Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: ميجان كوكس جوردون


نفرح عندما نجد مراهقًا يقرأ، ولكن هل يهم ما يقرأه؟ في رأيي، الإجابة نعم. في مرحلة البلوغ يبدأ الفرد بجدية وبشكل مكثف في ترتيب أثاث عقله، وخلق مساحات وغرف تنتقل فيها أفكاره في سنوات نضوجه حتى سن الرشد. وبالتالي ما يقرأه سيحدد هل سيصبح عقله مكانًا مملوءًا بأشياء جديدة، وشخصيات مشرقة، وأفكار مختبرة ومتطورة؛ أم سيصبح مكانًا مملوءًا بأشياء رخيصة، ومبتذلة، وقبيحة، وذات جودة متدنية!

قد يبدو أن هناك الكثير لنفكر فيه عن نوعية الكتب وعن المراهقين، لكن الأمر ليس كذلك.. الأمر الجوهري يتمثل في تنمية قدرتهم المتنامية على التمييز والتذوُّق بأنفسهم.

 

كثير من الآباء والأمهات يعتقدون أن أهم شيء هو إبعاد المراهقين عن القصص البذيئة التي قد تجعلهم يتصرفون بفظاظة، أو قد تملأ عقولهم بالبؤس والعذاب أو صور بشعة قد يصعب إزالتها فيما بعد. (هذا شيء يستحق العمل عليه؛ فلا يوجد شاب أو شابة من المراهقين يريد أن يضع هذا الأثاث في عقله.) ومع ذلك عند إصدار أحكام عن الكتب التي يقرأها أبناؤنا المراهقون، لابد أن نراعي إظهار الاحترام لكل من الطبيعة الفضولية للإنسان ونوعية الكتب نفسها.

 

الحقيقة أنه حتى المراهقين الجيدين واللطفاء سينجذبون إلى قدر ما من الأشياء الشاذة والغريبة. الفضول الساذج جزء من الحالة الإنسانية: جميعنا نبطئ في سياراتنا لمشاهدة الحوادث على الطرق. ومن ثَمَّ  ليس من الحماقة فقط، بل ومن الظلم، أن نتوقع من المراهقين أن يكونوا أكثر نقاءً في نزواتهم عنا نحن البالغين. كذلك من المهم أن نتذكر أن القصص الخالية من الصراع، والتي لا تحتوي على قدر من الغموض والإزعاج، لا يمكن أن نسميها قصصًا بمعناها الحقيقي.

 

بالطبع يختلف كل مراهق عن الآخر، ويعرف الآباء والأمهات مستوى الثقة التي بناها الشاب المراهق مع والديه.. لكن عندما تقول لمراهق ببساطة أن هذا الشيء فاسد ومنحط ولا يجب قراءته، فهذا يوحي بأنك لا تثق فيه، وأن الكبار الذين يحبونه يظنون أنه لا يتمتع بالحكمة والتعقل الكافيين ليتحمل تأثير مجرد كتاب به محتوى مُنفر أو تافه، وأن الكتاب سيترك أثرًا لن يمكن إصلاحه. لا يتعلق الأمر بتحمُّلهم أو تعايشهم، وإنما الهدف هو ازدهارهم ونجاحهم. لذا، باستثناء الحالات التي فيها يُظهر المراهقون أنه لا يمكن الثقة فيما يقرأونه بسبب رغبتهم في تجاوز الحدود أو السير وفق ضغط أقرانه، يبقى السؤال الحقيقي له أو لها: ما الذي يجب أن يزعجه أو يزعجها؟

إن عبارة "بمقدروك أن تختار أفضل من هذا"، عندما تُقال باحترام لأسلوب تفكير المراهق واستقامته، تكون أكثر إقناعًا من السخرية والإدانة. الأمر يرتبط بالفرصة، وباختيار الكتب التي تستحق وقت المراهق واهتمامه، ومكانًا بين أثاث عقله.  

 

من الجيد أن نُظهر للمراهقين أننا نهتم بصدق بنضوج عقلهم وخيالهم، وأننا نثق أنهم يريدون الأفضل لأنفسهم، إلا إذا أظهروا عكس ذلك. إذا ساعدنا أولادنا أثناء المراهقة على اكتساب الميل نحو الجمال والرُّقي وتذوق الكتابة الجيدة، فهذا سيمثل سندًا قويًا لهم خلال سنوات حياتهم الطويلة القادمة بينما يقرأون كل ما يحلو لهم.. كما نفعل نحن.  


Wall Street Journal تعمل ميجان كوكس جوردون في مراجعة كتب الأطفال لجريدة 

From the Thriving Family website at thrivingfamily.com.  ©2014, Meghan Cox Gurdon.  Used by permission.

 

 

 

 

 

 

 

 

بناتنا الصبايا كيف نربيهن بالطول