Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

السؤال:

طفلي خجول جدًا. فهو يتحدث بصوت منخفض، ومنعزل دائمًا عن الآخرين، ويخاف من مجرد المشي في حجرة مليئة بالناس. اعتاد على البكاء في كل مرة نصطحبه إلى الحضانة، والآن يرفض أن نتركه فيها. كيف أساعده ليصبح أكثر ثقة بالنفس؟

 

الإجابة:

في بعض الأحيان يكون الخجل إعاقة اجتماعية مرعبة للأبناء. وقد يمثل أيضًا سببًا دائمًا لإحباط الوالدين. كل فرد مختلف، وهناك بعض المواقف قد تحوِّل سلوك الطفل الخجول إلى مصدر لمشاكل خطيرة. ولكن معظم الوقت فإن الخجل يعتبر مسألة خاصة بالطباع الشخصية الموروثة. وفي هذه الحالة لا داعي لاعتباره عقبة لا يمكن تجاوزها.

 

من المهم أن ندرك أن بعض الأطفال يولدون ولديهم استعداد وراثي لأن يكونوا أقل انفتاحًا على الآخرين. الأطفال الذين يتصفون بالخجل يميلون إلى الحرص، والقلق والتحفظ نحو معالجة الأمور التي تعتبر جديدة أو غير مألوفة لهم. يحتاج الآباء والأمهات أن يكونوا حذرين ولا يعززوا من هذه السلوكيات السلبية. سواء كان بالإذعان إلى مخاوف الطفل أو بانتقاد خجله، وبالتالي إيذاء تقديره لذاته وثقته بنفسه.

 

إن تنشئة صبيان أو فتيات يتصفون بالخجل هي مسألة غاية في الحساسية، وتحتاج إلى فضيلة الإفراز والمراعاة والتوازن. فإذا كانت شخصية واثقة وحازمة جدًا، سيصبح من الصعب أن تتفهم طفلك. في هذه الحالة، مهمتك الأولى هي أن تدخل رأسه وتحاول أن ترى العالم من خلال عينيه.

 

أحد أفضل الأساليب لمساعدة الطفل الخجول هو أن تظهر له محبة غير مشروطة. اجعله يعرف أنه ليس مضطرًا لأن يتصرف بشكل معين ليحظى بالقبول من جانبك. وفي تلك اللحظات التي يبدو فيها مقيدًا من خجله، تجاوب معه بالتشجيع. فأي انتقاد لاذع أو نظرة تعبِّر عن استنكارك ستؤدي إلى شعوره بالانكماش حول ذاته بشكل أكبر. وفي نفس الوقت لا تتجاوب مع فكرة أن تجعل الحياة أسهل بالنسبة له، وتحاول حمايته من الناس والمواقف الجديدة بإبعاده عنها. فالتدليل وتعزيز السلوكيات الهدامة للذات الآن، ستؤدي إلى مشاكل أكثر خطورة في المستقبل.

 

أما بالنسبة إلى الموقف الذي تواجهه الآن بخصوص الذهاب إلى الحضانة، فنحن نشير إليك أن تقرر تطبيق قواعد حازمة. وضح له ما ينتظره بشكل واضح، وتمسك بما قررته حتى عندما يبكي طفلك. وربما تطلب من العاملين بالحضانة أن يساعدونك في إتمام ذلك.

ولن يعجب طفلك هذا القرار، وهناك احتمال كبير لأن يصدر عنه صراخ وجلبة لا داعٍ لها. وفي الواقع، من المحتمل أن تسوء الأمور قبل أن تتحسن. وإذا حدث ذلك، لا تستسلم لاحتجاج ابنك. لأنه إذا استسلمت لاحتجاج ابنك. فأنت تعطيه ما يصبو إليه، ولسوف يزيد من سلوكه السلبي في المرة القادمة.

 

وهناك احتمال لأن تكون مشكلة ابنك صعبة بعض الشيء وتحتاج إلى مساعدة من شخص متخصص. بعض الأطفال يعانون مثل بعض الكبار من حالة مرضية تُسمى "الرهاب أو الخوف الاجتماعي". وهذه الحالة يمكن الشفاء منها تمامًا من خلال العلاج.


Copyright © 2010, Focus on the Family. Used by permission

 

 

 

 

 

 

 

 

كتيبات السلوكيات ٣