Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

(طريقة عملية نقول بها لزوجاتنا "كل سنة وأنتِ طيبة" في عيد الأم)

 

 (مأخوذة بتصريح من كتيب: "الإحباطات الزوجية.. هل لها من مخرج؟" للدكتور جيمس دوبسون)

طبقًا للدكتور جيمس دوبسون هناك مصدران أساسيان من مصادر الاكتئاب الذي يصيب الأمهات/ الزوجات اللاتي لا يعملن، وهنا يشرح لنا مسؤولية الأزواج الكبيرة في تدعيم وتنمية تقدير زوجاتهم لأنفسهن.

دكتور دوبسون.. في كتابك "ماذا تريد الزوجات من أزواجهن أن يعرفوا عن النساء" ذكرت أن الكثير من السيدات يشعرن اليوم بالاكتئاب والانزعاج.. تُرى ما السبب في ذلك؟ 

 

هناك اضطراب هائل تشعر به السيدات اليوم؛ فكل ما هو أنثوي حسب العرف والتقليد قد واجه تحديات خلال العشرين سنة الأخيرة، وخلق هذا نوعًا من عدم الثقة بالنفس حتى بين السيدات المؤمنات. وبدأت ربات البيوت والأمهات يتساءلن: "ماذا أفعل هنا؟ مَنْ أنا؟ ومَنْ يهتم بي.. مَنْ يحبني؟ مَنْ يحتاج إليَّ؟" ويمكن القول إنهن يواجهن أزمة هُوية أو تحقيق لذواتهن .

سمعت بعض السيدات يقلن إن سبب توترهن يرجع إلى عدم فهمهن لدورهن كما يصفه الكتاب المقدس. هل تعتقد أن كلمة الله تضع النساء في مرتبة ثانية أو أقل شأنًا من الرجال؟ 

 

كلا! إنني أثق أن الرب يسوع تعامل مع النساء بمبدأ المساواة. فنحن -رجالاً كنا أم نساءً- متساوون في قيمتنا الإنسانية، لكن هذا لا يعني أن لنا نفس الدور. بتعبير آخر.. كل منا مطالب بنوع مختلف من المسؤوليات، لكن هذا لا يقلل من شأن جنس عن الآخر. وهنا من المهم التأكيد على أن كلاً من الرجل والمرأة فريد في نوعه، ومختلف في دوره عن الآخر .

إذا رجعنا إلى موضوع الاكتئاب.. ما هو السبب الرئيسي له؟ 

أعتقد أنه ينتج عن مصدرين :

١- لقد جُرد دور ربة المنزل من الاحترام والوقار اللائقين؛ وهكذا فإن السيدات اللاتي يقمن بتربية ورعاية أطفالهن الصغار كمهمة يشعرن أن الله كلَّفهن بها أُجبرن على الشعور بأنهن أقل شأنًا من الأخريات. وأكثر من ذلك، فإن ما يقال يدفعهن للاعتقاد بأنهن قد خُدعن. وأن الحياة تمضي بهن سريعًا دون جدوى. كما أن وسائل الإعلام تُصور أحيانًا ربة المنزل وكأنها ضحية تستحق الرثاء. وهذا لا يولِّد الغضب فحسب، بل ويؤدي إلى الاكتئاب- قرين الغضب .

 

٢- هذا الاكتئاب يرتبط أيضًا بانهيار العلاقة بين الزوجين. فأحد الجوانب التي يختلف فيها الرجال عن النساء هي الكيفية التي يطور بها كل منهما ثقته بنفسه.. فبينما يكتسب الرجل تقديره لذاته أساسًا من وظيفته، ومن احترامه في عمله، و"بنائه لمملكته"، وكسبه للمال، ومن احترام رؤسائه أو مرؤسيه أو عملائه، أو مرضاه.. نجد على الجانب الآخر أن المرأة التي في البيت مع صغارها تستمد ثقتها بنفسها أساسًا من خلال علاقتها العاطفية مع زوجها. وهذه الحقيقة تعطي مفهومًا مختلفًا تمامًا للزواج.. فالمرأة لها احتياجات غالبًا ما يفشل الرجل في فهمها بسبب أن وجهة نظره للأمور مختلفة .

هل تقصد أن ربة المنزل تستمد احترامها وتقديرها لذاتها من خلال علاقتها الزوجية؟ 

نعم؛ لأنها غالبًا ما تنقطع عن العلاقة المنتظمة بأشخاص آخرين؛ ولهذا يلعب زوجها دورًا شديد الأهمية بالنسبة لها، بينما لا تمثل هي كذلك بالنسبه له. فهو متواجد مع آخرين طوال اليوم، وبهذا يُشبع حاجته للتواصل الإنساني. فعندما يعود هو للمنزل تكون هي في انتظاره؛ لأنها تعتمد على علاقتها العاطفية لتؤكد أنها إنسانة جديرة بالحب والاحترام. ولهذا نجدها تحاول أن تجذب انتباهه عن مشاهدة مباراة كرة القدم، أو تجعله يتوقف عن قراءة الجريدة قائلة له: "لماذا لا تتحدث معي أبدًا؟" ولهذا السبب أيضًا فإن تذكُّر تاريخ المناسبات السنوية يعتبر هامًا جدًا بالنسبة لها أكثر منه .

 

إن مركز مشاعر المرأة -ألا وهو وتقديرها لذاتها- يعتمد على سماعها لزوجها يقول: "أنكِ تقومين بعمل هام جدًا يساوي في قيمته ما أقوم أنا به.. إنني أحبك من أجل هذا. كيف يمكنني مساعدتك فيما تقومين به؟" إن الكثير من الأزواج لا يُعبِّرون عن هذا الاحترام لزوجاتهم؛ ونتيجة لهذا فإن إصابتهن بالاكتئاب أمر حتمي في أغلب الأحيان .

لقد قمنا بتعريف المشكلة، والآن هل يمكن أن تقدم لنا بعض الحلول والاقتراحات؟ 

أعتقد أن الحل يشتمل على الدور الذي أعطاه الله للرجال ليقوموا بالقيادة في عائلاتهم.. فقد كلف الله الرجال بمسؤوليات أكثر من مجرد كسب معيشتهم، وجزء من هذه المسؤوليات هو التزامهم بأن «يحبوا زوجاتهم كأجسادهم.. كما أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها.» وهذا ليس مجرد اقتراح، لكنه وصية إلهية بأن نرى زوجاتنا كجزء رقيق مُكمِّل لنا؛ فنعتز بهن، ونؤكد لهن الإحساس بالقيمة والتقدير الذي لا يستطيع أحد سوى الزوج تقديمه .

قد يحدث أحيانًا أن يكون للزوجة مقدرة على العمل ومهارات مهنية، ولكن زوجها لا يريدها أن تعمل بل أن تبقى في المنزل لتقوم بدور الأم وربة البيت.. كيف تشعر إزاء موقف كهذا؟ 

إن مسألة عمل المرأة خارج بيتها أم لا أمر تقرره كل أسرة على حدة. لكن اهتمامي هنا ينصب على المرأة التي اختارت أن تبقى بالمنزل لأنها تشعر أن هذا من صميم مسؤولياتها؛ وما أريد أن يدركه الأزواج أنهم إن كانوا يُقدِّرون دور زوجاتهم الذي يقمن به في البيت، ويُقدِّرون شعورهن بأهمية أبنائهما، واختيار البقاء معهم في البيت فلابد أن يوفروا كأزواج الوقت والجهد والطاقة ليسددوا احتياجات زوجاتهم العاطفية. فيجب عليه أن يفكر في طرق خلاقة ليفعل ذلك، مثلاً أن يدعوها إلى العشاء خارج المنزل أو يقدم لها هدية من حين لآخر، ويهتم بتقديرها أمام أبنائها، ويُعبِّر لها باستمرار بالكلام عن اهتمامه وتقديره الشديدين لها ولما تفعله في البيت. فبهذا الأسلوب فقط يمكن للمرأة أن تؤدي هذا النوع من العمل باقتناع ورضا .

ما هي مسؤوليات الأب نحو أسرته، بخلاف مسؤوليته نحو زوجته؟ 

مرة أخرى -ومن منطلق إيماني المسيحي- أشعر أن على الزوج مسؤولية والتزامًا شخصيًا للاهتمام بأي احتياج لدى أسرته.. فإذا كانت الزوجة تواجه مشكلة ما تتعلق بتأديب أحد الأبناء فإن هذه تصبح مشكلته هو. بل وأهم من كل شيء أن يحرص أيضًا على توفير الاستقرار في العلاقة الزوجية، فيلتزم بكل ما يسعد زوجته.. هذا ما يفتقده الزوج اليوم .

إذا هل تشعر أن الالتزام أهم من الحب؟ 

أنا لا أحب أن أضعهما في مقارنة؛ فيجب أن يكونا مكمِّلين لبعضهما البعض؛ فالالتزام يتطلب منا أن نقوم بالدور الذي طلبه الله منا كتعبير لهذا النوع من الحب .

وماذا إن قال أحدهم: "لقد سئمت من هذا الالتزام، فلا يوجد لديَّ الآن ذات المشاعر التي كنت أشعر بها تجاه هذا الشخص من قبل؟" 

إن المشاعر تزول سريعًا.. فهي تظهر وتختفي. حتى في أفضل حالات الزواج هناك أوقات نشعر فيها بقمة السعادة والانسجام، وأوقات أخرى نشعر فيها بالفتور والسلبية. لكن لابد أن يكون هناك التزام إرادي يوفر استقرارًا طويل الأجل في العلاقة. وهكذا نرى أن الإرادة هي المحرك الذي يدفع القطار، في حين أن المشاعر هي مجرد العربة الأخيرة في القطار. والمشاعر تظل جزءًا من القطار، لكنها تُجر بواسطة الإرادة؛ فلا يمكن للمشاعر أبدًا أن تجر القطار كله .

هل تقصد أننا في هذه الأيام عكسنا ذلك الوضع؟ 

لقد سمعت عن حفل زواج غيَّر فيه العروسان تعهد الزواج ليكون كالتالي: "أعد بأن أظل معكِ طالما أنني أحبكِ".. إنني أتمنى لهذين الزوجين حظًا سعيدًا، لكنهما بالفعل قد وقعا في مشكلة؛ فهذا الزواج لن يستمر أكثر من بضع سنوات؛ إذ لا يوجد به أي التزام .

 

ذات مرة كنت مع أبي -الذي كان له دائمًا تأثير كبير على حياتي- وأخرج ورقة قديمة من جيبه، وشاركني بما هو مكتوب فيها.. لقد كتب فيها عبارة لوالدتي قبل أن يرتبطا بالزواج أكثر من أربعين عامًا. وكان قد عبَّر لوالدتي عن هذه الأفكار شفاهة قبل زواجهما، ثم كتبها بعد ذلك. إن اللغة التي استخدمها أبي رسمية بعض الشيء، لكنها تُعبِّر عما كنت أقوله الآن :

 

"أريدك أن تفهمي وتعي تمامًا مشاعري تجاه عهد الزواج الذي نحن على وشك الدخول فيه. لقد علمت من والدتي، وطبقًا لكلمة الله أن عهود الزواج مقدسة ولا يصلح الإخلال بها، وأنه بالدخول فيها أكون قد ألزمت نفسي بها بصورة مطلقة مدى الحياة. ولن أسمح لفكرة الانفصال عنكِ بأن تدور في ذهني لأي سبب من الأسباب. إن ما أقوله الآن ليس صادرًا عن ثورة عاطفية ساذجة، بل على العكس إنني واعٍِ تمامًا -مع أن هذا قد لا يخطر على بالنا الآن- أنه قد يحدث اختلاف بيننا، أو أي ظروف غير متوقعة ينتج عنها متاعب ذهنية شديدة. وإذا حدث ذلك فإنني مصمم من جانبي على قبوله كجزء من تعهدي الذي أقطعه على نفسي الآن، بل وأن أتحمله إذا لزم الأمر، طوال مدة حياتنا .

 لقد أحببتك بعمق منذ أن عرفتك، وسأستمر في محبتكِ كزوجة لي. وفوق كل ذلك فأنا أحبكِ المحبة المسيحية، التي تتطلب عدم معاملتك بأية طريقة قد تُعرض شهادتنا المسيحية للانتقاد، فهذا هو الهدف الأسمى لحياتنا. وإنني أصلى أن الله يعمل فينا لكيما تكون مشاعرنا تجاه بعضنا البعض كاملة وأبدية ."


Copyright © 2011 Focus on the Family Middle East. All rights reserved  .

 

 

 

 

 

 

 

قصة الرب يسوع في كل الكتاب المقدس بالطول