بقلم: جاري توماس
صديق لي يعمل طبيبًا أمسك بقلب نابض لشخص حي بين يديه.. لا أستطيع أن أتخيّل هذا النوع من المسؤولية! لكن كل زوج يمسك بين يديه بالقلب النابض، "الروحي" وليس الجسدي، لزوجته كل يوم.
زوجاتنا يكشفن أنفسهن روحيًا وعاطفيًا أمامنا.. مثلما ينكشف المرضى الذين يأتون إلى صديقي الطبيب جسديًا. كل زوج لديه معلومات داخلية عن زوجته: مسائل صحية، شيء عن ماضيها، خوف دفين -معلومات قد تؤذيها أو تذلها إذا شاركناها مع آخرين دون حكمة.. لابد أن نعتبر هذا الانكشاف كنوع من الثقة المقدسة.
الحفاظ على أسرارها
عندما تشارك زوجتك أمرًا شخصيًا معك، فمهمتك أن تحفظ سر هذه المعلومات. فكّر في الأمر كالتالي: لاعبو كرة القدم في نفس الفريق يجب أن يعرفوا إذا كان أحدهم لديه ضعف جسماني معين في أعقاب إصابة حدثت له، لكن إخبار الفريق المنافس عن هذا الضعف لن يكون فكرة جيدة. بنفس الطريقة، تشعر زوجتك أنها في فريقك؛ لذا فهي مستعدة للانفتاح عليك بأسرارها. وهي تثق أنك لن تشارك هذه المعلومات مع أشخاص قد يسخرون منها أو يؤذونها.
عندما تخون ثقة زوجتك فهذا لا يتعلق فقط بمشاركة بعض المعلومات، لكن أحيانًا يتعلق الأمر باستغلال هذه المعلومات في غير مصلحتها. تخيَّل أن اللاعب المصاب جعل زميلاً له يستشيط غضبًا حتى ضربه في قدمه المصابة.. هذا ما يفعله الزوج عندما يستخدم انكشاف زوجته ضدها أثناء إحدى المشاجرات.
استعادة الثقة
عندما تفسد الأمر، في نوبة غضب أو إهمال، فإن استجابتك الأولية قد تزيد الموقف سوءًا إن لم تتحمل المسؤولية مباشرة.. ”ما كان ينبغي أن أشارك بهذا أبدًا.. لا يوجد مبرر. أنا فعلاً آسف.“ ينبغي أن تكون استجابتك هكذا حتى إذا فوجئت أن زوجتك تضايقت. لا تجادل معها على أنها ما كان يجب أن تشعر أنها فُضحت. إذا شعرت أنها فُضحت، تعامل مع الأمر من وجهة نظرها هي.
لا يوجد رجل أعرفه يترك كمبيوتره الشخصي مفتوحًا في أحد المطاعم على ملفات شخصية ظاهرة على الشاشة، وكل كلمات المرور ظاهرة، بينما يذهب ليتمشى. أحبب زوجتك على الأقل بقدر ما تحب نفسك -احترم خصوصيتها بقدر ما تحترم خصوصيتك.
جاري توماس، مؤلف العديد من الكتب عن الزواج والعائلة، منها «الزواج المقدس» و«التربية المقدسة» و«الاعتزاز» و«كيف تحبين زوجكِ؟» و«البحث المُقَدَّس» من إصداراتنا في مطبوعات إيجلز.
From Focus on the Family website at FocusontheFamily.com ©2016 Gary Thomas. All rights reserved. Used with permission.