Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

السؤال:

أنا وزوجي مازلنا نحب بعضنا البعض جدًا، ولكن زواجنا الآن ليس له علاقة بالأحلام والأمنيات التي توقعناها لزواجنا في فترة الخطوبة. الصعوبات والمحبطات بدأت تنهكنا وتحطمنا. وأحيانًا أجد نفسي أفكر في أنني ربما كنت أكثر سعادة لو لم أتزوج. هل هذا شيء طبيعي؟

الإجابة:

أريد أن أقول أن كلمة "طبيعي" لها مفهوم نسبي. إن أمكنك الوقوف خلف أبواب البيوت الأخرى فستجد أن الشيء الطبيعي هذا يختلف اختلافًا شاسعًا في نواح كثيرة وبشكل مذهل وعجيب. فكل زواج يختلف عن الآخر لأن كل زوجين مختلفين، وكل فرد من الزوجين مختلف أيضًا.

وليس هناك ما يُسمى بالزواج المثالي, وفي نفس الوقت ليس كل الزيجات متساوية في حجم المشكلات وخطورتها. ولكن إذا قبلنا بهذه الاختلافات، سنجد أن هناك قدرًا معينًا من عدم الرضا وخيبة الأمل يعتبر "شيئًا طبيعيًا" في أي زواج.

ما السبب في ذلك؟ لأن هذا يعتبر بشكل أساسي انعكاسًا لما نسميه "فجوة التوقعات". يبدأ كلا الزوجين حياتهما الزوجية بأحلام وطموحات لا حصر لها عن السعادة الزوجية. سلسلة طويلة من الآمال والتوقعات والخطط –سواء عبَّروا عنها أم لا- قد تراكمت في أذهانهم خلال مرحلة الخطوبة. المشكلة في هذه التوقعات أنها تصطدم بمطبات الحياة الزوجية الواقعية بعد وقت قصير من نهاية شهر العسل. عندما يفقد أحد الزوجين وظيفته، أو إذا أُكتشف عند أحدهما مرض مزمن، وربما أصبحت العادات التي كانت رائعة في البداية مزعجة الآن. أو تظهر بعض المشاكل مع العائلتين الكبيرتين. كما أن ولادة طفل قد تؤثر بشكل كبير على الموارد المالية. وهنا تظهر الحياة الزوجية الواقعية، وتخبو أحلام السعادة الزوجية الوردية. وهناك مخرج وحيد للتعامل مع هذه الأزمة: لابد أن تكون مستعدًا للتخلي عن التوقعات القديمة، والتعامل مع الوضع الذي أوجدك الله فيه.

لابد أن تتذكر جيدًا أنه بينما "قلب الإنسان يفكِّر في طريقه.." إلا أن الرب هو مَنْ "يهدي خطواته" (أم١٦: ٩). يمثل هذا جزءًا هامًا في الطريق نحو النضوج والتعلُّم على المستوى الشخصي, وكزوجين، ويمكنك اجتياز هذا الأمر بنجاح إذا تراجعت قليلاً عن توقعاتك، وتأملت من أين أتت هذه التوقعات من الأساس. غالبًا ما تأتي هذه التوقعات من مصدرين أساسيين:

١- الوهم الرومانسي لفترة الخطوبة.

٢- نماذج لزيجات في بدايتها قابلتها في حياتك.

ليس من الضروري أن يكون الزواج مثاليًا، ولكن بالأحرى يمر الزواج خلال نيران الحياة اليومية حتى يتنقى من الشوائب. إذا كان بإمكانك أن تراجع توقعاتك مع شريك حياتك بأمانة، وتحدد ما الخطأ والصواب أو الإيجابي أو السلبي، والمفيد والضار منها، فلسوف تصبح في وضع أفضل لتضع هذه التوقعات في نصابها الصحيح، ويمكنك مواجهة تحديات الحياة بينما تجوز فيها في الوقت الحالي. 


Excerpted from The Complete Guide to the First Five Years of Marriage, a Focus on the Family book published by Tyndale House Publishers. Copyright © 2006, Focus on the Family