Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: چيل سافيدچ

 

كنت أضع اللمسات الأخيرة على قطع البطاطا عندما أدركت أن الچيلي الذي أعددته لم يجمد وقالب الحلوى الذي جهزته لم يكن يرتفع، وابني الأصغر في حالة انهيار عاطفي. ثم اتصل بي زوجي ليعرّفني أنه سيرجع متأخرًا إلى البيت. وخطتي لأمسية مثالية تنهار أمام عينيّ.

 

كثيرون منّا يشتاقون لتكوين عائلة «مثالية»، ولكن كثيرًا جدًا نسقط من فوق منصة توقعاتنا. نحن نشتاق للهدوء، ولكن الأطفال صاخبون بطبيعتهم. نرغب في بيت مرتب، ولكن الحياة العائلية حتميًا تؤدي إلى الكركبة.

 

كثيرًا جدًا نساعد أزواجنا وعائلاتنا وأنفسنا على الفشل. لدينا صورة خيالية في ذهننا عن كيف سيسير يومنا أو مناسبة ما. وعندما لا تتحقق توقعاتنا، نشعر بالإحباط واليأس وربما الغضب أيضًا.

 

النزوع إلى الكمال ليس أمرًا صحيًّا لنا ولعلاقاتنا. ويؤدي إلى الخلافات. ويثير روح الإدانة. ويجعلنا نقارن بين ما في تصوراتنا الداخلية والتصرفات الخارجية للأشخاص .

 

عندما نتوقع من أطفالنا الكمال، فأنتِ تكونين أمًا مسيطرة. عندما نتوقع من أزواجنا الكمال، فأنتِ تصبحين زوجة ناقدة. عندما نتوقع من أنفسنا الكمال، فنحن ندين أنفسنا على إخفاقاتنا، ونصبح ألد أعداء أنفسنا .

 

ومن ثَّم كيف نكسر القيود التي تفرضها علينا التوقعات غير الواقعية؟ كيف نتحرر من ضغوط المثالية؟ كل شيء يبدأ بالنعمة .

إن الله يرى أفضل ما فينا. ونعمته تحررنا من الصراع. إنها تقبل وتشفي. والأهم من ذلك إنها تساعدنا على تقديم هبة النعمة لبعضنا البعض .

 

الانتقال من خيبة الأمل إلى النعمة يحتاج إلى اثنين من التحولات الكبرى في طريقة تفكيرنا:

التحول الأول: نحتاج أن نحوّل تفكيرنا عمَنْ نظن أنه يسيطر على الأمور (نحن) إلى مَنْ يمسك حقًا بزمام الأمور (الله). عندما نثق أن الله يعرف ما يفعله، نتمتع أكثر بالمرونة، خاصة عندما تسير الأمور بعكس ما خططنا له .

 

التحول الآخر: اللحظة التي نجد فيها أنفسنا هي لحظة مهمة بنفس مقدار اللحظة التي خططنا لها. نحتاج أن نقبل «الواقع» بدلاً من الاستغراق في «ما كان يمكن أن نحققه». عندما نسمح لله بأن يقودنا، ونقبل اللحظات التي يمنحها لنا، تصبح قلوبنا شفوقة بنا وتتحلى بالمرونة .

 

إن الأم التي تملأ النعمة قلبها تواجه نقائص أبنائها بالحب. والزوجة التي تملأ النعمة قلبها تترك مساحة لزوجها ليخطئ بدون أن تستخدم أخطاءه ضده. والمرأة التي تملأ النعمة قلبها ترى نفسها من خلال عينيّ الله، وتقاوم الرغبة في جَلد نفسها عندما لا تحقق الصورة المثالية التي في مخيلتها. وبالابتعاد عن التوقعات اللاواقعية، فإننا نتحرر تدريجيًا من ضغط الرغبة في الكمال في كل شيء .

 

عندما أدركت توقعاتي غير الواقعية عن الأمسية المثالية، جلست مع أولادي نأكل وجبتنا غير المثالية. وعندما رجع زوجي إلى البيت بعد ساعة، تناول العشاء بينما كنا نجلس على المائدة نتحدث معًا. ثم استمتعنا سويًا بتناول الآيس كريم مع الأبناء (وهذا لم يكن جزءًا من خطتي)، وكانت الأمسية مملوءة بالضحك والحب والنعمة .


Jill Savage is the founder of Hearts at Home and author of eight books, including No More Perfect Moms

Originally appeared in the August/September 2013 issue of Thriving Family magazine. Copyright © 2013 Jill Savage. Used by permission

 

 

 

 

 

 

 

قصة الرب يسوع في كل الكتاب المقدس بالطول