Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 

Why Parents Want to Control Their Teens

بقلم: تيموثي سانفورد

للمزيد من هذه السلسلة:

١- كيف نُطلِق أبناءنا المراهقين؟                    ٢- لماذا يريد الوالدان السيطرة على مراهقيهم؟

٣- التحكم في مقابل المسؤولية                      ٤- نمطان للعلاقة مع ابنك المراهق: المُتمسك والمُلقي

٥- نمطان آخران للعلاقة مع ابنك المراهق: المُتدخل والمُمتنع                ٦- لماذا لا ينجح التحكم؟

٧- كيف تؤثر في ابنك المراهق؟


 

الراية تُسلَّم منك، كأب أو أم، إلى ابنك المراهق.. هذا لابد أن يحدث إذا أراد أن يكون شخصًا ناضجًا وسويًا؛ ويجب أن يحدث سواء رأيت أو لم ترَ أن ابنك المراهق مستعد لذلك. من السهل أن تطلق المراهق إذا كان يقرر ويفعل أمورًا تعجبك، لكن الأصعب أن تطلقه بينما لا تعجبك قراراته أو تصرفاته.

إنها ليست مهمتك أن تتأكد أن ما يقرره ابنك سيكون دائمًا ”صوابًا“.

هذا الانفصال عن الوالدين، وهذا الإعداد من أجل ترك العُش، هو ما سيحدث.. ويجب أن يحدث، وهو بالفعل يحدث. بالتالي، كيف يمكن أن تعمل مع فكرة الانفصال وليس ضدها؟

بشكل ما، هذا يشبه أحد أنشطتي المفضلة.. التجديف في الزوارق المطاطية عبر المياه الثائرة. خلال سنوات كمرشد للغابات في كلورادو، تعلمت أنه حين تكون في زورق مطاطي برتقالي صغير، من الأفضل أن تترك نفسك للتيار.. لا تحاول أن تجدف عكس التيار، وإنما استخدمه للإبحار وسط الشلالات حتى تصل إلى وِجهتك التي تقصدها.

سر البقاء ثابتًا هو معرفة أنك لا تملك السيطرة على النهر أو اتجاهه.. لكنك تتحكم فقط في أفعالك ووضع الزورق. أنت تعمل مع النهر، وتسير مع التيار.

بنفس الطريقة، يمكنك أن تتعلَّم أن تسير مع تيار التغيرات التي تحدث في ابنك المراهق. الأمر ليس سهلاً أو سلسًا، وعادة ما يحدث أسرع من استعداد الأب أو الأم، أو أبطأ مما يظن المراهق أنه مستعد لذلك. لكن يمكنك أن تسير مع التيار، وتحافظ على التجديف أيضًا.

 

خمسة معوقات في النهر

إذا كان التجديف بالزورق المطاطي هو مجرد طفو واستسلام للتيار، فلن يكون في الأمر أية مغامرة.. وهكذا الأمر مع الرحلة نحو النضوج. وكما أن كل نهر ثائر يحتوي على صخور وشلالات و”مصافي“ قد تحبسك تحت الماء، فالمسار الذي تحاول أن تبحر فيه مع ابنك المراهق يتضمن معوقات ضخمة. فيما يلي خمسة معوقات تُصعِّب على الوالدين أن يرفعوا أصابعهم عن مفتاح ”التحكم“.

١- أمخاخ المراهقين لم تكتمل بعد. الفص الأمامي للمخ -أي الجزء المسؤول عن اتخاذ القرارات والتحليل المنطقي- لا يصل إلى نضجه الكامل حتى يصل الشخص إلى بداية العشرينات من عمره.

بحسب أبيجايل بايرد، من مركز دراسات المراهقين في دارتموث، يواصل مخ المراهق النمو والتغيُّر حتى بداية العشرينات؛ فهي تقول: ”نحن كمجتمع نعتبر الفرد في عمر الثامنة عشرة مستعدًا لتحمل المسؤولية كشخص بالغ. لكن الأدلة الحديثة تؤكد أن النضوج العصبي والنفسي لايزال يحتاج إلى سنوات كثيرة ليكتمل.“[1]

وكنتيجة لهذه الحقيقة الجسدية، ابنك المراهق عالق بين عالَمين: عالَم كونه طفلاً (بتفكير بسيط غير مكتمل، وبنك معرفة قليل الخبرة)، وعالَم كونه بالغًا (بتفكير أكثر نضجًا أو اكتمالاً، وبنك معرفة أكبر). المراهقون يمكن أن يتصرفوا بالفعل كبالغين في بعض الأوقات.. هذا شيء طبيعي. ويمكنهم التصرف كأطفال، بل ويفعلون، في أوقات أخرى.. وهذا أيضًا طبيعي.

هذا الجانب من علم الأعصاب لا يعني أن ابنك المراهق لديه عذر تلقائي عن أي سلوك سيئ أو اتخاذ قرار غير صائب. لكن علاقتك لن يصيبها الكثير من المتاعب إذا أدركت أن هذا السلوك المتذبذب وهذه الأنماط الفكرية هي المتوقعة -وأنه عليك أن تتعامل معها.

٢- نحن نعاني من الإثارة المفرطة. نحن نعيش في مجتمع بلغت فيه الاتصالات حدًا مرعبًا. يمكنك اصطحاب وسائل الترفيه معك أينما ذهبت، بآلاف الأغاني والمقاطع الموسيقية ومئات مقاطع الـﭬيديو في جيب قميصك. يمكنك تصفح الإنترنت على هاتفك المحمول - أو التحدث وإرسال رسائل نصية بلا انقطاع. لستَ مضطرًا بأن تفوتك حلقة في مسلسل، وذلك بفضل القنوات الفضائية المجانية والمشفرة. يمكنك أن تصادق ”أصدقاء“ لم تقابلهم أبدًا في حياتك من خلال ألعاب الـﭬيديو ومواقع التواصل الاجتماعي. كذلك هجوم الإعلانات ينهال عليك بلا هوادة.

بعد ذلك توجد أنشطة ما بعد المدرسة، ومسابقات المنح الدراسية، وحصص الموسيقى، ومنافسات الفرق.

هذا كثير جدًا!

وهي وصفة مثالية للهياج، والوقاحة، وحالة الانفعال القصوى باستمرار. الإثارة المفرطة تؤدي أيضًا إلى التهور والاندفاع. كل هذا القدر من المعلومات لا يمكن معالجته ذهنيًا.. ليس هناك وقت للتفكير؛ لذلك فالشخص لا يفعل شيئًا سوى الاستسلام لرد الفعل. والنتيجة: قرارات سيئة.

عندما تتجاوب برد الفعل مع النزوات، فأنت تفقد كل تحكم في ذاتك. وهذه ليست فكرة جيدة، سواء كنت مراهقًا أو مراهقة، أبًا وأمًا.

 

من كتاب المراهقون ليسوا مجانين ٥

 

٣- نحن نعاني من الإجهاد الشديد. إن صخب الحياة المعاصرة حرمت الكثيرين منا من الراحة الكافية. قلة النوم تجعل الكبار والمراهقين يعانون إجهادًا ذهنيًّا وبدنيًّا مزمنًا. كما تتآكل قدرة الشخص على التحليل المنطقي، وفي الحالات الشديدة قد تؤدي إلى نوبات نفسية ذهانية.

كيف تعرف أنك لا تأخذ كفايتك من النوم، أو أن ابنك المراهق يعاني من الشيء نفسه؟ فقط أجب على الأسئلة التالية:

-     هل تستخدم منبهًا (أو جرس الموبايل) للاستيقاظ صباحًا؟

-     هل تعتمد على المنبهات مثل الكافيين حتى تمارس حياتك الطبيعية في الصباح وخلال النهار؟

إذا كانت إجابتك بنعم على أي من هذين السؤالين، فربما تعاني من قلة النوم. تَحدَّث إلى طبيبك الخاص أو مرشدك الروحي عن كيفية التعامل مع هذه المشكلة.

القليل من الراحة قد يُحدث فارقًا كبيرًا في علاقاتك العائلية.

ماذا حدث لفكرة يوم الراحة - ليس نوعًا من التشدد الديني بل لحماية أذهاننا من الجنون؟ ماذا حدث لفكرة الذهاب في نزهة إلى الحدائق الخضراء، أو حتى الاستمتاع بغفوة قليلة بعد الظهيرة؟ إن تجاهل احتياجك للراحة يؤثر على مستوى ممارستك وممارسة ابنك المراهق للانضباط السوي والحكيم.

٤- الشباب لديهم تصريح للبقاء في عدم مسؤوليتهم. بسبب ازدحام أماكن العمل، وقلة الفرص المتاحة للعمل، فإن جيل ابنك من المراهقين قد يظنون أنه لا يوجد احتياج لهم. الوظائف شحيحة جدًا، وهناك تنافسية عالية جدًا، وبالتالي لا داعي للتعجل في خروجهم لساحة العمل. وهذه إحدى العوامل التي تؤدي إلى الرضا بمرحلة أطول من المراهقة.

عالمنا يمنح المراهقين تصريحًا بألا يكبروا، وبألا يتحلوا بالمسؤولية، وبألا ينضجوا. كثيرون يتجنبون تحمُّل المسؤولية عن أموالهم وقراراتهم وسلوكياتهم -ناهيك عن فكرة أنهم يعيشون مستقلين.

باختصار، ابنك المراهق يتم تشجيعه على تجنب الاستقلالية بينما تحاول أنت قيادته وتوجيهه ليتحمّل المسؤولية ويتمتع بالاستقلالية كشخص بالغ. هل تلاحظ هذا؟

٥- الثقافة المحيطة لا تدعم قيمنا. ”النضوج“ ليس هو الموضوع الوحيد الذي يسمع عنه المراهقون رسائل متضاربة. ربما تحث طفلك على الابتعاد عن المشروبات الكحولية، بينما تجد الكثيرين من مشاهير الفن والرياضة يتناولونها. اجتماعات الشباب في الكنيسة تعلّم المراهقين الامتناع عن الجنس قبل الزواج، بينما المسلسلات والأفلام تقدم الجنس قبل الزواج على أنه الشيء العادي والطبيعي.

هذا الموضوع ليس جديدًا، والتعارض بين المسيحية والثقافة العالمية كان ولا يزال قائمًا. لكن الإثارة المفرطة والسماح بأن يبقى الشباب غير ناضجين جعلا المشكلة أكثر سوءًا. يحتاج ابنك المراهق وقتًا ليفكر في الحياة ويصارع مع منظومته العقائدية- لكن الوقت شحيح. ولأن الصغار يواجهون طوفانًا من الرسائل المتضاربة فلا عجب أنهم لا يعرفون كيف ينضجون ويتصرفون بحكمة.

 

الاتجاه الصحيح

لن تتمكن من إزالة هذه العوائق بمجرد قراءة هذه السلسلة من المقالات. لكن الاعتراف بهذه العوائق يمنحك وضعًا أفضل في مساعدة ابنك المراهق على اجتياز هذه السنوات الصعبة، الآن وفي المستقبل.  

تذكّر أنك لا تحارب النهر.. أَبحِر مع التيار.. جدّف بقوة في الاتجاه الصحيح.

بالتأكيد هذه التيارات المتدفقة ستجعل مهمتك أصعب- ولا يمكنك السيطرة عليها. لهذا السبب من المهم جدًا ألا تفقد السيطرة على الأشياء التي من واجبك السيطرة عليها، كأب أو أم يسعى لتنشئة مراهقين يتحلون بحس المسؤولية عندما يصيرون بالغين.  


[1] Grossman, Lev, "They Just Won't Grow Up," Time, January 24, 2005, pp. 42-53.

 

 © 2020 Focus on the Family. All rights reserved. Used with permission. Adapted from "Losing Control and Liking It" by Tim Sanford, a Focus on the Family book published by Tyndale House Publishers.

 

مقالات ذات صلة

A Teen Battle Worth Ignoring small How to Pick Your Battles small Rules and Rebellion small

 

بعض معارك المراهقين تستحق التجاهل

 

كيف تختار معاركك مع المراهقين؟

 

القواعد والتمرد

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بناتنا الصبايا كيف نربيهن بالطول