السؤال:
بسبب انتقال وظيفي في عملي علينا أن نسافر كلنا كأسرة إلى بلد آخر. كيف يمكن للأبوين أن يساعدا أطفالهما على التأقلم مع الظروف الطارئة والجديدة، سواء كانت هذه الظروف الانتقالية لدواعي العمل أو الهجرة؟
الإجابة:
البداية هي أن يدرك الأب والأم أن المرحلة القادمة ستكون صعبة على الأطفال. ورد في مجلة "Parents magazine " أن "الأطفال في سن المشي يحزنون من أجل فقدانهم لحجرتهم ومنزلهم الذي كانوا يعيشون فيه، والأطفال في مرحلة المدرسة يحزنون من أجل فقدانهم لأصدقائهم ومدرستهم، أما المراهقون فبجانب حزنهم على جميع ما سبق غالبًا ما يشعرون بالغضب نحو والديهم بسبب التغير الكبير الخارج عن نطاق سيطرتهم." وفي ظل وجود كل هذا الحزن ينبغي أن يكون الآباء مستعدين لتقبل فكرة أن يحزن أبناؤهم لبعض الوقت؛ وبالتالي يتحلون بالصبر. في النهاية ستعود الحياة إلى طبيعتها مرة أخرى، لكن لا يجب أن نتوقع أن يحدث هذا بين ليلة وضحاها.
تقدِّم الكاتبة "سوزان ميللر" في كتابها "After the Boxes are Unpacked " ( أو "ما بعد نقل العزال") عدة مقترحات لمساعدة أبنائك على اجتياز المرحلة الانتقالية بأكبر قدر من السلاسة:
لا تستخف بحجم التغيرات التي يجتازونها، وأن تخبرهم أن "كل شيء سيكون على ما يرام" ليس بالضرورة الطريقة المثلى للتخفيف عن الضغوط في هذا الموقف.
شجعهم على التعبير عن مخاوفهم وما يثير قلقهم. وإذا كانوا في مرحلة عمرية مبكرة بحيث لا يستطيعون التعبير عن أفكارهم بالكلمات، يجب أن تساعدهم أنت على ذلك. وإذا كان أولادك في مرحلة المراهقة، اطلب منهم أن يعبِّروا عن مشاعرهم. دعهم يقودون الحديث، واحرص على أن تكون مستمعًا جيدًا لهم.
في جميع الأحوال لا تتجاهل مشاعر أبنائك؛ لأن ذلك سيزيد من شعورهم بالعزلة والإحباط.
لا تظن أنك يجب أن تتحمل كل اللوم، أو عليك أن تقدِّم مبررات لأبنائك عن الانتقال. وليس من المفترض أن تكون أنت من يحل كل مشاكلهم.
تذكر أنه من الطبيعي أن يمر بعض الأطفال بحالة مؤقتة من "النكوص" (أو الرجوع للوراء) في سلوكياتهم بعد هذا الانتقال. إذا كان لديك أطفال في مرحلة المدرسة، قد تلاحظ انخفاضًا في الدرجات الدراسية. فإذا حدث ذلك، لا تنزعج؛ بل أعطهم الوقت والمساحة الكافيين حتى يتأقلموا مع الوضع الجديد.
إذا حدث الانتقال خلال أشهر الصيف، من الهام جدًا أن تساعد أبناءك على إيجاد أنشطة اجتماعية في المكان الجديد قبل بداية العام الدراسي. ساعدهم أن ينضموا في أقرب فرصة ممكنة إلى مجموعة من أقرانهم في أنشطة مختلفة مثل الكورال، أو الأنشطة الرياضية، أو مراكز الشباب.
Copyright©2010, Focus on the Family. Used by permission
