Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

السؤال:

حاولت مرارًا وتكرارًا أن أتواصل مع شريك حياتي بشكل أعمق وأكثر فاعلية، ولكن لا يصل إليه شيء مما أقوله، وأحيانًا تأتي كلماتي بنتيجة عكسية. كيف نتعلَّم أن نتحدث بنفس اللغة؟

الإجابة: 

تُعد هذه المشكلة إحدى المشكلات الشائعة في الحياة الزوجية، لكنها مع ذلك أسهل المشكلات في حلها.. بشرط أن يتعاون كلا الطرفين في تعلُّم المهارات الأساسية للتواصل، ويتعهدان بتنفيذها. بكلمات أخرى إنها ليست حالة مستعصية. على النقيض، يمكنكما كزوجين أن تتوقعا تحسنًا سريعًا وملحوظًا في هذا الأمر إذا ما استثمرتما الوقت في العمل على حل هذه المشكلة.

في الأغلب أن الجزء الأكبر من الصعوبة التي تعيشانها بسبب الاختلافات الطبيعية بين الجنسين.. حيث يميل الرجال إلى استخدام اللغة لنقل المعلومات، وتقديم الحقائق، وحل المشكلات، وتوضيح وجهة النظر، وتحقيق السيطرة على الموقف. أما النساء فيَمِلن أكثر إلى استخدام اللغة كوسيلة لتحقيق مزيد من الحميمية، وإقامة علاقات أكثر قوة وثراءً، وتشجيع التعاون بدلاً من المنافسة. بكلمات أخرى، عندما نأتي إلى التواصل بين الجنسين، غالبًا يتلخص الأمر في كلمتين: الجدال مقابل العلاقة.

بالطبع توجد اختلافات واستثناءات كثيرة في هذا الأمر، ولا نستطيع أن نجزم أنه يوجد نوع واحد من التواصل لدى النساء أو الرجال. بعض الرجال يتميزون بالعاطفة الفياضة والحنان والرعاية في لغتهم، وبعض النساء يتصفن بالشدة والتركيز على تحقيق الهدف من حديثهم. بالرغم من ذلك، فإنه بشكل عام عندما تتحدثان سويًا يكون كل منكما على "موجة مختلفة" فيما تحاولان قوله. وهذا يوفر تربة جيدة لسوء الفهم، وجرح المشاعر، والصراع. فما يظنه أحدكما أنه "المعنى الخفي" لدى الآخر قد يكون مختلفًا تمامًا عما ينوي الآخر فعلاً أن يعبِّر عنه، وهذا يؤدي بسهولة إلى استنتاجات مشوهة عن دوافع الآخر.

ماذا يمكننا أن نفعل؟ الخطوة الأولى هي أن تتذكرا تعهداتكما، وتصرا على الحفاظ على وعودكما التي نطقتما بها يوم الزفاف. كثير من الأزواج والزوجات في يوم زفافهما يشعلون "شمعة الوحدانية"، ويطفئون "شمعة الفردية"، وذلك كرمز لإماتة الذات لكي يصيرا جسدًا واحدًا. وهذا يشير أيضًا أن كلاً من الزوج والزوجة يتعهد بأن يركز على أن يكون مُحبًا بدلاً من أن يكون محبوبًا. الحب يعني أن تقبل الشخص الآخر كما هو أو هي؛ لذا لا تحاول أن تغيِّر من شريك حياتك، وإنما تكيَّف مع أسلوبه الذي يتبعه في التواصل. ليكن هدفك أن تصغي إلى قلب شريك حياتك، بدلاً من التركيز على الإحباطات التي تشعر بها لأن الآخر لا يسمعك أو يفهمك.

يمكنكما أيضًا تسهيل هذه العملية عن طريق الخروج معًا مرة كل أسبوع لتتدربا على التواصل. عندما تكونان معًا، وفي حالة استرخاء ذهني-مثلاً بعد وجبة ممتعة خارج المنزل- يبدأ كل منكما بالتحدث لمدة ١٠ دقائق عن مشاعره وأفكاره، وخلال هذا الوقت لا يفعل الآخر شيئًا سوى الإصغاء، والتجاوب فقط من خلال الأسئلة أو طلب مزيد من التوضيح. على سبيل المثال: "لا أفهم، هل يمكنك إعادة الجملة السابقة؟" أو "ما أسمعه هو أنك تريد أن تقول...". بعد ذلك تتبادلان الأدوار مع مراعاة نفس القواعد. وفي نهاية هذا التدريب، غير مسموح لأي منكما أن يحاول تقويم الآخر، أو التجاوب بغضب تجاه شيء لم يكن يحب أن يسمعه، أو المجادلة في الأمر.

ولكي تنجح هذه الخطة عليك أن تتعمد وتقصد فعل ذلك، وتلتزم به. من المهم أيضًا أن تكون مبدعًا وخلاقًا ومتنوعًا في اختيارات الموضوعات التي ستتحدثان فيها. حاولا أن تستمتعا سويًا، واعملا على تشجيع مظاهر الاختلاف والتفرد بينكما. فأنت لست مثل شريك حياتك، وهذا شيء جيد! فكِّر في بشاعة الأمر والملل الذي كنت لتشعر به لو تزوجت شخصًا مطابقًا لك! لذلك قاوم رغبتك في إعادة تشكيل شريك حياتك بالصورة التي تروق لك. ابدأ تدريجيًا، ودع الأمر لينمو بينكما. تجنبا التوقعات غير الواقعية. كونا صبورين ومُحبين ويملأكما الاحترام.

بعض الطرق الأخرى للخروج من هذه المشكلة هو أن تحضرا سويًا ندوة أو محاضرة أو مؤتمرًا عن الحياة الزوجية الصحيحة، أو السعي نحو الحصول على جلسات مشورة لدى مشير متخصص.


Excerpted from The Complete Guide to the First Five Years of Marriage, a Focus on the Family book published by Tyndale House Publishers. Copyright© 2006, Focus on the Family