Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: أرلين لورانس

أشركنا زوجي وأنا ابننا تايلر في رياضة كرة القدم منذ أن كان عمره ٥ سنوات، وتحملنا لسنوات طويلة النزول للتدريب صباح كل سبت في الجو البارد والرطب. أتذكر الجلوس لمشاهدته يلعب وأنا أرتجف، وتتساقط قطرات الماء من شعري، وتتصادم أسناني. كنت بائسة، لكن زوجي كان لاعب كرة قدم متحمسًا في شبابه، وكان يريد أن يأخذ تايلر نفس الفرصة. لم يشتكِ تايلر أبدًا، فاستنتجنا أنه يريد أن يلعب الكرة أيضًا مثل أبيه.

في السنة التي بلغ فيها تايلر ١٣ عامًا، صعد فريقه إلى دوري الدرجة الأعلى، وكنا نحتاج أن نقرر إذا كنا سننتقل مع الفريق هذه النقلة. وصُدمنا حين أعلن تايلر أنه اكتفى من لعب الكرة، واعترف أن السبب الوحيد الذي كان يجعله يلعب كرة القدم هو رغبتهم في ذلك!

ذهب كل هذا الوقت تحت الأمطار هباءً، وحينها أدركنا زوجي وأنا أنه من المحتمل أننا نفعل الشيء ذاته في أمور أخرى. أنا متأكدة أن باقي أبنائنا ممتنون للذي حدث؛ لأنه جعلنا نسهل لهم عملية اتخاذ قراراتهم الخاصة في حياتهم.

اتخاذ القرار الصحيح مثل أي مهارة أخرى.. أحيانًا يتقنها الصغار وأحيانًا لا يتقنونها. "عدم اتقانها" له ذات أهمية اتقانها. لكن للأسف، العديد من الاباء غير مستعدين لتحمل أخطاء أبنائهم الثمينة والتي قد تكون كبيرة.

الدعم في اتخاذ القرار

عادة ما نستسهل اتخاذ القرارات لأبنائنا بدلاً من أن نأخذ وقتا في الدخول معهم في نقاش يتخذون بناء عليه قراراتهم بأنفسهم. أحيانًا نعتقد أنه الأكثر أمانًا هو أن نتخذ نحن القرارات بدلا من المجازفة بقرارات خاطئة يتخذونها، أو حتى قرارات لا نوافق عليها. يمكن أيضا أن نشعر بالألم والشفقة لمجرد رؤيتهم يعانون بسبب قراراتهم الخاطئة.

وعلى الرغم من ذلك، يجب علينا أن نشجع أبناءنا ونقدم لهم الثقة والسبل التي تمكنهم من العيش باستقلالية في حياتهم الواقعية، وذلك بإعطائهم الفرص للتدرب على اتخاذ القرار، وبذلك نسمح لهم بتنمية مهاراتهم وإمكانياتهم التي يحتاجونها للنجاح في حياتهم.

أن تكون طرفًا ثالثًا

وجدت أن من الاستراتيجيات الفعالة لتعليم الأبناء اتخاذ القرار هي تشجيعهم على أن توجيه قراراتهم على طرف ثالث. قد يساهم ذلك في عدم شخصنة الجانب العاطفي إن وجد. قد تسترجع موقفًا مشابهًا في حياتك وماذا حدث، أو قد تسألهم بماذا سينصحون صديقًا يمر بنفس الظروف. هذا النوع من المناقشة يهيئ بيئة آمنة لاتخاذ القرار بموضوعية.

اختيارات محدودة

استراتيجية أخرى نجحت حين كان أبناؤنا صغارًا وكانوا يحتاجون المزيد من الإرشاد في اتخاذ قراراتهم، هي إعطاؤهم عددًا محدودًا من الاختيارات، بحيث تكون كل الخيارات مقبولة بالنسبة لنا، لكنها في ذات الوقت تعطيهم الشعور بالقدرة على اتخاذ القرار حول ما سيلبسون أو ما سيأكلون. لذلك حين كان ابني في الخامسة من عمره توقعت أن يختار أن يلبس الشورت في يوم بارد في منتصف يناير؛ فلم أكن أسأله "ماذا تريد أن تلبس؟"، لكن: "أي سروال (بنطلون) تريد أن ترتدي الجينز أم سروالك الأسود؟" أثناء الإفطار لم أكن أسأله: "ماذا تريد أن تأكل؟"؛ لأن إجابته المتوقعة هي "الآيس كريم"، لكن: "هل تريد أن تأكل ساندويتش الجبن أم الأومليت؟"

اختيارات موثوقة

حين بلغ أبنائي سن النضوج وبدأوا في اكتساب المهارات اللازمة لاتخاذ القرار، توقفت عن إعطائهم الخيارات، وبدأت أسألهم "ما هي الخيارات؟ ما هو الاختيار الأفضل؟" وجدنا أن هذا يساعد في بناء الثقة في الذات والثقة المتبادلة، وأحيانا يقود ذلك إلى أن يسألونا عن آرائنا: "ماذا تعتقدين يا أمي (أو أبي)؟" من المدهش أنه حين لا نتسرع في نصح أبنائنا دون طلب منهم، نجدهم يطلبون نصيحتنا من تلقاء أنفسهم.

قرارات عائلية

أتمنى أن يكون أفضل درس قد تعلَّمه أبناؤنا في عملية اتخاذ القرار هو البحث عن حكمة الله عن طريق الصلاة. عادة ما ندعو زوجي وأنا أبناءنا في كل مراحلهم العمرية للصلاة معنا بخصوص الأمور الكبيرة والصغيرة.  فمثلا حين نفكر في الانتقال من المدينة التي نعيش فيها، ندعو لتجمع عائلي للصلاة أولاً، ونناقش ثانيًا اختياراتنا وآراءنا.

كل طفل مدعو للصلاة بمفرده، وأن يطلب من الله الحكمة والتوجيه، ثم أن يشارك أفكاره التي تَوصَّل لها مع العائلة. يقول لنا أبناؤنا الكبار أنهم لايزالون يتبعون عادة البحث عن حكمة الله التي يحتاجون إليها في أي قرار يتخذونه (يعقوب ١: ٥).

النتيجة

اتخاذ قرارات كبيرة أمر ليس سهلاً، ولكن إن كان في استطاعتنا أن نعلِّم أبناءنا كيفية اتخاذ هذه القرارات وهم معنا في المنزل، ومع انخفاض عنصر المخاطرة، فإن قدراتهم على اتخاذ القرارات الصائبة ترتفع لاحقًا حين يكونون وحدهم. سوف يكونون مجهزين للتحديات والمسؤوليات في العالم الواقعي.


شاركت أرلين لورانس في تأليف كتاب " Parenting for the Launch: Raising teens to succeed in the real world" مع دينيس تريتين. وككاتبة ومحررة ومتحدثة في مجال قيادة الأبناء والعائلة، تقدم للآباء والمعلمين رؤية وبصيرة وحلولاً عملية لتربية "أبناء يستطيعون العي ش في العالم الواقعي"

From the Focus on the Family website at focusonthefamily.com.  © 2015 Arlyn Lawrence.  Used by permission

 

 

 

 

 

 

 

 التربية المقدسة بالطول