Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: جون بليز
للمزيد من هذه السلسلة:

١- قوة الأب                               ٢- قوة الحضور                        ٣- قوة المثابرة

٤- قوة إتاحة الفرصة                    ٥- قوة الإدراك                          ٦- قوة التوجيه


  بينما كنت أشاهد فيلمًا مع أبنائي، حدث ما كان متوقعًا: فتاة صغيرة جميلة تصطحب كلبًا، وأبٌ لا يعلم أن لديه ابنةً، ولكنه كان على وشك أن يحصل على فرصته لاستعادة ابنته. فضلاً عن بعض ألحان "ألفيس بريسلي" وبعض اللقطات التنافسية كمؤثرات درامية، وإذ بك تشعر بإحساس أنك تشاهد فيلمًا جيدًا يضرب على أوتار قلبك ويداعب روح المرح لديك  .

خلال الفيلم، يردد البطل عبارة "قوة الأب". وهي عبارة يكررها كثيرًا لتساعده على التركيز المستمر في دوره الذي اكتشفه حديثًا، وأصبحت هذه العبارة بالنسبة له أكثر من عبارة عادية، وإنما اعتقاد بأن الأب لديه قوة بأن يمنح أبناءه شيئًا لا يستطيع آخر أن يقدّمه لهم. وينجح الفيلم في طرح السؤال التالي: "هل يحتاج الأبناء حقًا إلى أب؟" الإجابة كانت واضحة: نعم، هناك قوة لا يستطيع أن يمنحها أحد إلى الأبناء سوى الأب.


في كل مرة أشاهد فيلمًا يؤكد، ولو من بعيد على، هذه الحقيقة، فإنني أشعر بالامتنان. كثير من وسائل الإعلام لا تعتقد أن الأب يمثل بالضرورة أي فائدة، وحتى وسائل الإعلام التي يظهر فيها الأب عادة ما تظهره كشخصية غريبة الأطوار. وهذا شيء محزن في الحقيقة. ووصمة عار في واقع الأمر.

 

إن النموذج الذي أسسه الله منذ البدء كالتالي: 

"لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدًا واحدًا." (تكوين ٢: ٢٤). يترك الرجل أباه وأمه ويتخذ زوجة، ويثمران ويكثران. يستفيد الأبناء من الأب والأم، لأن كل منهما يؤثر على جوانب مهمة ومختلفة من حياتهم. كان هذا هو النمط السائد والتصميم الإلهي. 

 

غير أنني أعتقد أن عبارة "قوة الأب" قد تثير بعض ردود الفعل السلبية لدى البعض. لأن كلمة قوة تُستخدم في الخير والشر. ولكن ليس لأن البعض يسيء فهم الحقيقة الكامنة وراء كلمة "قوة"، فهذا يعني ضرورة شطبها من اللغة. تشير دائمًا كلمة الله إلى أن الرجال – الآباء- يضيفون قوة إلى العلاقة مع الأبناء. الأم تهب الحياة، والأب يهب القوة. وستأتي أيام حين تمنح الأم القوة، وستأتي أيام حين يهب الأب الحياة. لكن التصميم الإلهي يقضي بأن يهب الأب القوة. والسؤال يبقى كالتالي: "كيف ستُستخدم هذه القوة؟" 

 

أرجو أن تساعدك هذه السلسة على التوقف والتأمل قليلاً.. أو ربما كثيرًا. إن وجود الأب يعني الكثير بالنسبة للأبناء. وأنت كأب ربما تقرأ هذه المقالات وتفكر في نفسك قائلاً: أبي لم يفعل أي شيء من هذا لي! ونتيجة لذلك، ربما تثير هذه المقالات بعض الذكريات المؤلمة. رجاءً تذكر إنه إذا لم نسعَ للشفاء من جروحنا، فإننا سننقلها إلى آخرين- وغالبًا سننقلها إلى أبنائنا وبناتنا. 

أن محبة أبينا السماوي تقدر أن تشفي أي جُرح وتحوله إلى نقطة قوة وخبرة مؤثرة وفعالة. أيها الآباء، لقد أعطانا الرب فرصة ثانية- وربما فرص كثيرة لنستعيد ما تهدم في علاقتنا بأبنائنا. ربما لا تتمثل هذه الفرص في الكوميديا المعلبة أو الدراما السينمائية لهوليود، ولكن تتمثل في قوة أب مستعادة قد تصنع فرقًا في حياة صبي صغير أو فتاة صغيرة.


Originally appeared on the Focus on the Family website. Copyright ©2008, John Blase.  Used by permission

 

 

 

 

 

 

 

قصة الرب يسوع في كل الكتاب المقدس بالطول