Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 العنف المنزلي

كان ماثيو في السادسة عشرة من عمره عندما بلغت أخيرًا آثار سنوات من العنف المنزلي ذروة الألم والارتباك.. شهد ماثيو على مدار طفولته عنف أمه تجاه أبيه، كما تعرض لإيذاء بدني وعاطفي وروحي بسبب المرض النفسي لأمه.

كانت "أدراج" المطبخ أكثر الأماكن المرعبة في البيت؛ لأنها كانت تحتوي على أنواع مختلفة من السكاكين والأدوات التي استخدمتها أمه بشكل روتيني لتهدد والد ماثيو، وأحيانًا ماثيو نفسه وإخوته. في إحدى المرات، رجع والد ماثيو من العمل لتناول العشاء ثم العودة مرة أخرى إلى العمل. وعلى الطاولة كانت هناك عبوة ٥ كيلوجرامات من الهامبرجر المجمد تنوي أمه إعدادها للعشاء؛ وقد نسيت أن تخرجها من الفريزر في الوقت المناسب، لذا لم يكن العشاء جاهزًا. لم يعارض والده -كان الحفاظ على السلام في البيت يستحق أي شيء، لكن كالمعتاد حدث شيء أغضب أم ماثيو، ثم تبع ذلك العنف.

في هذه الحالة، قرر والد ماثيو أن أفضل الخيارات من أجل مصلحة جميع الأطراف هو أن يعود إلى العمل مباشرة؛ فسار نحو الباب منسحبًا بسرعة. وبمجرد مغادرته، أُغلق الباب وراءه مباشرة في اللحظة الأخيرة قبل أن تصل عبوة الهامبرجر المجمدة التي صوبتها زوجته على رأسه. لكن زجاج الباب لم يكن محظوظًا، فقد تهشم جراء الاصطدام.

أحيانًا كانت والدة ماثيو تُثبت أباه في زاوية من الحجرة، وتبدأ في خربشة وجهه بأظافر يديها التي أطالتها بما يتفق مع الموضة. لم يكن والده ذلك الرجل الذي يرد ويقاوم -لم يعتد أبدًا على ضرب امرأة. أكثر شيء كان يمكنه فعله هو أن يحاول أن يعوق يديها حتى يجد مهربًا بدون أن يضطر للاعتداء عليها جسمانيًا، أو يزيلها عن طريقه.

في بعض الأحيان، كان الموقف يبدو مزريًا للغاية؛ حتى أن والدة ماثيو كانت تهدد بأن تقتله هو وإخوته. هذا الإيذاء حطم نفسية ماثيو، بالرغم من التأثير الإيجابي لجده وجدته، ومجموعة الأصدقاء الداعمين له، والتي اعتمد عليهم ماثيو على مدار سنوات. كبر ماثيو في الكنيسة، وكان لديه شعور عميق بدرجة ما بوجود إله في مكان ما يعتني به. كانت المشكلة أن هذا الإله قد ألقاه -أو هكذا يظن- في وجود مرعب أدى إلى إصابته بالقلق المزمن، ونوبات الفزع، والاكتئاب، وما يصاحب هذا من مشاعر غير مرغوب فيها وأفكار روحية مزعجة.

كانت ليلة صيفية حارة عندما وصلت حياة ماثيو المنعدمة الأمل إلى الذروة. كانت جدته الغالية، التي كانت تمثل مصدر دعم عاطفي له، قد توفيت بسبب مرض في القلب. كذلك، خلال أسابيع من هذه الخسارة، انتقلت فتاة -كان ماثيو مقتنعًا بأنه سيتزوجها في يوم من الأيام- مع عائلتها إلى تكساس. في نفس الوقت لم ينقطع الإيذاء والعنف في بيته، وبدون أي حل يلوح في الأفق.

بعد غروب الشمس بقليل، صعد ماثيو إلى سيارته الـﭼيب القديمة مصرًا على أن تكون هذه هي النهاية. وبينما كان جالسًا في سيارته على رصيف شارع مزدحم، قرر أنه في اللحظة المناسبة في ظلام الليل سيدير سيارته في وجه السيارة القادمة.

لسبب ما كانت حركة المرور في تلك الليلة بطيئة، مما وفَّر لماثيو بعض الوقت ليراجع خطته. خلال هذا الوقت الصامت من التأمل، حملق ماثيو في النجوم وبدأ يتساءل عن حقيقة الله، وفجأة صار على مفترق طريق بين الأبدية والعدم. فكّر ماثيو: "يا الله، إما أن تكون حقيقيًا، وأنت بالحقيقة ما تقوله عن نفسك، أو أنت شخص مزيف وأريد أن أنهي هذا الجنون."

بدأ المراهق يرجو ألا تمر سيارة؛ حتى تتسنى له فرصة ليعيد التفكير في الآثار الناجمة عن قراره الوشيك. في النهاية، أحضر معضلته أمام الله.. "يا الله إذا كنت حقيقة، سأثق أنك قادر أن تخرجني من كل هذا، لكني أحتاجك أن تتكلم معي."

بدأ السلام يملأ ببطء قلب ماثيو. ولأنه كان قد ركب السيارة الـﭼيب ظنًا منه أن الموت هو أكثر الخيارات المنطقية؛ فقد نسب السلام الذي شعر به إلى مصدر خارجي. يقول ماثيو وهو يتذكر ذلك اليوم: "أعطاني الله نعمة كافية في تلك اللحظة حتى لا أتحرك بالسيارة. الله الذي كنت أؤمن به عقليًا أصبح حقيقيًا بالنسبة لي في تلك الليلة بمعنى روحي. لم يتوقف الإيذاء، والآثار الهائلة التي تركها لا تزال تترك ندبًا في نفسي حتى هذا اليوم. لكني أعرف أنه عندما يصل الشخص إلى النهاية، فقد يجد الله هناك، إذا ما نظر بتمعن."

-------

إذا أمكن للواقع المؤلم في عالم ساقط أن يزرع أفكار اليأس وانعدام الرجاء وإيذاء النفس حتى في قلوب وعقول الأطفال الذين تربوا في أجواء سوية، فكيف يكون منظور طفل تشكلت نظرته كلها للحياة في بوتقة العنف المنزلي؟ كما تُظهر هذه القصة، هناك علاقة حقيقية جدًا بين العنف المنزلي والتفكير في الانتحار. العديد من الدراسات تبيِّن أن الناجين من العنف المنزلي يختبرون أفكارًا انتحارية بدرجة عالية للغاية أكثر من بقية الناس.

ولمزيد من تعقيد الأمور، الأطفال والمراهقون الذين يجدون شجاعة ليتقدموا بمعلومات عن الإيذاء والعنف الذي اختبروه أو شاهدوه في بيوتهم ربما لا يشعرون بالارتياح لفكرة الإفصاح عن مشاعرهم العميقة؛ أمّا الذين يعترفون بأنهم فكروا في الانتحار لا يربطون دائمًا بين أفكارهم الانتحارية وخلفية نشأتهم.

 

 For Titlesحقيقة العنف المنزلي

قبل أن ننتقل إلى موضوع آخر نحتاج أن نعرف بالضبط حقيقة ما نتحدث عنه. إحدى المشكلات الكبرى للعنف المنزلي هو أن كثيرين من ضحاياه لا يدركون ما حدث لهم.. في مرات عديدة المرأة، وأحيانًا الرجل، التي تعاني من العنف على يد شريك الحياة الذي يمارس الإيذاء عليها ستقول: "لم يضربني أبدًا، لذا أرى أنه لا يمكن وصف سلوكه بالعنف". وأحيانًا ستقدم أعذارًا له: "هو فقط متضجر اليوم"، أو "إنه يمر بيوم سيئ". وكثيرًا جدًا ما تلوم الضحية نفسها، أنها السبب في استفزازه. أيًا كانت تفاصيل الحالة، النتيجة هي ذاتها عادة: الضحية تقنع نفسها بأن الموقف ليس خطيرًا جدًا، وتغفل رؤية ما يجري فعلاً.

أعطِ انتباهًا شديدًا للعبارة التالية: العنف المنزلي لا يقتصر على الضرب أو الإيذاء البدني. العنف المنزلي يتعلق في جوهره بالنفوذ والسيطرة؛ لذا يتضمن بالإضافة إلى الضرب ما يلي:

  • سلوكيات عدوانية مثل الصياح والصراخ وإلقاء أشياء من بعيد.
  • التخويف، والتنمر، وتدمير مقتنيات شريك الحياة.
  • النعت بالألقاب، وإهانة شريك الحياة على انفراد، أو أمام الآخرين، حتى إذا قيل إن هذا على سبيل "الفكاهة".
  • التحكم في الماليات بحيث لا يُتاح لشريك الحياة الحصول على المال.
  • استخدام الإجبار أو التهديدات (بالطلاق، بأخذ الأطفال، بترك الوظيفة، إلخ).
  • عزل شريك الحياة عن الآخرين، أو تقليل أصدقائه، أو التحكم في متى يمكنه مقابلتهم.
  • طلب المساءلة عن كل شيء بتفاصيله وكل الأماكن التي يتم زيارتها.
  • التهوين أو إنكار السلوكيات السلبية وتأثيرها.
  • إلقاء اللوم على شريك الحياة واعتباره سببًا للغضب، والعنف، والأنانية، والتصرفات المتهورة.
  • إخبار الأطفال أن شريك الحياة يمثل أبًا/ أمًا سيئًا، وتحميل هذا الشريك مسؤولية مشكلات العائلة.
  • استخدام ذكوريته أو أنوثتها كامتياز على الشريك الآخر.

العنف المنزلي يمكن أن يكون أي سلوك يحاول التلاعب بشريك الحياة، أو التحكم فيه، أو ممارسة الهيمنة عليه.

 

 For Titlesالتأثير على الصغار

كيف يؤثر العنف المنزلي على الأبناء -خاصة فيما يتعلق بالميول الانتحارية؟ من الجدير بالذكر أنه في حالات متعددة يعتبر الآن العنف بين شخصين راشدين في المنزل من الناحية القانونية شكلاً من أشكال إيذاء الأطفال. وهناك بعض الأسباب الوجيهة لذلك.

أولاً، الصغار الذين يتعرضون لسلوك عنيف في البيت هم في خطر الإصابة بجروح عاطفية غائرة. من السهل على الأب أو الأم الذي تعرض لإيذاءات أن يتجاهل التأثير السلبي الهائل الذي قد يشكله العنف المنزلي على الطفل. الأطفال الذين يعيشون في منازل يمارس فيها الإيذاء يصابون على الأرجح بالاكتئاب، والقلق، وصعوبات في التحصيل الدراسي، ومشكلات سلوكية، وصعوبات في النوم، وكل أنواع المشكلات الصحية المزمنة.

ثانيًا، من المعروف منذ زمن بعيد أن العنف المنزلي هو سلوك مكتسب. إذا كان يُمارس في بيتك العنف والإيذاء، سيكرر أطفالك على الأغلب السلوكيات التي شاهدوها في بيتك. هذا بسبب أن العنف المنزلي يُلقن بالملاحظة، والخبرة، والتعزيز، والثقافة، والعائلة، والمجتمع. وليس سببه إدمان المخدرات، أو الـﭼينات، أو الضغوط، أو الغضب، أو المرض، أو الأزمات الاقتصادية، أو المشكلات الزوجية. وهذا أحد الأسباب التي تجعل العنف المنزلي يتجاوز الحدود الاجتماعية والاقتصادية، ويحدث أيضًا بمعدلات عالية بين من يذهبون للكنائس، حيث يقال إنه يؤثر على واحدة في كل أربع علاقات منزلية. (الناشر: إحصائية بالولايات المتحدة، لكن ماذا عنا نحن؟)

 

 For Titlesالظروف المهيئة للانتحار

من الواضح أن العنف المنزلي شيء سيئ بالنسبة للصغار. بالإضافة إلى ذلك، هناك طرق محددة يمكن للتعرض للعنف المنزلي أن يقود الصغار في اتجاه إزهاق أرواحهم. والصلة بين كونك ضحية العنف المنزلي واكتساب ذهنية انتحارية هي صلة حقيقية وواضحة. تأمل كيف يفكر ويشعر الصغار حين يعيشون في مثل هذا الموقف:

  • لا أستحق أن أعيش. عندما ينمو الطفل وهو يرى والده يمارس الإيذاء على أمه أو يسمعه يقول مثلاً: "أنا سأقتلكِ.. وسأقتل العيال أيضًا"، من السهل عليه أن يقتنع داخليًا بأنه بلا قيمة. ويظن هكذا: بابا يكرهني. أرى أنه ما كان يجب أن أولد أبدًا.
  • لا أريد عندما أكبر أن أكون مثل بابا. القلق الحقيقي بسبب إمكانية تكرار خطايا الأب يمكن أن يدفع بعض الفتية إلى مغادرة الحياة كلها.
  • أشعر بأنني بلا حيلة وبلا أمل. بعض الصغار الذين يمرون بتجربة العنف المنزلي يشعرون بالفشل التام. ويفكر كالتالي: لا أستطيع أن أحمي أمي، ولا أستطيع أن أحمي نفسي. هذا وضع ميئوس منه.
  • أسير على قشر البيض. الأشخاص الذين يعيشون في أجواء تتكرر فيها نوبات الغضب الخطيرة يتعودون على أن يعيشوا في حالة من الفزع والقلق المستمر. هذا قد يؤدي إلى التخلي عن أي أمل في مستقبل أفضل.
  • هذا يفاقم من المشكلات الأخرى. العنف في البيت يمثل العدو المباشر للتعلق القوي والإحساس بالأمان. إنه يهيئ الصغار لحياة القلق ولهواجس مستمرة بشأن سلامتهم. إذا وجدت مشكلات أخرى، مثل الاكتئاب، أو الوسواس القهري، أو اضطراب فرط الحركة، أو صعوبات في التعلُّم -فإن العنف المنزلي سيفاقم الأمور وسيزيدها سوءًا.
  • أريد أن أهرب. عندما تتراكم كل هذه العوامل ستحدث حالة مؤكدة تحفز على أفكار الهروب. ولأن المراهقين من جهة نضوجهم يتسمون بالتمحور حول الذات بدرجة عالية في منظورهم للحياة، فهم في المعتاد لا يميلون إلى التأمل في كيف ستؤثر "خطة هروبهم على الآخرين". كل ما يستطيعون التفكير فيه هو إيجاد مهرب. وفي حياة يسودها العنف المنزلي، يمكنهم النظر إلى الانتحار كخيار له جاذبية.

 

 For Titlesابتكار استجابة فعالة

الأطفال الذين نشأوا في بيئة يُمارس فيها الإيذاء هم في خطر داهم من عدة جهات. كأب أو أم، مهمتك أن تحميهم. هذا يتضمن فعل كل شيء في مقدرتك لتمنعهم من اكتساب عقلية انتحارية. إذا كان أي شيء مما قلناه يذكرك بحالة عائلتك، اتخذ إجراءًا حاسمًا في أسرع وقت ممكن. موقفك تجاه العنف المنزلي لابد أن يعبّر عن رفضك التام له وعدم التساهل معه إطلاقًا. ووسيلتك الأساسية في ذلك تتمثل في الأمان أولاً. إذا كنت تواجه خطرًا وشيكًا، أو اختبرت للتو ضررًا جسمانيًا، اتصل بالشرطة بلا تأخير. دَع الشرطة تتدخل وتأخذ الإجراءات مجراها.

ربما تقول "لكن لا يمكنني تركه. الله يقول إنه يكره الطلاق". نعم الله يكره الطلاق، لكننا لا نتكلم على هذا هنا. نحن نتكلم عن أمانك وأمان أبنائك حتى إذا كان مَنْ يقوم بالضرر هو شريك حياتك. توفير المكان الآمن والطلاق ليسا نفس الشيء. سفر الأمثال يتحدث كثيرًا عن الابتعاد عن الأشخاص الذين يمثلون خطورة، ولا توجد آية تقول لك: "ملحوظة: إلا في حالة شريك حياتك".

إذا كان لديك أي سبب يجعلك تصدق أن شريك حياتك على وشك نوبة عنيفة، أول شيء تهتم به هو توفير مكان آمن لك ولأطفالك. وقد يكون من الحكمة مراجعة الأمر مع أحد المحامين عن الآثار المترتبة على ترك بيتك لفترة ممتدة من الوقت. في بعض الأماكن قد تتعرض لمشكلات غير متوقعة إذا كان سبب تركك للبيت غير موثق بأوراق رسمية. بمجرد أن تشعر بالأمان أنت وأبناؤك، اتخذ إجراءًا سريعًا. اشرح لشريك حياتك بشكل واضح وحاسم أن سلوكه غير مقبول، وأنك لن تتحمله بعد الآن. ويجب أن تصر على أن يحصل شريك حياتك على مساعدة نفسية متخصصة. اخلق أزمة بإعطائه تحذيرًا أخيرًا. قل شيئًا مثل: "إما أن تحصل على مشورة، أو لن أرجع البيت حتى تكون مستعدًا لحل هذه المشكلة". الابتعاد عن البيت مؤقتًا قد يكون كافيًا لتنفتح عينا شريك حياتك على حقيقة ما يفعله.

 

 For Titlesابتكر خطة

من الطبيعي أنك ستريد أن تتأكد أن منظومة دعمك متوفرة قبل أن تتخذ أية خطوة. إذا أردت ترك البيت، تحتاج مكانًا آخر لتذهب إليه -بيت صديق، أو أحد أفراد العائلة، أو أحد الجيران. ستحتاج أو ستحتاجين بعض المال لتلبية الاحتياجات والمصروفات اللازمة. ابتكري بعض الخطط، نظمي مواردكِ، وقومي بعمل الترتيبات اللازمة قبل أن تحزمي أمتعتكِ وتخرجي من الباب.

ستكون فكرة جيدة أن تطلبي أيضًا مساعدة مشير متخصص. المعالج المدرب تحديدًا في مجال العنف المنزلي يمكن أن يساعدك على إدراك إلى أي مدى قد حدث لك غسيل مخ بفعل سلوكيات شريك حياتك. من الشائع لمَنْ يتعرض للإيذاء أن يقبل نصيبه في الحياة. بالطبع سيكون من المثالي لو سعى شريك حياتك إلى مساعدة مشورية أيضًا، لكننا لا ننصح أن تقوما بهذا الشيء معًا، على الأقل في البداية. من السهل جدًا للشريك الذي يمارس الإيذاء أن يتلاعب ليجعل وضعية المشورة الزوجية لصالحه.

 

 For Titlesتجميع الصورة

الروابط بين العنف المنزلي والانتحار واضحة بما يكفي. إذا كنت تعرف فتاة أو فتى يتعرض للعنف في بيته، سيكون من الصعب إدخاله مشورة متخصصة بدون مشاركة والديه. لكن يمكنك تشجيعه على التحدث مع مشير المدرسة، أو أحد خدام الشباب، أو (إن أمكن) أحد ضباط الشرطة في مدرسته أو جامعته.

في نفس الوقت، قوِّ علاقتك به، وشجعه على إقامة علاقات قوية مع أشخاص راشدين أسوياء يمثلون قدوة حسنة. لا تخف من التحدث مع الشباب بانفتاح عن خطر الانتحار. تذكر: الأشخاص الذين يفكرون مليًا في إمكانية إزهاق أرواحهم كثيرًا ما يشعرون بالراحة لأن شخصًا ما يهتم بما يكفي ليسألهم عن مشاعرهم.

 

نشاط

في علاقتك، هل فعل شريك حياتك، أو شخص آخر مهم بالنسبة لك، أو صديقك ما يلي:

  • صرخ وصاح في وجهك، أو ألقى عليك أشياء عبر الغرفة؟
  • هددك أو تنمر عليك، أو أغلق عليك حتى لا تغادر الغرفة، أو حطم مقتنياتك؟
  • نعتك بالألفاظ، وأذلك، أو أهانك على انفراد أو أمام الآخرين (حتى إذا قال إن هذا على سبيل الفكاهة)؟
  • تحكم في الماليات بحيث لا يكون لك حرية التصرف في الحال؟
  • أجبرك أو تلاعب بك، أو هددك بالطلاق، أو بأخذ الأطفال منك، أو بالتوقف عن الوظيفة... إلخ؟
  • تلاعب بالظروف حتى يعزلك عن الناس أو يتركك بلا وسيلة للانتقال؟
  • تحكم فيمن هم أصدقاؤك، ومتى يمكنك أو لا يمكنك قضاء الوقت معهم؟
  • كان يطلب منك تفسيرًا لكل شيء تفعله، وكل مكان تذهب إليه، وكل مليم تنفقه؟
  • كان يهون أو ينكر تصرفاته السلبية تجاهك أو تأثيرها عليك؟
  • كان يلومك على غضبه، ونوبات عنفه، وأنانيته، وسلوكياته المتهورة؟
  • أخبر الأبناء أنك أب/ أم سيئة، وحملك مسؤولية مشكلات العائلة أمام الأبناء؟
  • استخدم الكتاب المقدس ليخبرك كيف يجدر بك أن تتصرف كشريك حياة، ويتهمك بأنك شخص مسيحي سيئ، أو ليتساءل هل نلت حقًا نعمة الخلاص؟

راجع هذه القائمة من الأسئلة. إذا أجبت على أحدها بــ "نعم"، حتى لو على سؤال واحد، فأنت تحتاج أن تتوقف وتفكر. ماذا يُظهر لك هذا عن العلاقة التي أنت فيها الآن؟ هل يحتمل أنك في علاقة تعاني من العنف المنزلي ولم تدرك ذلك من قبل؟ أم أنك تدرك ذلك لكنك تشعر بالإجبار في الاستمرار بسبب إيمانك أو بسبب قناعتك بأن الأطفال يحتاجون إلى والدين في البيت؟

لا يوجد أي تهاون أو سماح بالعنف المنزلي، حتى في العائلات المسيحية. اسعَ للحصول على مساعدة الآن. اتصل بأحد المشيرين ممَنْ لديهم خبرة في التعامل مع العنف المنزلي، أو اتصل بالشرطة أو أي جمعيات تقاوم العنف المنزلي. افعل هذا من أجل نفسك -وبالأخص من أجل أطفالك.


 

القسم الثاني: ما الذي يجعل أبناءك عرضة للانتحار؟

For Titlesالفصل الأول: تأثير قيم العالم

For Titlesالفصل الثاني: خسائر ليست هينة

For Titlesالفصل الثالث: الطلاق والآثار الناجمة عنه

For Titlesالفصل الرابع: العنف المنزلي

For Titlesالفصل الخامس: التنمر والتنمر الإلكتروني

For Titlesالتجاوب مع هذه المشكلات

 

© 2020 Focus on the Family. All rights reserved. Used under license.