Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

How to Develop a Resilient Mindset

بقلم: تيموثي سانفورد

المتانة النفسية الذهنية ليست مجرد التعايش، ولا تتعلق بإنكار عمق الألم وتأثيره الممتد؛ وإنما تتعلق بالتعلم من الصعوبات والنمو من خلالها- إنها تتعلق بأن تصير مستريحًا لعدم ارتياحك.


يخبرنا الكاتب ﭼوش سكوايرس عن رحلة شاقة من عدة أيام كانت جزءًا من تدريب المدرسة العسكرية لحروب الجبال، وكانت تتطلب صعود أحد الجبال عبر طبقة من الجليد بارتفاع أكثر من ٣ أمتار:

في صباح هذا الزحف الصعب، تحدَّث أحد المدربين مع الجنود قائلاً: ”إذا أردتم الاستسلام، تطلعوا إلى قمة الجبل.“ ثم قال: ”إذا أردتم استكمال الرحلة، ابحثوا عن أقرب شجرة وقولوا لأنفسكم: ’أنا سأنجح في الوصول إلى الشجرة التالية ثم أعيد تقييم الأمر.‘ وعندما تصل إلى تلك الشجرة، افعل نفس الشيء مجددًا.. ابحث عن أقرب شجرة. إذا فعلت ذلك، شجرة تلو الأخرى، ستجد نفسك في أقرب وقت على قمة الجبل.“ (Lord, Help Me Endure One More Day)

هناك فارق كبير بين التعايش والمتانة الحقيقية. الحياة ليست نزهة عارضة على أحد التلال حيث يمكنك الإصابة ببعض البثور، بل هي مسيرة شاقة في الجو البارد وقلة الأكسـﭼين عبر الصعوبات والحيرة والخسارة. نحن نفقد عملنا، ونفقد منازلنا، ونفقد أحباءنا، ونفقد الثقة بالنفس، وقد نفقد إيماننا.

لهذا السبب نحتاج إلى المتانة الحقيقية. قد ننجو جسمانيًا في الساعة الأولى بعد خسارة فاجعة لنفوسنا. لكن موقف ”ابتسم وتحمَّل“ قد لا يسعفنا عندما تتحول الساعة إلى أيام وشهور أو عمر بأكمله نقضيه في صعود جبل خطير.

 

ما هي المتانة النفسية الذهنية؟

المتانة النفسية الذهنية ليست مجرد التعايش، ولا تتعلق بإنكار عمق الألم وتأثيره الممتد؛ وإنما تتعلق بالتعلم من الصعوبات والنمو من خلالها- إنها تتعلق بأن تصير مستريحًا لعدم ارتياحك.

المتانة هي قبول الصعوبات، وفي نفس الوقت الحفاظ على توازنك. وإذا (أو عندما) فقدت توازنك، تعود مرة أخرى وتواصل المسير. إنها الصلابة الجسدية والعاطفية والذهنية والروحية، مع المرونة للتأقلم مع التغيير والنكبات.

لكن المتانة ليست مهارة فطرية، ولا يمكن تعلمها بالكلام فقط؛ وإنما تُكتسب بالتدريب، ويمكن تعلمها بالخبرة وليس بالمحاضرات.

 

تعرَّف على مخك السفلي

يصف كل من د. دانيال سيجال ود. تينا باين برايسون المخ على أنه يتكون من جزئين: المخ العلوي، والمخ السفلي.

  • المخ العلوي يفكر، يحلل منطقيًّا، ويُقيِّم. أنت تُعلِّم المخ العلوي. (وبمجرد أن تتعلم شيئًا، مثل القراءة أو ركوب الدراجة، لا يحتاج الأمر الكثير من الصيانة.)
  • المخ السفلي يتفاعل ويتجاوب. هذا هو جزء "قاوم أو اهرب" من المخ، وحيث تعيش ذاكرة الاعتياد لدينا. أنت تدرِّب المخ السفلي. (ذاكرة الاعتياد تُسمى أيضًا بذاكرة الخطوات. وتنطبق على الأشياء التي نفعلها عادة بدون تفكير، لكنها قد تُفقد إذا لم تُستخدم -مثل العزف على آلة معينة.. علينا أن نواصل الممارسة ونواصل التدرُّب.)

القدرة على التمتع بالمتانة تكمن في المخ السفلي. أنت تدرِّب هذا الجزء من مخك بحيث عندما ترهق أزمة ما مخك العلوي، فإن مخك السفلي يتجاوب تلقائيًا بالسلوكيات والتوجهات الملائمة.

ما أهمية هذا التدريب؟ تذكَّر أن القوات في الجيش الأمريكي يستخدمون القول التالي من أحد شعراء الإغريق القدامى: ”نحن لا نرتقي لمستوى توقعاتنا، بل ننزل لمستوى تدريبنا.“

 

 

درِّب مخك على المتانة

صدِّق أو لا تصدِّق.. تدريب مخك على أن يتحلى بمزيد من المتانة ليس أمرًا معقدًا. في الواقع، على الأرجح أنت تفعل هذا في بعض جوانب حياتك.

على سبيل المثال، هل سبق لك أن حضرت معسكرًا رياضيًا، أو ذهبت إلى الـﭼـيم (صالة الألعاب الرياضية)؟ نعم، هناك بعض التعليم عن القواعد، وكيف تصبح شخصًا رياضيًا أفضل. ومع ذلك، معظم الوقت أنت تتمرن.. أنت تتدرب، وتتدرب، وتتدرب. وإذا كنت عازفًا، فأنت تعزف مقطوعة صغيرة مرات متكررة حتى تقدر أن تسمعها وتعزفها أثناء نومك.

المعسكر التدريبي هو مثال آخر (عنيف جدًا). يدخل المجندون الجدد تدريبًا أساسيًا.. إنهم يتمرنون ويتمرنون ويتمرنون حتى تتأصل الاستجابات القتالية المفضلة في أمخاخهم السفلية. ورغم أن الأمر يبدو متطرفًا، فالمدربون يَعلمون أنه حين تكون في موقف قتالي لن تجد وقتًا للتفكير -سيكون عليك أن تعتمد على استجابات مترسخة الجذور لديك لتنقذ حياتك وحياة رفقائك الجنود.

للتوضيح، أنت لا تحتاج أن تصبح مدربًا تفرض على ذاتك تدريبات معينة حتى تتسم بالمتانة النفسية الذهنية؛ بل عليك أن تخرج من مخك العلوي وتدخل مخك السفلي. كيف؟ خطوة تلو الأخرى، أو ”شجرة“ فأخرى إلى أن تصل إلى قمة الجبل.

 

الخطوة الأولى: اختر أن تفعل شيئًا صعبًا. تعمَّد الاشتراك في مواقف مزعجة لك مثل المنافسات الرياضية، وبروﭬات العزف، أو التحدث أمام الجمهور. تعمَّد أن تضع نفسك في خطر التعرض لنتائج سلبية غير ممتعة. في نفس الوقت، يجب أن يتضمن الموقف المتوتر عنصر القدرة على التنبؤ. بكلمات أخرى، موقف يمكنك فيه التحكم في المخاطرة.. وتعرف أنه يمكنك تحقيق النجاح في هذا الموقف، حتى وإن كان صعبًا.

 

الخطوة الثانية: اعرف كيف تريد أن تتجاوب. قرر مسبقًا بالضبط كيف تريد أن تتجاوب خلال ”الأزمة“، ويجب أن تدرك أنك قد لا تحب ذلك. إذا أخطأت خلال العرض الموسيقي؟ ستواصل العزف وستنحني فخورًا للجمهور. هل ستفقد الكرة؟ ستحتفظ برأسك مرفوعة، وستقبل التشجيع من زملائك في الفريق. هل ستتلعثم وسيحمر وجهك على المنصة؟ ستراجع ملاحظاتك، وستواصل التقدم، وستقبل بلطف تصفيق جمهورك.

 

الخطوة الثالثة: تَدرَّب، تَدرَّب ، تَدرَّب - وخذ استراحات. في كل مرة تقابل موقفًا متأزمًا، كرر استجابتك المرغوبة مرات ومرات حتى تصبح تلقائية لديك. لكن تذكَّر أن تخصص أوقاتًا للاستراحة. الوقت اللازم للتعافي هام جدًا لتصبح أقوى جسمانيًا وذهنيًا.

 

أحد الأسباب المهمة لهذه الاستراحات هو أننا نحتاج أن نمنح مخنا السفلي وقتًا للراحة وجعل الأمر طبيعيًا بعد التدريب. نحن نعيش حياتنا ”الطبيعية“ في المخ العلوي، لكن مخنا السفلي يبقى احتياطيًا للأوقات التي نحتاج فيها إلى استجابة "قاوم أو اهرب" حقيقية. بكلمات أخرى، مخنا السفلي لا يُفترض أن يبقى في حالة استنفار طوال الوقت.

جزء من تدريب مخنا على المتانة يعني بناء مسار قوي يصل مخنا العلوي بمخنا السفلي- وهذا يعني تعلُّم كيف نخرج من مخنا السفلي عندما ينتهي التهديد. وبهذه الطريقة عندما تأتي الحلقة التدريبية التالية (الأزمة التالية)، يكون مخنا السفلي قد أخذ استراحته وأصبح مستعدًا للمواجهة مرة أخرى.

 

طبِّق هذه المهارات على عوامل التوتر الجديدة

لنكن واقعيين.. معظمنا نواجه تحديات أسوأ بكثير من التحدُّث أمام الجمهور. ومع ذلك نفس هذه المهارات التي ساعدتك على اكتساب المتانة النفسية الذهنية في الشيء الصعب الذي اخترته بنفسك يمكن أن تساعدك على أن تصبح أكثر متانة تحت تهديد الصعوبات التي لم تخترها.

على سبيل المثال، في ظل الاقتصاد المضطرب، كن واعيًا بذاتك. اعرف محدودياتك ونقاط القوة لديك، واستعد لترفع رأسك وتقبل العون من الآخرين إذا خسرت وظيفتك. اعرف كيف تريد أن تتجاوب: بثقة في أن الله لديه قصد لحياتك وبإيمان أن الله سيعولك.

وإذا كنت تعاني من مرض شخصي، أو وفاة أحد الأحباء؟ تذكَّر أن الله لا يتجاهل أحزانك أبدًا. وفي نفس الوقت، هو يخبرك أن تحزن ولكن برجاء (تسالونيكي الأولى ٤: ١٣). اعرف كيف تريد أن تتجاوب: بصدق ولكن بثقة كاملة في رعاية الله لك.

حاول في معظم المواقف أن تضيف هذه الاقتراحات إلى روتين تدريب مخك:

  • توقف جسمانيًا للحظات، واجعل تنفسك بطيئًا عن طريق التنفس بعمق عدة مرات. هذا الأمر يسمح للأكسـﭼين بالتدفق إلى مخك بحيث يمكنك التفكير بلا تشويش.
  • قم بإرخاء أي عضلات متوترة. هذا يساعدك على الحفاظ على مرونتك.
  • تَبَنَّ شعارًا يعينك خلال الأوقات الصعبة. فيما يلي بعض الأمثلة المقترحة:

- الأمور الصعبة جيدة.

- «هُوَذَا اللهُ خَلاَصِي فَأَطْمَئِنُّ وَلاَ أَرْتَعِبُ» (إشعياء ١٢: ٢).

- سأثق في الرب بكل قلبي (انظر أمثال ٣: ٥).

  • اقبل حدود ما تستطيع السيطرة عليه. اعترف بالأشياء التي لا تستطيع السيطرة عليها، ثم ركز على ما تستطيع السيطرة عليه، وحاول أن تديره بقدر ما تستطيع.
  • احتفظ بنظرة بعيدة المدى. التغيير حتمي. لا تستطيع أن تكون مستعدًا لكل شيء، لكن تذكرك كيف سدد الله احتياجاتك من قبل سيهدئ قلقك بشأن المستقبل. عندما نطلب الله في أيام التعب، سيستجيب، حتى عندما لا نعرف كيف سيستجيب (مزمور ٨٦: ٧).

 

تذكَّر أن المتانة النفسية الذهنية تؤدي إلى السلام والرجاء

المتانة عادة، ومهارة، وطريقة تفكير تكتسبها؛ ويمكن أن تساعدك على الحفاظ على توازنك خلال الأوقات الصعبة. ولكنها لا تعني أن ظروفك ستتغيَّر، بل تعني أن قلبك وعقلك سيتغيَّران. لذا اسعَ كل يوم في المسارات التي تعيد توجيه مخاوفك، وتعيد إشعال غيرتك في العبادة.. ”لا تخافوا من الغد يا أبناء الملك، ضعوه بين يدي يسوع، وواصلوا المسير.“

 

 

© 2021 Focus on the Family. All rights reserved. Used with permission. Originally published in English at focusonthefamily.com.