Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: سامي يعقوب

 المزيد من هذه السلسلة:

كيف تعاملها؟ ماذا تتوقعين منه؟ ١                   كيف تعاملها؟ ماذا تتوقعين منه؟ ٢

كيف تعاملها؟ ماذا تتوقعين منه؟ ٣                    كيف تعاملها؟ ماذا تتوقعين منه؟ ٤

كيف تعاملها؟ ماذا تتوقعين منه؟ ٥                    كيف تعاملها؟ ماذا تتوقعين منه؟ ٦


   أريد أن أختم سلسلة الأحاديث عن التوقعات المتبادلة بين الأزواج بأن أتوجه بحديث خاص لأبناء جنسي من الرجال.. أبدأه اليوم، وأستكمله في المرة القادمة.

كم نحتاج كرجال أن نعرف المقاييس التي ترشدنا للكيفية التي يجب أن نحب بها زوجاتنا كما يريدنا الله أن نفعل، من أجل ذلك أريد أن أشارك معكم بعض الاقتراحات العملية التي تفتح أعيننا على تصرفات نحتاج أن ندرب أنفسنا على الامتناع عنها من أجل أن يكتمل هذا الحب، ويدوم لبقية العمر.. وسأترك تفاصيل التطبيقات لكل زوج مع زوجته.

    الحوار مع الزوجة ليس معركة تكسبها بأن تقنعها.. هل تذكر متعة النقاش معها قبل زواجكما؟ إذا كانت زوجتك لا تعمل، فلا تستقل بوجودها في البيت؛ لأن لهذا أهمية تماثل خروجك للعمل كل يوم. لا تتوقع منها أن تتحمل مسؤولية الأعمال المنزلية بالكامل، وتتركها أثناء وجودك بالبيت تعمل وحدها، بينما تنشغل أو تتسلى بفعل ما يروق لك وكأنك «سي السيد» بتاع زمان. إلقاؤك لملابسك بعد استخدامها في سبت الغسيل لا يعني أنك ساعدتها في إنجاز مهمة الغسيل. لا تشعر أنك شهيد إذا طلبت منك شراء بعض المستلزمات في طريق عودتك من العمل؛ فالأمر أبسط من هذا جدًا.

     فكر في الطرق التي تحقق بها التوازن بين اهتمامك بالعمل واحتياج زوجتك لأن تكون قريبًا منها؛ ولا تسمح لنشاط اجتماعي مع أصدقائك أن يسرق منك الوقت الذي لابد أن تقضيه مع زوجتك وأبنائك. لا تتظاهر بأنك تستمع لها بينما يكون ذهنك مشغولا بالتفكير بعيدًا عما تقوله، ولا تسرع بالادعاء أنك فهمت وعرفت ما تقصده قبل أن تنتهي هي من حديثها. لا تتخلّ عن دورك في تربية وتأديب أبنائكما، ولا تطلب منها أن تهدئ هياج أطفالكما لتنعم بالهدوء، بل افعل هذا بنفسك. لا تتجاهل مسؤوليتك عن قيادة أسرتك روحيًا. تذكر أن القائد الحقيقي هو مَنْ يخدم، لا من يسود؛ فلا تأخذ مكانة الله في حياتها، وكأنك المتحكم في مصيرها.

    لا تكن كتابًا مغلقًا.. انفتح على زوجتك، وافتح فمك لتُعبر عن مشاعرك بلا خوف أو تردد. من فضلك توقف عن تسخيف آراء زوجتك والإقلال من شأنها أمام أبنائك، وفي المجتمعات العامة. السخرية منها ليست «خفة دم»؛ السخرية تعني في أصل اللغة أنك تقطع في لحمها! درب نفسك على ضبط ردود أفعالك الفورية، وتذكر عندما تغضب أن زوجتك هي عطية الله لك، ولا تخجل من خوض مناقشة صعبة معها.. احذر أن تستخدم قوتك البدنية أو علو صوتك في محاولة التأثير عليها، كذلك امحُ كلمة «الطلاق» تمامًا من قاموس مفرداتك اللغوية. لا تعدها بفعل شيء ثم تماطل في تنفيذه؛ ولا تدخل في أي التزام مادي طويل المدى، أو تتعاقد على شراء شيء كبير، قبل أن تتفق مع زوجتك عليه.

    لا تسمح لعينيك أن تزوغ عندما ترى امراة أخرى، أيًا كان مقدار جمالها في نظرك.. قد لا تستطيع تجنب النظرة الأولى، لكن معاودة النظر هي المشكلة.. وإذا حدث ذلك في حضور زوجتك لا تنكر أنك ترى تلك المرأة جميلة. لا تقبل أن تكون وحدك في مكان مغلق مع أي امرأة غريبة بدون وجود زوجتك معك، ولا تظن أنك من القوة التي تعفيك من خطورة أن تناقش موضوعات شخصية عميقة مع امرأة لا تربطك بها علاقة أسرية من الدرجة الأولى. احذر من الوقوع في فخ مصادقة فتيات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي؛ فقد دُمرت حياة أقوياء كثيرين من هذا المدخل الزلق. لا تتطرق في أحاديثك العابرة مع أصدقائك عن علاقتك الحميمة مع زوجتك. تجنب إشباع رغباتك الجنسية من أية مصادر أخرى بعيدًا عنها، ولا تضع عددًا أو موعدًا محددًا للقاء الجنسي مع زوجتك؛ لأن هذا يحول العلاقة الحميمة إلى مجرد إزالة اضطراب عضوي بصورة ميكانيكية.

    لا تكن «أبا العريف» ظنًا أنك تعرف أكثر منها؛ فلا شك أن لكل منكما معرفة وخبرة ربما لا يتوفران لدى الآخر في مجال أو أكثر. لا تفترض أنك تمتلك الحاسة السادسة التي تُمكنكك من قراءة ما تفكر فيه ما لم تعبر هي عنه، احرص دائمًا على أن تسألها عما تشعر به والسبب وراء هذه المشاعر. عندما تحكي معك عن مشكلة تواجهها لا تبادر في الحال بتقديم الحل من وجهة نظرك؛ انتظر قليلًا فلربما كل ما تحتاجه هو أن تستمع لها. لا تعاملها كطفلة،  وتذكر أنها إنسانة وهبها الله مثلك من غنى المواهب والخبرات والمعرفة التي تحتاجها كرجل وكزوج أيضًا. من فضلك توقف عن  لفت نظرها بمناسبة وغير مناسبة إلى أخطائها؛ فهذا ما يجعلها تشعر بالفشل دائمًا. لا جدوى من تذكير زوجتك بأنها لابد أن تخضع لك في كل شيء؛ ولاحظ أن الخضوع مرتبط بأسلوب تعبيرك عن محبتك لها.

    أعرف مسبقًا أن البعض سيرى هذه القائمة طويلة وسلبية أكثر من أن تكون عملية وإيجابية.. عذرًا، هذا التفكير مثال حي للتأثر بفكر المجتمع الذكوري. تخيل أنك مدرب لفريق كرة القدم، وابنك أحد اللاعبين المهاجمين الأساسيين فيه.. لابد أنك ستعلمه الكثير من المهارات الإيجابية التي تمكنه من إحراز الأهداف؛ وفي نفس الوقت ستخبره عن كل ما يجب أن يتجنبه في طريقة لعبه ليحقق نفس غرض التدريب على المهارات الإيجابية. في النهاية نحن الرجال نحتاج لأن نعرف ما يجب أن نمتنع عن فعله من أجل تحقيق حياة أسرية مزدهرة.

وإلى ختام سلسلة الأحاديث هذه في المرة القادمة.


(نُشر بجريدة وطني بتاريخ ١٨ يناير/ كانون الثاني ٢٠١٥)

Copyright © 2015 Focus on the Family Middle East. All rights reserved .