Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 

بقلم: جانين بيتري

يحب أبي أن يحكي قصة أول مجموعة عِدد وأدوات اقتناها. وبالرغم من أن هذه الأدوات كانت بحجم يناسب الأطفال، لكنها كانت صالحة للاستعمال. وبالتالي شرع أبي في العمل بها. ولم يكتشف والداه ما فعله إلا عندما دخلا إلى فراشهما في تلك الليلة؛ وإذا بسريرهما ينهار تحتهما. فقد استطاع والدي أن يستعمل المنشار في أقدام السرير.

وبالرغم من البداية غير الموفقة، فبالتدريب وبمرور الوقت أصبح الصبي نجارًا ماهرًا. وبنفس نوعية الأدوات التي استخدمها والدي يومًا ليهدم سرير والديه، تعلّم أن يبني بيوتًا متينة. نعم، أصبح والدي يعمل في الإنشاءات. كذلك يعمل زوجي وأنا في مجال البناء، ولكن ليس بناء العقارات. فمنذ أن جمّعنا الله منذ أكثر من عشر سنوات، ونحن شركاء في العمل على بناء أحدنا الآخر في المسيح (انظر تسالونيكي الأولى ٥ : ١١).

 

أحد أقوى الوسائل في العمل على بناء أحدنا الآخر تتلخص في أننا "نبارك" أحدنا الآخر بكلمات النعمة. ماذا أعني بذلك. أعني أننا حين نتحدث، فإننا نختار بعناية الكلمة المملوءة بالنعمة.. الكلمات التي تقدّم حبًا وعطفًا غير مشروطين باستحقاق الآخر، وهذا من نوعية النعمة التي يغدق بها الله علينا من خلال الإيمان في المسيح. وهذا يصنع الفارق بين البناء والهدم في بيتنا.

عندما نبارك أحدنا الآخر، فإننا ننضم للرسول بولس ونعيش معه هذه الصلاة: "الآن أستودعكم يا إخوتي لله ولكلمة نعمته، القادرة أن تبنيكم وتعطيكم ميراثًا مع جميع القديسين." (أعمال الرسل ٢٠: ٣٢). وإذا أردنا لشراكتنا أن تكون جميلة وهادفة ودائمة، يجدر بنا أن نعيش نعمة الله بمعنى أن نمررها لأحدنا الآخر.

وهذا يتطلب مجهودًا، طول الوقت، وخاصة خلال المشاجرات عندما نتحفز لأحدنا الآخر. على سبيل المثال عندما نختلف حول أمر شائع مثل الماديات. اعتدنا في الماضي على استخدام وابل من الكلمات التي نقولها في عبارات اتهام نوجهها لأحدنا الآخر. واعتدنا على إلقاء التعليقات على أحدنا الآخر مثل: "أنت دائمًا ما تنفق المال على أشياء لا نحتاجها"، أو "لماذا لا تثقين فيّ؟" الآن نحن نتحسن أكثر في تقديم كلمات النعمة أولاً. عندما يحدث خلاف شائع بيننا، ربما نجرب شيئًا مثل: "أتفهم كيف يحدث هذا. مررت بهذا من قبل."

 

وربما نسأل: "كيف يمكنني أن أقدّم يد المساعدة هنا؟ كيف أتصرف بشكل مختلف؟" من خلال هذه العبارات نستمر في نقاش هادف بدون أن نضر علاقتنا. مباركة أحدنا الآخر لا تنجح في العمل على الأمور الكبيرة في الحياة الزوجية فقط، بل مع كل أنواع المشكلات. تأمل المواقف القابلة للاشتعال وكيف يمكن لمباركة أحدنا الآخر أن تصنع الفارق:

  • عندما يبدو زوجك متجاهلاً المساعدة في المهمات المنزلية.

 بدلاً من أن تسأليه: "إلى متى تتركني أرتب وأنظف هذا وحدي؟" حاولي أن تقولي: "ربما نتحدث لاحقًا عن كيف نعتني بالبيت. أحب جدًا أن تساعدني ونعمل معًا."

  • عندما يتأخر زوجكِ في مواعيده.

بدلاً من توبيخه بالقول: "أنت دائمًا تفعل هذا بي!" ربما تحاولين أن تقولي: "أتفهم ظروف تأخرك. كيف يمكن أن أساعدك؟"

  • عندما تشعرين أن زوجكِ على وشك التصرف بشكل غير صحيح في التربية.

بدلاً من الانفجار في وجهه بكلام مثل: "يا ريت تبطّل تدّلع في العيال!" حاولي أن تقولي: "أشكر الله على قلبك الجميل نحو الأطفال. بعد أن يناموا، تعالَ لنتحدث عن سلوكياتهم في الفترة الأخيرة وكيف نربيهم."

 

إن تقديم كلمات النعمة في الزواج ليست للضعفاء، لأن هذا يتطلب التركيز والقوة وضبط النفس. وبقليل من الممارسة، وتمرير عطية النعمة إلى زوجكِ بدلاً من الهجوم بالكلام عليه بروح غير رياضية في وقت ضعفه، فإن الأمر سيصبح عادة.

مثلما تعلّم أبي أن نفس الأدوات التي تستخدم للهدم يمكن أن تُستخدم للبناء، هكذا بمقدورنا أن ننمو في النعمة بينما نختار أن نستخدم الكلمات بحكمة وعناية. وبينما نفعل هذا سنجد أننا نبني أحدنا الآخر عندما نقدّم كلامًا مملوءًا بالنعمة من حين لآخر.


عملت جانين بيتري ككاتبة ومحررة في النشر المسيحي لأكثر من ١٠ سنوات.

From the Focus on the Family website at focusonthefamily.com. © 2014 Janine Petry. Used by permission.