Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: كونستانس رودز


صرت مفتونة بجسدي منذ كنت في السابعة عشرة. قبل ذلك لم يكن يقلقني وزني على الإطلاق، ولكن حين زاد وزني ٧ كيلوجرامات، شعرت بأنني صرتُ قبيحة. كنت أريد أن أتخفى من الجميع حتى أفقد هذا الوزن الزائد، وأستعيد "نفسي". هذه النظرة المتدنية لجسدي جعلتني أدخل في حلقة خطيرة من اضطراب الشهية القهري.

 

قصتي ليست فريدة من نوعها. يعاني المراهقون كثيرًا من النظرة المتدنية لأجسادهم– وهي نظرة سلبية مستمرة عن ملامحهم الجسدية. لماذا؟ لأنهم يُهاجمون يوميًا من الإعلام وأصدقائهم وشبكات التواصل الاجتماعي برسائل تربط بين قيمة الذات بشكل الجسد. وتصديق هذه الأكاذيب يمكن أن يؤدي إلى اتباع حمية غذائية بشكل دائم، أو الإفراط في الأكل، أو الإفراط في التدريبات الرياضية، أو الإيذاء الذاتي، أو اضطرابات غذائية كثيرة ، التي يمكنها أن تصيب الحياة بالخلل، وفي بعض الحالات قد تقضي على الحياة بأكملها. الأخبار السارة تقول إنه في حالات كثيرة يمكننا كآباء وأمهات أن نساعد أبنائنا المراهقين على اكتساب نظرة إيجابية وسوّية عن أجسادهم.

تحدّث واستمع لابنك/ ابنتك المراهق

انتبه لما تقوله ابنتك المراهقة. حتى التعليقات البسيطة تعكس كيف ترى ذاتها. وعندما تمسك بصورة ما، تحدّث معها عن كيف تكون الصوة الذاتية السوية، واسألها عن رأيها في هذه المسألة. وإذا قالت: "أتمنى أن أفقد ٧ كيلوجرامات من وزني"، اسألها عن ماذا ستشعر لو حدث ذلك؟ وكيف يمكن أن يؤثر هذا أو يغيِّر في نظرتها لنفسها؟ وماذا لو لم تفقد هذه الكيلوجرامات؟ هل سيظل لديها نظرة إيجابية تجاه نفسها؟ ثم اصغِ إليها وهي تشرح الأسباب وراء إجاباتها على هذه الأسئلة. وإذا وجدت ابنتك صعوبة في المصارحة بما يساورها، تحدّث معها عن شيء كنت أنت نفسك تصارع معه، وكنت تسأل الله لماذا خلقك هكذا؟ وادعوها لتشاركك بما يدور في عقلها. اختم حواراتك معها بأن تطلب من الله أن يعلن الحق لكما، وأن يحمي قلبيكما، ويقوي تواصلكما حتى تحاربا هذه المعركة سويًا.

استبدل الأكاذيب بالحق

جزء كبير من اكتساب نظرة إيجابية عن الجسد يحدث نتيجة استخدام الحق الكتابي في تذكير ابنتك المراهقة بمحبة الله وقبوله غير المشروطين. لأن النظرة السلبية للمراهقين عن ملامحهم الخارجية كثيرًا ما تستمد وقودها من المعتقدات الخاطئة عن هويتهم وقيمتهم الذاتية. هذا يعني أن التعامل مع الصورة الذاتية هي مسألة تبدأ من الداخل – من خلال عمل عميق على "مستوى القلب" يحتاج إلى معونة الله. ومثل كل المسائل التي تحدد ملامح الحياة، فإن الصورة السلبية عن الجسد تتغذى على الأكاذيب. وبالتالي بينما تتحدث مع ابنتك المراهقة، فلتساعدها على إدراك هذه الأكاذيب ومقاومتها بالحق الإلهي.

إحدى هذه الأكاذيب السائدة هي أننا لابد أن نظهر بطريقة معينة لكي نكون محبوبين. الحق يقول إن الله خلقنا متفردين، وتقديره لنا لا يتغير بناءً على ملامحنا أو مقاس ملابسنا (انظر صموئيل الأول ١٦: ٧). بينما تؤكد على هذه الفكرة بين أفراد عائلتك، فإن التشجيع سيساعد ابنتك المراهقة على تجنب بعض الآثار الهدامة للتركيز غير الصحيح على الملامح الجسدية الخارجية.

 

أكذوبة أخرى يجب مقاومتها تتمثل في أن الظهور بمظهر جيد يؤدي إلى الشعور بالسعادة. هذه الأكذوبة يسهل فضحها بإظهار أن بعض المشاهير الذين تنظر إليهم ابنتك كمثل أعلى، ولديهم جمال خارجي مُقدَّر من الغالبية، ولكنهم يدورون في دائرة مفرغة بحثًا عن السعادة. في النهاية ما نبدو عليه من الخارج لن يجعلنا نختبر قيمتنا من الداخل.

 

تقول رسالة أفسس فيما معناه "إننا في المسيح نكتشف هُويتنا الحقيقية وهدف حياتنا" (انظر أفسس ١: ١١). وبينما تعلِّي ثقافتنا من قيمة الجمال الخارجي فوق قيمة الشخصية، فإن الله يريد أن يساعد المراهقين على التركيز على الشفقة واللطف والتواضع والوداعة والصبر- وكلها من سمات الشخصية القوية (انظر كولوسي٣: ١٢).

جَسِّد الحق بقدوتك

إن تشجيع ابنتك المراهقة لاستكشاف قيمتها من المنظور الكتابي هو شيء قيّم للغاية، ولكن سماع الحق لا يغيِّر الحياة بقدر رؤية هذا الحق مُفعَّلاً ومتجسِّدًا. وبينما نجاهد لنجسِّد صورة صحيحة عن جسدنا، لابد أن نطلب من الله أن يكشف لنا كيف نكرر- دون أن ندري- الأكاذيب التي تسود ثقافتنا بطريقة أو بأخرى. على سبيل المثال إطلاق تعليقات سلبية على أجسادنا أو أجساد الآخرين. من الطرق الأخرى لتجسيد صورة سويّة على أجسادنا: الامتناع عن التحدث سلبيًا عن جسدنا أو أجساد الآخرين، مع مراقبة تأثير الميديا، ومناقشة ما نراه ونسمعه، والتقدير والثناء على التفرد الذي منحه الله لأبنائنا المراهقين. هذا سيفيد إلى حدٍّ بعيد في مساعدة أبنائنا المراهقين على اكتساب صورة ذاتية إيجابية – تبدأ من الداخل.


Originally appeared in the March/ April 2014 issue of Thriving Family magazine. Copyright © 2014 Constance Rhodes. Used by permission.

 

 

 

 

 

 

 

 

بناتنا الصبايا كيف نربيهن بالطول