Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: جاري سمالي، وجريج سمالي

للمزيد من هذه السلسلة:

١- الخلافات مع أبنائك المراهقين             ٢- التواصل الفعال مع أبنائك المراهقين

٣- أساليب غير صحية للنقاش               ٤- الطريقة الصحيحية للتواصل أثناء الخلافات

٥- أفضل الحلول لأي خلاف                  ٦- قرارات صائبة أثناء الخلافات

٧- عندما تعجز عن حل الخلاف



التواصل الجيد لا غنى عنه خلال الخلافات. عندما سألنا ٥ آلاف شخص ما الشيء الذي كانوا يتمنون من والديهم أن يفعلوه بشكل مختلف أثناء أوقات الخلافات، أجابوا بهذه الإجابات الثلاث:

        ١- تمنوا لو أن والديهم استمعوا لهم أكثر. 

        ٢- تمنوا لو تحدثوا أكثر عن مشاعرهم. 

        ٣- تمنوا لو تحدثوا مع والديهم أكثر.

 

من اللافت أن هذه الإجابات الثلاثة تتضمن جوانب من عملية التواصل. وكما تشير القائمة السابقة، فإن التواصل الجيد أثناء الخلافات يبدأ بالإصغاء وليس بالبحث عن الحلول. يميل الرجال بالأخص إلى عدم التركيز فيما يقوله أحباؤهم، ويركزون بدلاً من ذلك على محاولة حل المشكلات نفسها. لهذا السبب نريد أن نؤكد هنا أننا نحتاج أن نصغي أولاً، ثم نبحث عن طرق لحل النزاع. ولذلك أيضًا سنناقش فيما بعد أساليب البحث عن حلول.

 

التواصل العاطفي: اصغِ بقلبك 

هل تحب أن تعرف خرافة كريهة تمنع الكثيرين من اختبار الفوائد الهائلة للتواصل الفعّال؟ في مرحلة ما، أصبح الكثيرون يعتقدون أن التواصل الحقيقي يحدث عندما يفهمون كلمات الآخر. وهم يساوون بين التواصل الفعّال بقدرتهم على إعادة ترديد الكلمات والعبارات التي يسمعونها بشكل دقيق. 

 

ولكن في واقع الأمر يمثل التواصل الجيد ما هو أكثر من ذلك. لا يحدث التواصل الحقيقي في المعتاد إلا عندما يفهم كل طرف المشاعر التي تختفي وراء الكلمات المنطوقة. غالبًا يشعر الناس بأن هناك مَنْ يفهمهم، ويعتني بهم، ويتواصل معهم، عندما يتركز التواصل أولاً على العواطف والمشاعر بدلاً من التركيز على الكلمات والأفكار. 

 

لنتأمل سحر هذا التواصل الفعّال. لابد أن يتجاوز هدفنا فهم الكلمات المنطوقة إلى استيعاب المشاعر التي تختبئ وراء الكلمات. من الهام أكثر أن تكتشف وتخاطب المشاعر المستترة وراء الموقف أكثر من إعادة ترديد الكلمات التي تسمعها. اسأل نفسك: "ماهي الأسباب العاطفية لهذه الكلمات؟"، وليس مجرد: "ما هي الكلمات التي سمعتها بالضبط؟". 

لنفترض أن أحد المراهقات تقول: "أنا أكره مدرستي. الجميع يتجاهلونني، أريد أن ألتحق بمدرسة أخرى". 

 

ماذا تعني الفتاة المراهقة بهذا الكلام؟ تأمل بعمق ما قالته. لم تستخدم أية كلمات تعبِّر عن المشاعر، وإنما كلمات تعبّر عن الأفكار فقط. وبالتالي ستفقد الهدف تمامًا إذا قمت بالرد عليها هكذا: "وبالتالي ما تقولينه هو أنكِ لا تريدين أن تذهبي إلى المدرسة مجددًا، وتفضلين الذهاب إلى مدرسة أخرى". لقد عكست لها بدقة الكلمات التي قالتها للتو، ولكنك مازلت بعيدًا تمامًا عن ما يشغلها ويساورها من الداخل – أنت لم تتجاوز "الرأس"، ونريدك أن تصل إلى "القلب". 

 

ولكن ماذا لو أصغيت للمشاعر التي تختفي وراء الكلمات من خلال الإصغاء بقلبك؟ 

ماذا لو قلت مثلاً: "هل تقولين هذا لأنكِ تشعرين بالتجاهل من معلميك والتلاميذ الآخرين، وتشعرين أنكِ غير مهمة؟" عظيم! في هذه المرة أنت "أصبت الهدف". بهذه الطريقة أنت أصغيت لما هو وراء كلمات ابنتك المراهقة، واصغيت إلى مشاعرها، وإلى ما يشغلها فعلاً وتواصلت مع الرسالة القلبية: خوفها من تجاهل الآخرين. 

 

كثير منا (خاصة الرجال) يصارعون مع هذه المهارة. يميل الرجال إلى التفكير بشكل خطي. اختصر المناورة، اذهب إلى الخلاصة والهدف مباشرة. نحن نريد أن نكتشف كيف "نصلح" الأمر. ولكن بدون الإصغاء إلى المشاعر والتجاوب معها، فمهما حاولت بكل أساليب حل المشكلات في العالم لن تصل إلى المشكلة الحقيقية. 

 

يتلخص التواصل الفعّال في الإصغاء والتحدث بقلبك. عندما يشعر الناس أن هناك مَنْ يفهم مشاعرهم، فهم يشعرون بالاهتمام. هذا شيء يختلف تمامًا عن الإصغاء لشخص ما بالأذن فقط، بمعنى مجرد البحث في محتوى كلماته، بدون الاهتمام بمشاعره. إن هدف التواصل الجيد هو فهم الرسالة العاطفية للمتحدث. لابد أن تسأل نفسك، بماذا يشعر هذا الشخص. 


Taken from The DNA of Parent-Teen Relationships: Discover the Key to Your Teen’s Heart, a Focus on the Family book published by Tyndale House Publishers, Inc. © 1998, 2005, Gary Smalley and Greg Smalley. Used by permission

 

 

 

 

 

 

 

 

بناتنا الصبايا كيف نربيهن بالطول