Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 

بقلم: باتريشيا جونسون

للمزيد من هذه السلسلة:

١- عندما تأتي الأحزان ماذا نفعل؟                 ٢- مراحل الحزن واستيعابها

٣- حزن أم صدمة أم اكتئاب؟                       ٤- كيف نساند أحباءنا في حزنهم؟


كتبت "مولي فوميا" تقول: "الحزن بمثابة رحلة، كثيرًا ما تكون محفوفة بالمخاطر، وبلا اتجاه واضح". إن مراحل الحزن لا يمكن ترتيبها أو تصنيفها، أو إسراعها، أو السيطرة عليها، أو تجنبها، أو تجاهلها تمامًا. إنها حتمية الحدوث تمامًا مثل الشهيق والزفير. ربما يمكن تأجيلها، ولكن يستحيل كبتها ووقفها  .

 

وفي هذا تصف "مولي" الأمر بدقة شديدة؛ فعندما يتعلق الأمر بالحزن بسبب رحيل أحد أحبائنا، فليس هناك شيء متوقع أو استجابات معتادة، أو وصفات يمكن اتباعها. إن كلمة "حزن" (Grief) تعني في أصلها عبئًا ثقيلاً. وفي الواقع فإن التبعات الجسدية والعاطفية والنفسية والروحية قد تكون مربكة لأي أحد.

 

وبينما يمثل الحزن استجابة متوقعة لخسارة ما، فإن المشاعر غير المألوفة التي تتولد قد تقود إلى مشاعر الخوف والعزلة وقلة الحيلة. 

بعد حادثة الوفاة يتعامل كل واحد بطريقته مع الضغوط والمشاعر المتولدة. البعض ينهار لحظتها، والبعض الآخر يُصاب بنوع من الانفصال عن الواقع كما لو كان متخدرًا. البعض الآخر قد ينسحب عن الجماعة، بينما يُقبل الآخرون نحو طلب العون والمساندة. الأكثر من ذلك أنه بمجرد أن يخفت تأثير الصدمة الأولى، يحل محلها إدراكًا أعمق للواقع ويصاحبه شعور باليأس. 

 

إن هؤلاء الذين يتعرضون للحزن يحتاجون لتعلم مهارات جديدة، واكتساب عادات مختلفة، وترتيب حياتهم اليومية بشكل يجعلهم يعتادون على عدم وجود ذلك الشخص الذي رحل عنهم. 

 

وبالرغم أن كل إنسان يحزن على طريقته، فهناك أعراض مشتركة بين كثير من الناس تحدث بعد التعرض لخسارة شخصية كبيرة، وهي كالتالي:

  •     شعور بإنهاك جسدي شديد.
  •      صعوبة في النوم.
  •      النسيان وعدم القدرة على التركيز.
  •      تغيُّر ملحوظ في الشهية للأكل.
  •     آلام جسدية مثل ألم في الصدر وصداع وغثيان.
  •     يبقى مشغولاً جدًا ليتجنب التفكير في مصيبته.
  •     إفراط في الأكل والشرب ومشاهدة التليفزيون.
  •     الانخراط في سلوكيات خاطئة.
  •     أحلام بالمتوفي.
  •     الانسحاب عن المجتمع، الشعور بالوحدة، واللامبالاة.
  •      تنهد وبكاء كثير. 

 

يمر كل شخص بمراحل الحزن في وقت خاص به. ويكون هناك انخفاضات وارتفاعات، وأوقات من الهدوء يعقبها أوقات من الأسى. عادة ما تتسم الأيام الأولى بعد وفاة أحدهم بالحزن الشديد، والارتباك، والانفعالات القوية، وإحساس بأن هذا مجرد حُلم. 

 

وبمرور الوقت قد تتولد مجموعة من المشاعر المتنوعة من الإحساس بالذنب والندم مرورًا بالغضب. وتختلف حدتها من شخص لآخر. ومن الشائع في الحزن من أجل رحيل أحد الأحباء أن يُطرح السؤال: "لماذا حدث ذلك؟"، "لماذا سمح الله بذلك؟"، أو "لماذا لم يكتشف الأطباء المرض مبكرًا؟" 

 

البعض ممَنْ يحزنون لوفاة أحد ذويهم يجدون أن الحزن يقل تدريجيًا خلال أسابيع أو شهور، ويصلون لمرحلة من القبول والسكينة والرجاء في المستقبل. البعض الآخر يستمر الحزن لديهم طويلاً، ويجدون صعوبة في الاستمتاع بحياتهم بشكل معقول. فالأحداث اليومية وبعض التفاصيل الحياتية تكون بمثابة أدوات تذكير مؤلمة لأمنيات لم تتحقق. 

 

إذا استمرت الأعراض المؤلمة لأكثر من ستة أشهر، نحن ننصح بزيارة مشير مسيحي متخصص. يمكنك الاتصال بنا لمساعدتك على الحصول على مشير مسيحي بالقرب منك. 

 

وقد ترجع قوة أعراض الحزن للأسباب التالية:

  •      سواء كانت الوفاة مفاجأة أو متوقعة.
  •      مدى قوة العلاقة مع الشخص المتوفي.
  •      الطباع الشخصية، والتربية، والخبرة الحياتية، والقدرة على التأقلم.
  •      المعتقدات الروحية والنظرة الشخصية عن الموت.
  •      الطريقة التي يتفاعل بها المحيطون بك ومدى مساندتهم لك. 

 

قد تطول مراحل الحزن، وقد تؤدي إلى عزلتك، لكن من الهام جدًا أن تقبل مساندة الآخرين لك بدلاً من الاستغراق في الحزن بمفردك. التحدث عما يؤلمك هو جزء أساسي من عملية التعافي. عندما تتقبل مساندة ممَنْ هم حولك، وتشعر بتفهمهم لك، فهذا يساعدك على الخروج من مراحل الحزن وإنهائها تمامًا خلال أصعب أوقات الحياة. 


 

Originally appeared on the Focus on the Family website. Copyright (c) 2007 , Patricia Johnson.  Used by permission

1Fumia, Molly. (2003) Safe Passages.York Beach, ME: Conari Press