Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

السؤال :

أنا طالب مسيحي في المرحلة الثانوية. الجميع يعرف أنني "فتى طيب" ونشيط داخل الاجتماع في الكنيسة، وأحد أعضاء الكشافة في المدرسة، ومستوى الدراسة فوق المتوسط، ومتعاون مع أبي وأمي وأساتذتي، ويحترمني معظم أصدقائي. ولكن هناك سر في حياتي لا يعرفه أي إنسان.. أنا أصارع مع العادة السرية. وأشعر بالذنب الشديد حيال ذلك. هل سيرسلني الله إلى الجحيم بسبب ذلك؟ وهل هناك أي شيء أقوم به لأتوقف عن ذلك؟

الإجابة:

للإجابة على السؤال الأول أود أن أقول: لا. لن يرسلك الله إلى الجحيم بسبب العادة السرية. أما بالنسبة للإجابة على السؤال الثاني أقول: نعم. هناك طريقة أفضل، وهناك أشياء يمكنك القيام بها لتتخلص من هذه العادة السلبية والمضرة.

ما نود أن نشير إليه هنا هو المعنى الأشمل للجنس. يخبرنا الكتاب المقدس بفكرتين في هذا السياق. الأولى: الجنس يمثل جزءًا هامًا في عملية اتحاد الزوج والزوجة ليصبحا جسدًا واحدًا (تك 2: 24)، الفكرة الثانية: الجنس والزواج المقصود منهما هو خلق صورة أو رمز لعلاقة اتحاد المسيح بالكنيسة (أف 5: 31 و32). إذن فالجنس ليس من المفترض أن يتركز كلية على شخصي أنا. وإنما في الأساس يهدف أن يكون جزءًا لعلاقة إنسانية بين شخصين في علاقة تبادلية وحياة شركة بين زوج وزوجته. ماذا يعني كل هذا؟ يعني أنه بينما لا ندينك بسبب صراعك مع العادة السرية، إلا أننا نريد أن نساعدك أن تتخلص من هذه العادة بقدر ما نستطيع. لماذا؟

لأن الله خلقك لتستمتع بالإشباع الجنسي في مستوى أعمق –في نطاق العلاقة الزوجية- ولا نريد لأي شيء أن يضيِّع عليك أي فرصة لتختبر هذه المتعة إلى التمام في الوقت المناسب. لذلك نشعر أن من المهم أن نحذرك أن ممارسة العادة السرية ذات طابع إدماني عنيف، وذلك بسبب العنصر الهرموني والنفسي للسلوك الجنسي للإنسان.

وإذا أصبحت فريسة سهلة لهذا النوع من الإدمان، فلسوف تحمل هذا الإدمان معك إلى حياتك الزوجية في المستقبل، وحينئذٍ تكون بمثابة عقبة خطيرة أمام علاقة زوجية تتسم بالحميمية السعيدة. بالإضافة إلى أن العادة السرية عادة ما يصاحبها الاستغراق في خيالات جنسية، وعندما نصدِّق كلمات الرب يسوع (مت 5: 28)، فإننا سنجد أن هذه الخيالات تمثل تصدعًا وشرخًا في نقاوة الإنسان وطهارة نفسه وذهنه.

ومن ثم ماذا يمكنك فعله للتخلص من هذه العادة، وتجنب التأثيرات الضارة الناتجة عن الإشباع الجنسي للذات؟ نحن نقترح أنه قد يكون من النافع لك أن تعرف أن العادة السرية يمكن أن تكون نوعًا من الترويح عن النفس. بمعنى آخر، هي نوع من التأقلم مع ضغوط الحياة، وطريقة للحصول على إحساس بالراحة والأمان والمتعة والثقة. إذا كنت تمارس العادة السرية لأحد هذه الأسباب، اسأل نفسك إذا كان من المفيد أن تستبدل هذا السلوك بسلوك آخر أكثر أمانًا ومشروعية لتسديد نفس الاحتياج العميق. على سبيل المثال: التحدث مع أصدقائك، أو قراءة كتاب شيق، أو الاستماع إلى الموسيقى، أو أن تفرغ طاقاتك في مشروع بنَّاء، أو خدمة الآخرين. وفي النهاية، فإن المشاعر التي تحاول الحصول عليها من خلال ممارسة العادة السرية هي شكل آخر لفراغ موجود في قلب كل إنسان لا يملأه سوى الله. وفقط من خلال علاقة حية مع الله تستطيع ملء هذا الفراغ بطريقة عميقة ومشبعة ودائمة.

أحد أفضل الطرق للتغلب على هذا الموضوع الصعب والحساس هو التحدث مع أحد المرشدين الروحيين تثق فيه وتحترمه، وربما يكون هذا الشخص والدك أو خادم بالكنيسة. إن التحدث عن أسئلتك مع شخص ناضج محب لك حتى وإن بدا صعبًا ومحرجًا- لكنه يمنحك فرصة للنظر من عدة جوانب للمشكلة التي تزعجك. وربما تفكِّر في فرصة الحصول على بعض الدعم من خلال مشير مسيحي متخصص  .

Copyright © 2010, Focus on the Family. Used by permission