Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: شونتي فيلدان

فزعت "أليس" عندما عادت ابنتها من المدرسة وألقت بحقيبتها في غرفة نومها وبدأت في البكاء الشديد على سريرها. الفتيان والفتيات في نهاية المرحلة الإبتدائية يمكن أن يكونوا في منتهى القسوة.

 

دخلت "أليس" إليها، ثم قالت ابنتها وهي تبكي بشدة:"لا تجعليني أذهب إلى المدرسة مرة أخرى. الجميع يكرهونني!"

حضنت "أليس" ابنتها بقوة: "إنهم لا يكرهونكِ يا حبيبتي"

واصلت الفتاة البكاء الشديد قائلة: "لكن ليس لديّ أي أصدقاء"

أجابت الأم: "من المؤكد لديكِ أصدقاء. ديبي كانت هنا منذ يومين!"

تنهدت الفتاة وقالت: "نعم، ديبي". ثم نظرت يائسة إلى أمها وسألتها: "ومَنْ أيضًا؟"

شعرت "أليس" بعدم الارتياح: "حسنًا.. ماذا عن إنجي؟"

بدأت الفتاة تبكي ثانية بعد أن قالت: "إنجي لم تتحدث معي منذ شهور يا ماما. وكذلك باتي ولارا، وكل الأطفال في اجتماع الصغار يختلقون أعذارًا ليتجنبوا دعوتي إليهم. ليس لديّ أي أصدقاء!"

 

حضنتها "أليس" مرة أخرى، وكانت حائرة وتتساءل ماذا يمكن أن تقول لها. كانت ابنتها على حق- كانت طفلة لا يحبها أحد. كيف يمكن أن تساعد ابنتها على اكتساب أصدقاء؟ لقد كانت فتاة لطيفة لكنها لم تفهم أنها تبعد الآخرين عنها لأنها كانت تتكلّم أكثر من اللازم، وكانت حساسة أكثر من اللازم، ولا تعرف كيف تتعامل مع الآخرين بطريقة مناسبة.

 

فهمت "أليس" أن الطريقة الوحيدة لمساعدة ابنتها على اكتساب الأصدقاء هي أن تعلِّمها كيف تصبح هي صديقة جيدة. لذا بدأت من هنا استثمار جهودها.

وتعلمت الفتاة في النهاية كيف تصبح صديقة جيدة، وعندما كبرت كان لها أصدقاء كثيرين رائعين.

كيف عرفت ذلك؟ كنتُ أنا هذه الفتاة الصغيرة.

بمرور الوقت تعلّمتُ مبادئ غيّرت حياتي ولا تزال تساعدني على بناء صداقات حتى اليوم. فيما يلي 3 عادات أساسية يمكن أن تعلِّمها لأبنائك لتساعدهم على الازدهار خلال السنوات الحرجة التي يتعلَّمون فيها عن الصداقة.

العادة# ١ عن الصداقة:

اسأل الآخرين عن أنفسهم

أحد أهم الحقائق التي تعلمتها عن الصداقة وفتحت عينيّ على أمور كثيرة هي: لكي تكون صديقًا جيدًا، لا تحكي عن نفسك كثيرًا بل اسألهم عن أنفسهم. قبل أن أعرف هذا، كلما تحدث معي أحدهم قلت له "وأنا أيضًا" في محاولة مستميتة لأقول أنا مثلكم. لكني تعلَّمت أنه حين تسألين: "ماذا تفعل عائلتكِ في الإجازة الصيفية؟" وتشجعي طفلة أخرى للتحدث عن نفسها، فإنها ربما تظن أنكِ شخص لطيف.

 

يبدو من المريح التواجد حول الأطفال عندما يتوقفون عن الحديث عن أنفسهم (إلا إذا طُلب منهم ذلك) ويحاولون التعرف على حياة أناس آخرين.

درّب طفلك تدريجيًا على أن يتعرف على شيء أو شيئين عن أحد أصدقائهم أسبوعيًا – أو عن شخص يريد أن يجعله صديقًا له. علِّمه أن يسأل مثلاً: "ما هي أكثر عطلة صيفية استمتعت بها؟" " ما هي اللعبة الإلكترونية المفضلة لك؟" (الحديث المفضل لابني مع الأصدقاء المحتملين يكون عن المستوى الذي وصل إليه الطفل الآخر في لعبة إلكترونية معينة. لابد أن اعترف أنني لا أفهم شيئًا في هذا الموضوع، لكن هذا الموضوع يحمسهم جدًا!"

العادة# ٢ عن الصداقة:

اسعَ لراحة الآخرين

أحد متطلبات الصديق الجيد يتمثل في ملاحظة مشاعر الآخرين والسعي لجعلهم يشعرون بالارتياح. من الطبيعي أن يركز أطفالك على أنفسهم، غير مدركين مثلاً أن الطفل الذي دعوه إلى منزلهم يشاهد فقط ولا يشترك معهم في اللعب بالمكعبات. بدلاً من توجيه الأمر مباشرة لطفلك ليشارك صديقه في اللعب، تكلمي معه على انفراد واسأليه: "ﭼو، في رأيك كيف يشعر بوب عندما تلعب أنت ولا تدعه يشارك اللعب معك؟"

 

إن تعليم مراعاة مشاعر الآخرين يصبح مهمًا للغاية خلال سنوات المرحلة الإعدادية عندما لا يقبل الصغار بعضهم البعض وعندما يكونون واعين جدًا للفوارق الاجتماعية. يحتاج الصغار أن يعرفوا أنه ليس عليهم أن يكونوا مقربين من الجميع، ولكن عليهم أن يراعوا مشاعر الآخرين.

علِّم طفلك الواثق من نفسه أن يتخيّل نفسه في موقف طفل آخر في فصله غير واثق في نفسه، وساعد طفلك إن كان تعوزه الثقة بالنفس أن يفهم أن هناك أطفالاً يبدون كواثقين في أنفسهم وهم ليسوا كذلك.

العادة ٣ عن الصداقة:

اسعَ للتواصل

في النهاية، الطريقة الوحيدة لأن يصبح أطفالك أصدقاءً لآخرين هو أن يقضوا وقتًا معهم. هذا يعني أن على أحدهم أن يأخذ زمام المبادرة، وعلى شخص آخر أن يسهل تنفيذ الخطة. قبل أن يصل أطفالك لسن الرشد، فإن مدى نجاحهم في الصداقة سيعتمد عليك أنت. قد تطلب ابنتك منك أنها تريد لزميلتها أن تزورها في البيت، لكنها ستحتاج لمساعدتك على تحقيق ذلك.

 

عندما يصل الأطفال للمرحلة السابقة لمرحلة المراهقة، فإن جزءًا كبيرًا من نجاحهم في صداقاتهم يتضمن المخاطرة بالسعي نحو آخرين ودعوتهم لزيارتهم في منزلك. هذه المهارة الأساسية في الصداقة يمكن أن تبدأ بها عندما تسأل أطفالك: "مَنْ تريدون أن تقضوا وقتًا معهم؟". "حسنًا، لماذا لا تطلبوا منهم أن يزورونا السبت القادم؟"

هذه العادات تحتاج إلى ممارسة. وعندما يرى طفلك فاعلية هذه العادات في مجال العلاقات، فهذا سيحفزه أكثر على مواصلة تجربة هذه العادات.


- شونتي فيلدان هي باحثة اجتماعية ومؤلفة كتاب "For Parents Only  "

From the Thriving Family website at thrivingfamily.com. © 2013 Shaunti Feldhahn. Used by permission. 

 

 

 

 

 

 

 

 التربية المقدسة بالطول