Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 بقلم: جلين لوتجينز

قبل الزواج ربما تكون قد رأيت في شريك حياتك بوادر سلوكيات مزعجة، ولكنك رأيت أيضًا أنك ستتعود عليها بمرور الوقت. ومع الأسف، لم يحدث ذلك.

 

قرر ذات مرة أحد الأخصائيين النفسيين ويُدعى دكتور "نيجري" أن خطيبته تحتاج إلى التغيير. ولأنه أدرك أنه لا يزال الوقت مبكرًا، فقد عزم على إعادة تشكيل خطيبته قبل أن يتزوجا. ومن خلال جلسات علاجية حاول أن يشكِّل شخصية مريضته لتصبح الزوجة المثالية. 

وبعد انتهاء فترة العلاج، تزوجا. ولكن يبدو أن الجلسات العلاجية فشلت بعد مدة أقل من فترة الإعداد لحفل الزفاف. فهي لا تريد أن تغسل الأطباق أو تنظف أرضية الغرف. وعادة ما كان دكتور "نيجري" يهتم بطفلهما؛ لأن زوجته كانت ترفض ذلك أيضًا. وانتهى الأمر بهما أمام محكمة الأسرة.

قال الأخصائي النفسي أنه ارتكب خطأً واحدًا عندما عمل على تغيير خطيبته، وهو أنه نسي أن يُخضع نفسه للعلاج أيضًا. 

ربما تكون قد لاحظت بعض "العيوب" الأكيدة في شريك حياتك. وقبل الزواج ربما تكون قد رأيت بوادر سلوكيات مزعجة، لكنك رأيت أيضًا أنك ستتعود عليها بمرور الوقت، أو أنك ستغيِّر من شريك حياتك. 

ومع الأسف، لم يحدث هذا أو ذاك. 


هناك سببان رئيسيان وراء رغبتك في تغيير شريك حياتك:

١- الأول رغبتك في رؤية شريك حياتك يتصرف مثلك. فإذا كنت تضغط على أنبوبة معجون الأسنان من أسفلها، أو تغلق غطاء التواليت بعد استخدامه، فربما تريد أن يفعل شريك حياتك نفس الشيء أيضًا. من السهل أن تواجه الاختلافات بفكرة أن طريقتك هي الطريقة الصحيحة.

٢- رغبتك في أن يلبي شريك حياتك احتياجاتك. فكلما كنت تشعر بالاحتياج، كلما كان لديك أجندة مفصلة لما تريد لهذه التغييرات أن تبدو عليه.


أي هذين السببين ينطبق عليك؟

ربما تريد أن يصبح شريك حياتك مثلك. ولكن تأمل حقيقة أن هناك الكثير من العوامل وراء الاختلافات بين الزوجين، منها: تربية كل منهما، النوع، الفوارق الاجتماعية والثقافية، والطباع. كان بمقدور الله أن يخلق أفرادًا مستنسخين إذا أراد للزوجين أن يكون كل منهما نسخة كربونية للآخر. ولكنه يريدك بصفاتك الفريدة أن تعمل مع السمات الفريدة أيضًا في شخصية شريك حياتك. 

الأمر يشبه عملية الإبصار..  اغمض إحدى عينيك. ماذا يحدث؟ لا بد أنك تفقد القدرة على  تحديد المسافات بين الأشياء. وذلك لأنك ترى الأشياء من زاوية واحدة. وعندما تنظر بكلتا العينين، فإن موقع المشاهدة المختلف قليلاً لكل عين يحوّل رؤيتك إلى رؤية ثلاثية الأبعاد. 

وبناءً عليه، بدلاً من أن تحاول أن تجعل شريك حياتك يرى الأشياء بطريقتك، بمقدورك أن تستفيد من رؤيته المختلفة عنك. فإذا رأيت أنت وشريك حياتك موقفًا من زاويتين مختلفتين قليلاً، يمكنك مزج هاتين الرؤيتين لترى الأشياء بأكثر دقة من الرؤية المنفردة لكل منكما.


 

 

هل تود تغيير شريك حياتك ليلبي احتياجاتك؟

من المنطقي أن تود تلبية احتياجاتك، ولكن من غير المنطقي أن تنظر لشريك حياتك على أنه الفانوس السحري الخاص بك. 

يقول الرسول بولس في رسالته إلى أهل فيلبي: "لا تنظروا كل واحد إلى ما هو لنفسه، بل كل واحد إلى ما هو لآخرين أيضًا." (فيلبي ٢: ٤). هل تهتم بالاستجابة إلى احتياجات شريك حياتك بنفس القدر الذي تهتم بتلبية احتياجاتك الخاصة؟ 

ليس عيبًا أن تريد رؤية شريك حياتك يتغيَّر وينمو. فالناس مثل الأشجار، إذا كانوا لا ينمون، فربما انقطع عنهم شريان الحياة. ولكن أنت لا تملك سوى تغيير نفسك! 

هذا لا يعني غياب حدود اللياقة في الزواج. فلست مضطرًا لأن تقبل سلوكًا مسيئًا. والاعتداء الجسدي على شريك الحياة غير مقبول على الإطلاق. كما أن النعت بالألفاظ والكلمات المهينة يمثل انتهاكًا لقدسية الزواج والقيمة المعطاة من الله والتي يجب إظهارها نحو شريك الحياة.

 

ماذا لو أردت التغيير لأسباب غير أنانية؟

أحيانًا ما يلجأ الكثيرون إلى الخداع في محاولة لإحداث تغيير بنَّاء في شريك الحياة. فيتركون بعض الكتيبات أو الكتب هنا أو هناك آملين أن يفهم شريك الحياة مغزى الرسالة. انصحك ألا تلجأ إلى هذا الأسلوب. 

إذا كان هناك شيء يساورك، اعترف بمسؤوليتك عن مشاعرك. أفصح بها بأمانة واحترام. أحيانًا يعمل التعبير بكتابة شيء على ورقة في تقليل الرغبة في الدفاع عن النفس، والتغلب على صعوبات التواصل.

لنتأمل قصة "بيل" و"سو". رأى "بيل" في السنوات الأولى من زواجه اختلافاتهما كمصدر تهديد لمكانته كرأس للعائلة. فحاول وباءت محاولاته بالفشل في جعلها "تنصاع" إلى أسلوبه. 

في النهاية أدرك "بيل" أن دوره لا يتمثل في تغيير زوجته "سو". وبدأ يفصح عن مشاعره بطريقة بناءة لزوجته.. "أعرف أنكِ كنتِ مشغولة جدًا في الأيام الأخيرة، ولكني أشعر بالإحباط عندما أجد الملابس ملقاة في أرجاء الشقة. هل تحتاجين إلى مساعدتي في ذلك؟" 

وعندما ترك "بيل" لزوجته "سو" الحرية لترى الأمور من وجهة نظرها هي، وجد أنها مستعدة لإجراء بعض التغييرات في الأمور التي تمثل أهمية كبيرة. كما أدرك أن كثيرًا من التغييرات التي كان يراها ضرورية لم تكن بهذا القدر من الأهمية.


From Focus on the Family’s Complete Guide to the First Five Years of Marriage, published by Tyndale. Copyright © 2006, Focus on the Family. All rights reserved. International copyright secured. Uesd by permission  .