحيث أدركت قبل بدء الجلسة الأولى أننا سنسير في وسط أجواء عاصفة . وبعدما تحدثنا قليلاً، تطرقت إيرين إلى السبب من وراء زياراتها، وقالت: "بصرف النظر عما أفعله، أو إلى أي مدى أحاول جاهدة.. فما أفعله ليس جيدًا بما يكفي في نظره. أنا سئمت من المحاولة مرارًا ومرارًا." ثم رد چيم بسرعة مُعقبًا على كلامها: "إنه أمر مضحك؛ فأنا أشعر بنفس الشيء." ومن المؤسف أن تجد چيم وإيرين يشتركان في أمرين فقط. أولهما: كل منهما يرى أن سلوكه السلبي يمثل رد فعل مُبَّررًا بسبب استفزاز الآخر. الأمر الثاني: كلاهما عبَّرا عن عدم سعادتهما في حياتهما الزوجية .

 

لدى چيم وإيرين آراء هامة عن علاقتهما، وما وصفوه بالفعل كان نمطًا سلوكيًا سلبيًا شائعًا جدًا في مجال التفاعل بين الأفراد. ومع ذلك فإن سمات هذا النمط السلوكي ليست بأهمية الأسلوب المستخدم في وصفه.. وصفت إيرين بالتفصيل ما يفعله چيم من أخطاء في زواجهما، بينما چيم وصف بنفس البراعة كيف تخذله إيرين .

بكلمات أخرى، أظهر چيم وإيرين براعة في إلقاء اللوم على أحدهما الآخر. وكاد الأمر يشتعل عندما أشارا بأصابع الاتهام لبعضهما البعض، غير أنني تدخلت بما استطعت من لطف وكياسة، واعترضت قائلاً: "لماذا ينظر كل واحد إلى القذى الذي في عين شريك حياته، ولا يلتفت إلى الخشبة التي في عينيه؟" لقد كان چيم وإيرين مسيحيين، وبالتالي أدركا أنني أشير إلى ما ورد في إنجيل معلِّمنا متى البشير ٧: ٥. وجعلتهما يدركان أن هدفنا يجب أن يكون العمل على الخشبة التي تخصني، وترك القذى الخاص بالآخر إلى وقت آخر.. وذلك إذا أرادا أن يجعلا زواجهما حسب مشيئة الله .

معركة الخشبة

إن الذي يمر به چيم وإيرين ليس فريدًا من نوعه. جميعنا لدينا "خشبة" تحد من قدرتنا على رؤية الآخر وظروفه كما يراها الله. هذه "الخشبة" تعزز من مشاعر الإحباط واليأس في المواقف التي يؤكد الله فيها على وجود الأمل. هذه "الخشبة" تمثل العراقيل أمام ما يقدمه الله من فرص. وحينما يريدك الروح القدس أن تنظر إلى داخلك بهدف التغيير، فإن "الخشبة" تجعلك تواصل إلقاء اللوم على شريك حياتك .

هذه "الخشبة" تحجب الرؤية تمامًا، كما أنها تعوق قدرة الزوجين على تقدير الأمور وتحمل مسؤولية سلوكياتهم السلبية التي يساهمون بها كأفراد في تدهور حياتهم الزوجية. هذه "الخشبة" تمثل تراكمًا من الاحتياجات والتوقعات التي لم تُسدد. وكلما تراكمت هذه الإحباطات، فإن هذه "الخشبة" تصبح أكثر تدميرًا للعلاقة .


كيف تتكون الخشبة؟ 

ما هو حجم الخشبة التي في عينك؟ ربما يكون هذا السؤال صعبًا أو مؤلمًا بالنسبة لك . فنحن جميعًا نميل إلى التهوين من عيوبنا بينما نغالي ونهوّل من عيوب الآخرين .

إليك خمسة أسئلة تساعدك على أن تتسم بالموضوعية تجاه حجم الخشبة التي في عينك. كل سؤال- فيما عدا السؤال الأخير- يهدف إلى توجيهنا إلى بعض القضايا المتعلقة بالعائلة (أو بأسلوب التربية)، والتي تصبح بمثابة خشبة في أعيننا كزوجين. السؤال الرابع في الواقع يقيس مقدار الأنانية. بينما نجيب بصدق عن هذه الأسئلة، اطلب من الروح القدس أن يسمح لك بأن تقبل هذه الخشبة كما هي وفي حجمها الطبيعي .

- إذا عرض عليك يسوع بأن يشفيك حالاً من العيوب الشخصية التي تضايقك، فأي عيب ستختار؟

- ما هي أكثر علاقة -سواء في طفولتك أو سنوات مراهقتك- سبَّبت لك ألمًا شديدًا؟ ما هي أوجه الشبه بين طريقة تعاملك مع الخلافات وقتها وطريقة تعاملك معها في حياتك الزوجية في الوقت الحالي؟

-  ماذا تفعل عندما يخيِّب شريك حياتك ظنك؟

- مَنْ أو ما الذي يجعلك تتوقع في الوقت الحالي أن زوجك/ زوجتك يجب أن يفعل شيئًا ما إذا كان يحبك محبة حقيقية؟

- الأسبوع الماضي، كم من الوقت قضيت في الصلاة من أجل شريك حياتك؟

الخشبة هي مصدر للتوتر والقلق في حياتك الزوجية، وتأثيرها المدمر يتفاقم بمرور الوقت نتيجة لسلوكيات سلبية تقلِّدها نقلاً عن والديك، أو توقعات غير واقعية تعدك بها الثقافة المحيطة بك، أو مخاوف دفينة تجعلك في موقف المدافع، أو غياب الحوارات البناءة، أو كبرياء لم تتب عنها .


نزع الخشبة 

عندما تأمل چيم وإيرين في هذه الأسئلة على مدار عدة جلسات متتالية، تغيّر موقفهما تدريجيًا. وبينما حدثت تحولات عديدة في العلاقة، فَهِم چيم الفكرة على أكمل وجه. وقال في مرح: "نحن نَنْشُر الخشبة" .

ليس هناك حيل سحرية أو حلول سريعة لتحمي زواجك من هذه الضغوط الزوجية، ولكن يمكنك اختبار المعجزات إذا سعيت في التزام غير مشروط بأن تتبع مشيئة الله كنقطة ارتكاز لحياتك الزوجية .

جميعنا لدينا عيوب، وبالتالي ليس المطلوب منك أو من شريك حياتك أن تكون مثاليًا. ومن المحتم أن يكتشف الزوجان القذى في عين أحدهما الآخر، بإمكاننا أن نكرم الله عندما نوفر مناخًا للنعمة في حياتنا الزوجية، وبالتالي سنسمح له بأن يشكلنا على صورته. الله سيغيّر حياتك الزوجية عندما تحّول أنت وزوجتك نظرك إلى الداخل .


From Focus on the Family website. Copyright© 2008, Dr. Harold L. Arnold, Jr. All rights reserved. International copyright secured. Used by permission.