Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: چو، سيندي فيريني

 للمزيد من هذه السلسلة:

١- الزواج والاحتياجات الخاصة                        الضغوط والخلافات            -٢      

٣- النجاح في التواصل                                       ٤- دور الزوج والأب

٥- دور الزوجة والأم   


 

           لا مفر من الموت. لن يغادر أحد هذا الكوكب إلا بعد أن يواجه هذه الحقيقة الواضحة وضوح الشمس.

الخلافات في الزواج، مثل الموت، لا مفر منها. كل المتزوجين سيتعرضون للاختلافات فيما بينهم. الكلمة المفتاحية هنا هي "كل".. كل المتزوجين. ولأن الخلافات تحدث في كل الزيجات، فإن غاية الزواج ليس أن يكون بلا خلافات، وإنما التعامل مع الخلافات بطريقة صحيحة عندما تحدث. إذا لم تحدث الخلافات في زواجك، فقط تأنى: إنها مسألة وقت.

عندما يُضاف إلى مسؤوليات الزوجين وجدولهم المزدحم الاعتناء بأحد من ذوي الاحتياجات الخاصة، تزداد احتمالية حدوث الخلافات جدًا- بسبب العدد الكبير من القرارات الواجب اتخاذها والمسؤوليات التي يجب أن ينفذها ويتفق عليها كلا الطرفين.

نجاح أي علاقة على المدى الطويل يعتمد على نجاح الزوجين في التعامل مع الضغوط اليومية والخلافات التي تنتج عنها. في الزواج ينبغي أن يكون حل الخلافات بطريقة سويّة أحد أهدافنا. في الأمور البسيطة مثل كيف تضغط على أنبوبة معجون الأسنان أو كيف تضع بكرة المناديل في مكانها في الحمام. وكذلك في الأمور الأكبر مثل الأمور الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، يواجه الزوجان أمورًا حساسة وطارئة، مثل مَنْ سيبيت في المستشفى مع الطفل، مَنْ سيتابع جرعات الأدوية في البيت، أو الاتصال بالأطباء، أو الفحوصات، أو الانتقالات.. ناهيك عن مسؤولية الاهتمام بالأطفال الآخرين من حيث أكلهم واستحمامهم ونومهم والاعتناء باحتياجاتهم الكثيرة! كل هذه الأمور (وهي قائمة لا تنتهي) تزيد احتمالية حدوث الخلافات!

عندما نتزوج يكون لدينا توقعات عن كيف نريد حياتنا أن تسير، وتصور خاص للحياة الطبيعية. لكن الاعتناء بفرد من ذوي الاحتياجات الخاصة يصبح جزءًا من مجريات حياتنا الزوجية والعائلية، فما نظنه عن الحياة الطبيعية يتغيّر فجأة وفورًا وينقلب رأسًا على عقب. ولا أحد منا وقّع بالموافقة على الاعتناء بطفل أو أحد الوالدين من ذوي الاحتياجات الخاصة عندما تزوجنا.

وعندما لا نحصل على ما نريده أو نتوقعه، وعندما لا تُسدد رغباتنا، وعندما لا نتعامل مع الجُرح والخلافات بطريقة صحيحة، وقتها تؤدي توقعاتنا غير الواقعية إلى قلة الرضا في علاقتنا. والنتيجة هي الخلاف والغضب، وربما الانفصال. لقد رأينا زيجات بها أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة تنتهي للأسف بالطلاق، لأن الزوجين لم يستطيعا الاتفاق على كيفية التعامل مع القرارات الضرورية الكثيرة. ولم يكونا قادرين على التأقلم مع الواقع الجديد كزوجين.

 الزواج المقدس

التأقلم مع الواقع الجديد يحتاج إلى مساعدة أحدنا الآخر في ظل المسؤوليات الإضافية. التواصل الجيد أمر جوهري عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرارات تخص حياتنا الزوجية، أو تخص الفرد صاحب الاحتياجات الخاصة، أو بقية العائلة. كزوجين صممنا ألا نُقدِم على أي قرار مهم إلا بعد أن نصل إلى نقطة نستطيع الاتفاق عليها. (الاستثناءات الوحيدة في المواقف الطارئة، حيث يكون كل منا في الموقف ذاته ويحتاج إلى اتخاذ قرار فوري). هذا الاتفاق منع حدوث الكثير من الخلافات. وقد يتطلب الأمر مزيدًا من الوقت أو نقاشًا مفتوحًا لنصل إلى اتفاق، ولكن بمجرد أن نصل إلى هذه المرحلة، يشعر كل منا بالارتياح.

لكي يحافظ الزوجان على التواصل والتقدّم في الزواج، لابد أن يدركا أنهما فريق: معًا كلٌ منّا يحقق أكثر. هكذا يسير الأمر لدى الفريق الرياضي الناجح، وهكذا تسير الزيجات الناجحة- خاصة في حالة الاعتناء بأحد من ذوي الاحتياجات الخاصة.

تأقلمنا مع الوضع الجديد من خلال التواصل الإيجابي، والعمل معًا على توفير الرعاية المطلوبة، وبالتخطيط للمستقبل، وبتخصيص وقت للاهتمام بحياتنا الزوجية- من حيث الروتين اليومي وكذلك جانب الرومانسية والحميمية. باختصار، نحن نعمل كفريق لنحقق كل ما يرغبه الله لنا. وبإدارة الخلافات وحلها نحن نوفر لأبنائنا وشريك حياتنا الاستقرار الذي نريده جميعًا.


From the Focus on the Family website at focusonthefamily.com. © 2010 Joe and Cindi Ferrini. Used by permission.