Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 

إدمان الألعاب الإلكترونية

بقلم: "أوليفيا" و"كيرت برونر"

استيقظت إيملي في الثانية بعد منتصف الليل على أثر سماع ضوضاء بالطابق الأسفل من منزلها. وفي غضب نزعت عنها غطاءها، وتسللت بهدوء إلى خارج غرفتها نحو هذه الضوضاء الغامضة.

 

 وسرعان ما تحول ترقبها إلى غضب عندما اقتربت من الموسيقى الخافتة –ولكن المميزة- لأحد ألعاب الفيديو المفضلة لدى ابنها.. نفس اللعبة التي كانت تأمره مرارًا وتكرارًا بالتوقف عنها منذ ساعات قليلة فقط لكي يذهب إلى سريره وينام.

في تلك اللحظة لم تكن إيملي قادرة على تحديد هل تصرخ أم تبكي! هل ستفقد عقلها أم ستعود إلى رشدها! نزعت إيملي الجهاز من مصدر الكهرباء، ولملمت الأسلاك والأدوات، واتجهت إلى النافذة في الطابق الثاني، وقذفت هذه المعدات التي تقدَّر بمئات الدولارات في الشارع. وفي إحساس عظيم بالراحة سمعت الصوت العذب أثر تحطم هذه الأجهزة في الأسفل. وطمأنت نفسها قائلة: "ها قد ذهبت.. لا بد وأن المشكلة قد انتهت".

 

ربما يكون رد فعل إيملي متطرفًا بعض الشيء، ولكن مَنْ يعيشون مع طفل مدمن لألعاب الفيديو يتفهمون ذلك جيدًا. بعد ذلك بسنوات قالت إيملي أن قرارها بالتخلص من ألعاب الفيديو من منزلها كان له أهمية بالغة وممتدة تتمثل في حماية أبنائها من أحد أنواع الإدمان الذي يختطف أطفالاً لا حصر لهم بعيدًا عن الحياة الواقعية.

 

معركة خاسرة

يزداد عدد الآباء والأمهات الذين يشعرون بالقلق حول التعلق الشديد لأبنائهم بألعاب الفيديو. أمّا نحن فمثل كل الآباء والأمهات قد قاومنا شراء ألعاب الفيديو لأبنائها لبعض الوقت. ولكن عندما قدَّم لنا أحد أصدقائنا جهازًا قديمًا قبلناه بلا تردد- مع تصميمنا على تخصيص وقت قصير ليلعب به أبناؤنا، وبذلك يمثل جزءًا صغيرًا من أسلوب حياة يتسم بالتوازن.

 

ومع ذلك لم يمضَ  وقت طويل حتى لاحظنا أن أحد أبنائنا النشطاء ينجرف من الأنشطة العادية والمناسبة لمرحلة الطفولة إلى عالم الإنترنت. ظلت الألعاب التقليدية على الرف كما هي. كما قلت الأنشطة الخارجية، كذلك تغيّرت العلاقات مع الأصدقاء والعائلة، ولم يصبح لدينا سوى الحديث عن الألعاب أو النزاعات حول لماذا لا يلعبون مبارة واحدة إضافية.

 

وبدت المعركة حول تقليص أوقات اللعب خاسرة. وقبل أن نعلن استسلامنا، قررنا أن نبحث عن أحدث الدراسات والأبحاث عن ألعاب الفيديو. وفي البداية عرفنا أن أكثر من٢٠٪ من الأطفال في الولايات المتحدة مدمنون للكمبيوتر وألعاب الفيديو، الأمر الذي يؤدي إلى تفاعلات فسيولوجية داخل المخ مماثلة للتفاعلات التي تحدث جراء تعاطي المخدرات.

 

أظهرت الأبحاث أن المواد الكيميائية التي تفرز نتيجة ٣٠ دقيقة من التنافس في اللعب لها نفس قوة الأمفيتامينات. وفي النهاية تحدث عملية "التعود" مع إعادة لتشكيل كهرباء المخ وخلق اعتمادية فسيولوجية مماثلة لإدمان الكوكايين. في الواقع، في الآونة الأخيرة تم افتتاح أول مركز استشفاء لمدمني ألعاب الفيديو في هولندا.

 

تجنُّب الأخطاء الشائعة

بينما يحجب معظم الآباء والأمهات الواعيين ألعاب الفيديو عن أبنائهم لحمايتهم من المشاهد الجنسية ومشاهد العنف. إلا أن القلة منهم هم من يستوعبون ماذا يحدث لأبنائهم حتى تقع أرجلهم في فخ "المخدرات الالكترونية". ربما يكون لديهم شعور سيئ عن تأثير ألعاب الفيديو، ولكن ليس بمقدورهم العيش بدونها في ثقافة يستخدم فيها كل الأطفال هذا النوع من الترفيه.

 

ماذا يمكن للآباء والأمهات أن يفعلوا؟

في البداية يجب على الآباء والأمهات أن يطلعوا هم وأبناؤهم على الأبحاث المتعلقة بإدمان ألعاب الفيديو. ثم بعد ذلك يجب العمل على تجنب الأخطاء الشائعة التالية:

 

خطأ شائع رقم (١):  التعرض المبكر. كلما بدأ الطفل مبكرًا في استخدام ألعاب الفيديو، سرعان ما تعرض إلى الأشياء التي تقوده إلى إدمانها. الأطفال الذين اعتادوا على الوجبات السريعة يفقدون شهيتهم للطعام الصحي.

بنفس الطريقة يحتاج الأطفال أن يكتسبوا "تذوقًا" لنوعيات محددة من وسائل الترفيه. هؤلاء الذين يتعودون على أنماط من اللعب الطبيعي أكثر من اللعب الافتراضي أكثر احتمالية لأن يصبحوا مراهقين أكثر صحة وسعادة. أمّا هؤلاء الذين يتعرضون للعب لمدة طويلة -مما يرفع مستوى الدوبامين لديهم- غالبًا ما يصابون بالملل تجاه أي وسيلة ترفيهية أخرى.

 

خطأ شائع رقم (٢):  توفير أدوات اللعب. أربعة من كل خمسة أطفال أكثر من 8 سنوات يمتلكون جهاز ألعاب فيديو خاص بهم. ترتفع احتمالية إدمان ألعاب الفيديو زيادة ملحوظة عندما يمتلك ابنك/ ابنتك جهاز ألعاب الفيديو الخاص به. لأنه سيكون من الصعب حينئذٍ أن تتحكم في مقدار الوقت الذي يقضيه/ تقضيها في اللعب. ومثلما يكون الأمر في سائر أنواع السلوك الإدماني، فإن سهولة الوصول إلى المادة الإدمانية يجعل من الصعب تفادي السقوط في الفخ.

 

خطأ شائع رقم (٣):  استخدام ألعاب الفيديو كمكافأة. بينما تبدو فائدة تشجيع الأبناء لإكمال واجباتهم المدرسية وبعض المهام الأخرى جانبًا إيجابيًا من إدمان ألعاب الفيديو، فإن التبعات طويلة المدى تتجاوز بكثير أى مكاسب قصيرة الأجل. إن استخدام ألعاب الفيديو لتشجيع الأطفال يعزز من فكرة أن هذا العمل أو القراءة أو التعلَُم هو شر لابد منه أكثر منها أنشطة إيجابية ومفيدة. هناك مكافآت تشجيعية أخرى مثل الخروج معًا للتنزه أو تناول الآيس كريم، وهي وسائل أكثر فعالية وتتجنب الدخول في دائرة إدمان ألعاب الفيديو.

 

خطأ شائع رقم (٤):  السماح بمباراة واحدة إضافية. عندما يهم الآباء والأمهات نحو غلق جهاز ألعاب الفيديو، فإن معظم الأطفال نادرًا ما يطيعونهم من غير أن يحاولوا أن يمدوا مدة اللعب. ودائمًا ما يتجاوبون بالتماس مبارة واحدة إضافية حتى يُهزم الخصم العنيد! ونتيجة لذلك، وكثير من الآباء والأمهات ينتهون بالسماح لطفلهم باللعب لفترة أطول ممن كانوا ينوون السماح به.

قال أحد المدمنين السابقين لألعاب الفيديو: "إن قلت أنك تنوي تقليص المدة التي يقضيها ابنك/ ابنتك في استخدام ألعاب الفيديو، فمن الأفضل أن تسأل نفسك إذا كان بمقدورك أن تفعل هذا حقًا أم لا. إن الأطفال بارعون في مواصلة الضغط حتى يحصلون على وقت إضافي".

 

خطأ شائع رقم (٥):  تجاهلك لمخاوفك الداخلية. كثير من الآباء والأمهات يشعرون بمخاوف بشأن الوقت الذي يقضيه أبناؤهم في استخدام ألعاب الفيديو أو الحديث عنها. حيث يكون لديهم شعور داخلي طاغٍ يقول لهم أن السماح بأوقات طويلة أمام ألعاب الفيديو قد يكون له تبعات طويلة المدى، ولكنهم ينتقدون هذا الشعور بوصفه لا يتناسب مع العصر أو بوصفه أكثر تشددًا.

 

بالإضافة إلى أنهم يفضلون تجنب النزاع الحتمي الذي سينتج عندما تحظر استخدام ألعاب الفيديو في أوقات معينة فقط، أو إزالته بالكامل.

أنت مَنْ تعرف ابنك/ ابنتك أكثر من أي شخص آخر، ثق في المشاعر التي تساورك، وتدخل لمساعدة ابنك/ ابنتك لكي يحيا حياة مشبعة وطبيعية.


Taken from Focus On the Family Magazine. Copyright©2007, Olivia and Kurt Bruner. Used by permission

 

 

 

 

 

 

 

 

ابناونا الصبيان كيف نربيهم بالطول