Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 

Back to School Why Friendship is Important for Children

 

بقلم: داني ورتا

”تولد الصداقة في اللحظة التي يقول فيها شخص لآخر: ماذا! وأنت أيضًا؟ كنت أظن أنني الوحيد“ – سي إس لويس


 

لا أعرف هل تشاركونني نفس الشيء أم لا، لكني ما زلت أتذكر بوضوح شديد لعب الكرة مع الأصدقاء، والضحك، وألعاب الـﭬيديو، والأحلام، والذهاب إلى المعسكرات، ومشاركة اللحظات المؤلمة مع الأصدقاء خلال سنوات نشأتي. وبينما أقوم بدوري كأب، كان عليّ أن أصغي لابني وابنتي في محاولة لاستيعاب وفك شفرة تفاعلاتهما ومواقفهم مع أصدقائهما. الواقع أن الصداقات تتغيَّر بسرعة ويمكن أن تسبب للطفل تجربة عاطفية عنيفة. ولذلك بينما يعودون إلى المدرسة ويعيدون ترسيخ صداقاتهم، من الهام للغاية أن نوجههم كآباء وأمهات نحو عمل خيارات حكيمة فيما يتعلق باختيار الأصدقاء.

 

للصداقات تأثير مذهل على حياتنا، بعضها له تأثير إيجابي، والبعض الآخر له تأثير سلبي. الصداقات يمكن أن تحفزنا ويمكن أن تشتتنا. ابنتي قالت لي: ”بابا، لا أستطيع أن أمنع نفسي من الضحك في الفصل حين يبدأ أصدقائي في الضحك“. يوجد شيء يشبه العدوى في الصداقة. كأب ومشير شاهدت مدى التأثير المذهل للصداقات على أبنائي.

 

٥ أشياء مهمة للعودة إلى المدرسة

بينما يعود أطفالنا إلى المدرسة هذه الأيام، بعض الأطفال يتطلعون لرؤية أصدقائهم، والبعض الآخر يشعرون بالذعر خوفًا من الرفض. لقد فرض وباء كورونا بعض التحديات الجديدة أمام الحفاظ على الصداقات. ضع في اعتبارك أنك ربما تحتاج لنوع من الابتكار في توفير بعض أوقات التواصل التي يحتاجها ابنك/ ابنتك.

 

فيما يلي خمسة أسباب تجعل الصداقات أمرًا لا غنى في حياة أبنائك. ساعد طفلك على فهم أهمية الاختيار الجيد للأصدقاء. كنت أتحدث مؤخرًا مع أحد الشباب في بداية العشرينات من عمره وكان متورطًا بدرجة عميقة في المخدرات منذ بدايات مراهقته. وهو الآن في مرحلة استعادة شتات حياته. أخبرني هذا الشاب أن ما يقرب من عشرين من أصدقائه في السجن الآن. تحدثنا عن كيف يختار أصدقاءه. كان يصارع مع حقيقة أنه يحتاج إلى تعلُّم طرق سوية لبناء الصداقات. تمثل الحكمة أحد العوامل الأساسية عند اختيار الأصدقاء.

 

١- الصداقات تُرسِّخ المعتقدات

كيف أثَّرت صداقاتك عليك؟ كيف كنت تختار أصدقاءك؟ ما هي الصداقة السوية والصداقة غير السوية؟

المعتقدات هي قاطرة أفكارنا ومشاعرنا وأفعالنا. الصداقات لها تأثير عميق على ما نؤمن به عن أنفسنا والعالم من حولنا. يخبرنا الكتاب المقدس في سفر الأمثال ٢٢: ٢٤- ٢٥ «لاَ تَسْتَصْحِبْ غَضُوبًا، وَمَعَ رَجُل سَاخِطٍ لاَ تَجِيءْ، لِئَلاَّ تَأْلَفَ طُرُقَهُ، وَتَأْخُذَ شَرَكًا إِلَى نَفْسِكَ».

 

اقضِ بعض الوقت في التحدث عن كيف أثَّر الأصدقاء على معتقداتك وكيف أثَّر الأصدقاء على معتقدات أبنائك. أتذكر أنني كنت ألعب مباراة في كرة السلة تنظمها المدرسة، وعندما نظرت لأعلى رأيت بعض اللافتات التي صممها الأصدقاء من أجل المباراة. يا له من شيء جميل! لكن الشيء المذهل هو الاعتقاد الذي أضيف على القيمة التي كنت أنظر بها إلى المباراة. يستطيع الأصدقاء أن يزودونا بالوقود اللازم للفعل الداخلي والخارجي، لكن من الهام أن ندرك في أي اتجاه تسير الأمور (أمثال ٤: ٢٣).

 

من الهام أن تسأل نفسك: ”ما هي الرسائل التي يستقبلها طفلي من أقرانه؟ أين يصنع صداقاته؟ أي نوع من الصداقات يبني؟

 

٢- الصداقات تقودنا نحو النضوج

السبب الثاني لأهمية الصداقة أنها يمكن أن تقودنا نحو النضوج، وتنمية التواصل، وتطوير شخصياتنا. ومع ذلك على الجانب الآخر من العملة، يمكن أن تقودنا نحو تدمير أنفسنا، ونحو الألم النفسي، والتشتيتات، إذا لم نكون واعين بمَن نختارهم ليكونوا أصدقاءنا. الأصدقاء يؤثرون في أبنائنا من جهة ثلاثة احتياجات أساسية هي جزء من كياننا الداخلي.

 

ثلاثة احتياجات أساسية للصداقة

كل إنسان لديه ٣ احتياجات أساسية:

١- احتياج للشعور بالانتماء: اسأل: ”هل تشعر بأنك تنتمي لصديقك أم أنك تضطر للبحث عن شيء تفعله حتى تندمج مع أصدقائك؟“ بكلمات أخرى، ”هل تشعر بالقلق من نظرتهم لك؟ أم أنك تشعر بسلام عندما تتواجد معهم؟“

٢- احتياج للشعور بالقيمة: يمكنك أن تسأل: ”هل تشعر بالقيمة عندما تكون مع أصدقائك أم أنك تضطر لتفعل شيئًا لتشعر بالقيمة أثناء تواجدك معهم؟“ بكلمات أخرى، ”هل أصدقاؤك يجعلونك تشعر أنك شخص له قيمة بالنسبة لهم؟ أم أنك تضطر دائمًا للتخمين هل هم يهتمون بك أم لا؟“

٣-احتياج للشعور بالكفاءة: يمكنك أن تسأل: ”هل أصدقاؤك يحفزونك ويشجعونك، أم أنهم يحبطونك بشكل مستمر؟“ بكلمات أخرى، ”ما هي الرسائل التي يحاولون إقناعك بها عن نفسك عندما تقومون سويًا بشيء ما، أو تجربون أشياء جديدة تحتاج إلى التحدي؟“

هذه الجوانب الثلاثة تساعد الطفل على فهم نفسه، وتشكل أساسًا لهُويتهم وشخصيتهم.

 

بعض الأطفال قد يظنون أن التمرد أو تأكيد الاستقلالية يعني النضوج. ومع ذلك قد يعني ذلك ببساطة أنهم غير سعداء أو غاضبين أو محبطين. اسأل طفلك، ماذا ترى في هذا الصديق أو هؤلاء الأصدقاء؟ ماذا تحب فيهم أو في التواجد معهم؟ بأي شكل يساهمون في حياتك وكيف تساهم أنت في حياتهم؟

 

٣- الصداقات تمنح فرصة لاكتساب مهارات المساهمة بدلاً من مهارات الاستهلاك.

كل علاقة بها قدر من العطاء والأخذ. أحد الأسباب التي تجعل الصداقة مهمة أن أطفالنا في هذه الصداقات يمكن أن يساهموا في نضوج أصدقائهم وتشجيعهم. منذ البدء دعانا الله لنكون مساهمين في قصة الملكوت والتي تتضمن المساهمة ”لبعضنا البعض“.

تعلمنا رسالة تسالونيكي الأولى: «لِذلِكَ عَزُّوا (شجعوا) بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَابْنُوا أَحَدُكُمُ الآخَرَ، كَمَا تَفْعَلُونَ أَيْضًا» (تسالونيكي الأولى ٥: ١١). إن تعليم أطفالنا ليكونوا مساهمين في صداقاتهم -بمعنى أن يساعدوا بعضهم البعض في أوقات الاحتياج- يمكن أن يساعدهم على تشكيل أساسات صلبة للصداقات والعلاقات في مرحلة لاحقة من حياتهم.

 

ساعد أبناءك في هذا العام الدراسي ليكونوا أصدقاء مساهمين بدلاً من أصدقاء مستهلكين. علمهم أن يصيروا واعين بتأثير أصدقائهم عليهم وكيف يؤثرون هم على أصدقائهم من حولهم. وللأطفال الأكبر سنًا، ساعدهم على وضع رؤية ليكونوا مساهمين في حياة الناس بدلاً من أن يكونوا مستهلكين؛ فهم لديهم المقدرة ليتركوا أثرًا إيجابيًا مذهلاً على الآخرين، ولديهم المقدرة أيضًا أن يؤثروا سلبيًا عليهم. أما بالنسبة للأطفال الأصغر سنًا، قدِّم لهم أمثلة وفرصًا ليكونوا مساهمين وليس مستهلكين، في البيت، وخلال وقت لعبهم مع أطفال آخرين.

 

٤- الصداقات يمكن أن تشجع مسيرتنا مع المسيح

هل كان لك صديق صالح كان أقرب إليك من أخيك، وكان يشجعك على التمتع بعلاقة عميقة مع الرب يسوع؟ الأطفال يميلون بشكل خاص إلى محاكاة الأشخاص الذين يقضون معهم الوقت. إذا كان أطفالك يقضون الوقت مع أصدقاء يؤمنون بالرب، على الأرجح سيبدأون في النضوج في علاقتهم مع المسيح. في المقابل إذا لم يكن أصدقاؤهم تلاميذ للمسيح، ربما يؤثرون على أبنائنا ويشجعونهم على ارتكاب الأخطاء والتفكير بشكل خاطئ.

تخبرنا رسالة أفسس: «لاَ يَغُرَّكُمْ أَحَدٌ بِكَلاَمٍ بَاطِل، لأَنَّهُ بِسَبَبِ هذِهِ الأُمُورِ يَأْتِي غَضَبُ اللهِ عَلَى أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ. فَلاَ تَكُونُوا شُرَكَاءَهُمْ» (أفسس ٥: ٦- ٧). كآباء وأمهات نحتاج إلى تشجيع أبنائنا حتى يصنعوا صداقات قوية مع أقران لهم حياة روحية جادة مع المسيح. احرص على أن تسأل أبناءك: ”هل أصدقاؤك يساهمون إيجابيًا في بناء علاقتك بالمسيح؟ أم أنهم يبعدونك عنه؟“

 

٥- الصداقات يمكن أن تمهد الطريق لعلاقات وطيدة في سن الرشد  

إن نظرة أطفالنا للعالم من حولهم تبدأ بالتعلُّق في سن الرضاعة. المولودون حديثًا يتعلقون بوالديهم للبقاء على قيد الحياة. هذا التعلق الصحي يساعدهم على النمو والنضوج بطرق إيجابية. فإذا اختل هذا التعلق مع الوالدين، تزيد احتمالية حدوث أحداث سلبية لاحقًا في حياتهم.

بينما ينمو الرضع يبدأ تعلقهم في التحول من والديهم إلى أصدقائهم. وبالتالي بنفس قدر الرابطة مع الوالدين، فإن التعلق السوي بالأصدقاء يساعد أطفالنا على النضوج. مثل هذه التعلقات أيضًا سيكون لها تأثير على كل العلاقات الأخرى، بما في ذلك العلاقة مع شريك الحياة المستقبلي. إذا لم ينجح الأبناء في بناء صداقات سوية في سنوات حياتهم المبكرة، تزيد لديهم بدرجة كبيرة احتمالات حدوث مشكلات علاقاتية في حياتهم لاحقًا.

 

قائمة صُناع العمل

في نهاية كل فيلم تظهر قائمة صُناع العمل مصحوبة بالشكر والامتنان لكل الأفراد الذين ساهموا في صناعة الفيلم. لو كانت حياتنا أو حياة أبنائنا بمثابة فيلم -مَن سيظهر في قائمة صناع العمل (حياتنا)؟ أي الأشخاص ساهموا في نضوجنا ونجاحنا؟ مَن ساعدنا على الاقتراب أكثر من الرب؟

 

لنقم بهذا النشاط: دعنا نكتب قائمة بصُناع العمل! أولاً، اطلب من طفلك أن يمسك ورقة وقلم رصاص أو ألوان. ثم ارسم خطين أفقيًا بعرض الورقة وبذلك تنقسم إلى ٣ أقسام. ثم ارسم خطًا في منتصف الورقة لتقسمها إلى نصفين. بذلك تكون قد رسمت ٦ مربعات في الورقة.

 

في المربع الأول ناحية اليمين، اكتب (المساهمون أو المستثمرون)، وفي المربع الأول ناحية اليسار اكتب (المستهلكون). في المربع الأوسط جهة اليمين اكتب (المشجعون)، ثم في المربع الأوسط جهة اليسار اكتب (المحبطون). أخيرًا اكتب في المربع الأسفل جهة اليمين اكتب (المؤثرون)، وفي المربع الأسفل جهة اليسار (المشتتون).

 

ثم اطلب من طفلك أن يكتب أسماء أصدقائه في كل مربع. ثم تحدث عن هذه القائمة من الأسماء لتساعدهم على الوعي بمدى تأثير أصدقائهم عليهم. يمكنك أن تشارك بقائمتك الشخصية لتبيِّن لهم كيف لعبت كل صداقة دورًا في حياتك وماذا تعلمت منها.

 

هذه الورقة ستساعدك في قيادة المناقشة عن أي الصداقات قد تكون هي الأفضل بالنسبة لطفلك ويمكن أن يستمر فيها، وأي الصداقات التي ربما يحتاج فيها لرسم المزيد من الحدود، وربما يجب أن تنتهي بعض الصداقات الأخرى بينما يواصل طفلك نموه ونضوجه وتنمية مهاراته وتحقيق أحلامه ومسؤولياته وبناء علاقات جديدة. مناقشة هذا الأمر مع أبنائك يمكن أن يساعدهم على اتخاذ قرارات حكيمة بينما يتعلمون الأسباب التي تجعل الصداقة أمرًا هامًا.

 

أسئلة للنقاش:

فيما يلي بعض الأسئلة للبدء في النقاش:

  • إلى أي مدى يؤثر أصدقاؤك على نظرتك لنفسك وهُويتك؟
  • إلى أي مدى تعتبر آراء أصدقائك مهمة؟
  • ما معنى أن تكون صديقًا؟
  • كيف تساهم في حياة أصدقائك؟
  • هل صداقاتك تزيد من علاقتك بالمسيح، أم تبعدك عنه؟
  • مَن هم الأصدقاء أصحاب التأثير الإيجابي عليك؟ ومَن هم الأصدقاء أصحاب التأثير السلبي عليك؟
  • لماذا تعتبر الصداقة مهمة بالنسبة لك؟

إذا أردت أن تتعلم أكثر عن أهمية الصداقة لنضوج الأبناء، أنا أناقش هذا الموضوع في كتابي الجديد ”٧ سمات للتربية الفعالة“. الوعي بهذا الجانب من حياة طفلك يمكن أن يساعدهم بشكل ملحوظ خاصة مع عودة المدراس هذه الأيام.

 

© 2022 Focus on the Family. All rights reserved. Used with permission. Originally published at focusonthefamily.com.

 

 

 

 

 

 

 

 

ابناونا الصبيان كيف نربيهم بالطول