Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: ليندي كيفر

للمزيد من هذه السلسلة:

١- ابنك المراهق يحتاج إليك                           ٢- ست خطوات لبناء هُوية ابنك المراهق   

٣- حدود آمنة للمراهقين                               ٤- امنح ابنك المراهق شخصية قوية

٥- التركيز المتعمد علي ابنك المراهق             ٦- اظهر محبتك لابنك المراهق في كل الأحوال

٧- الحدود للمراهقين سر حريتهم


يمثل البلوغ مرحلة الاستكشافات والتحديات وإعادة التفكير في القيم المختلفة والقضايا المتعلقة بالله، والاشتياق إلى الحرية. في هذه الفترة لا يريد المراهقون أن يتحكموا في نزواتهم ورغباتهم في حين يرغب الآباء والأمهات في إحكام السيطرة عليهم. وهذا التوتر بين الوالدين والمراهقين قد يؤدي إلى مجادلات وصراع على السلطة وتمرد. وبالتالي بدلاً من محاولة كبح حرية المراهق، ينبغي على الوالدين أن يضعوا حدودًا مناسبة لهذه الحرية بحيث يتعلم المراهقون ضبط النفس، ومواجهة الإحباطات، وتأجيل إشباع الرغبات. هذه المهارات ستساعدهم في السير بأمان في سنوات المراهقة والشباب. 

 

ما المقصود بالحدود إذًا؟ ببساطة يُقصد بالحدود.. حدود الملكية. تحدد حدود الملكية موقع منزلك بالضبط، ومن ثم يتضح لك ما هو ملكك، وما هو خارج ملكك. بنفس الطريقة الحدود داخل العائلة ترسم حدود مسؤوليتك في الحياة، وما هو خارج حدود مسؤوليتك، وتوضح لك ما هو لك وما هو عليك.. ما تسمح به، وما لا تسمح به.. وكل هذا من أجل حماية العائلة وأمنها التي وهبها الله لك. وفي النهاية تتعلق الحدود بتحمل مسؤولية قلبك ومشاعرك ومشاعر ابنك/ ابنتك المراهق: "فوق كل تحفظ احفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة" (أمثال ٤: ٢٣). 

 

إن الحدود الواضحة مع أبنائك المراهقين لا تخلق فقط نظامًا داخل العائلة، وإنما توفر لهم طريقًا للنضوج بينما يتعلمون كيف يتحكمون في اختياراتهم. وسواء كان الأمر بسيطًا (مخالفة أمر بعدم الخروج من المنزل، عدم الاحترام، عدم الالتزام بالواجبات المنزلية)، أو كان الأمر كبيرًا (مخدرات، علاقات جنسية) هناك ٤ عناصر يجب مراعاتها عند وضع حدود صحيحة: 

 

١-  الحب: أول شيء يريد أن يتأكد منه المراهقون هو: هل أنت في صفهم أم لا. ربما يتصرفون كمَنْ لا يحتاجون إلى اهتمامك، ولكنهم من الداخل يريدون ذلك بشدة. 

٢-  الحق: كن واضحًا ومنطقيًا في الحدود التي تضعها، وإلا لن يعرف أبناؤك أين رُسمت هذه الحدود بالضبط. وضح لهم المطلوب منهم "صادقين في المحبة" (أفسس ٤: ١٥). على سبيل المثال: 

  ·  أريد منك أن تحقق مستوى معين في دراستك لأنك قادر على ذلك" (مع مراعاة إمكانياته في التحصيل الدراسي). 

  ·  "لن نقبل بأي حالٍ من الأحوال دخول المخدرات في البيت". 

  ·  "يحق لك أن تختلف معي في الرأي، لكن لا يُسمح بالكلمات أو الألفاظ أو السلوكيات الخارجة عن حدود اللياقة". 

 

٣-  الحرية: الشيء الأصعب في وضع الحدود عند كثير من الآباء والأمهات هو ضرورة التأكيد على مبدأ حرية أبنائك في الاختيار. يمكنهم أن يختاروا إطاعة القواعد (الحدود) أو لا يطيعونها، لا يمكنك إجبارهم على الطاعة. يفعل الله نفس الشيء مع أبنائه: "اختاروا لأنفسكم اليوم مَنْ تعبدون" (يشوع 24: 15). وإذا طبقنا هذا الكلام في عالم علاقة المراهقين بوالديهم، يمكننا أن نقول: "لست مضطرًا لأن تفعل هذا، ولا أستطيع إجبارك على ذلك. الأمر متروك لك، وإن كنت أتمنى لك أن تفعل هذا". 

 

٤-  الواقعية: يحتاج أبناؤك المراهقون أن يعرفوا أن هناك نتائج مترتبة (تبعات) على اختراق هذه الحدود أو انتهاكها. هذه النتائج تساعدهم على إدراك مبدأ الزرع والحصاد: " الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضًا" (غلاطية ٦: ٧). وبالتالي بدلاً من محاولات إجبارهم على فعل شيء معين، علينا أن نوضح التبعات المترتبة في حالة مخالفة ذلك. من بين هذه التبعات: الحرمان من الخروجات، الحرمان من قيادة السيارة، الحرمان من استخدام التليفون أو المحمول أو الكمبيوتر أو ألعاب الفيديو، أو فرض واجبات منزلية أكثر. مع مراعاة أن تكون التبعات مناسبة لمقدار انتهاك الحدود (بحيث لا تكون فيها تعسف أو لا ترتقي لمستوى الخطأ). ويجب أن تكون النتائج مؤثرة بالفعل.. لذا عليك أن تبحث بجهد لتعرف ما هي الأشياء التي تجذب اهتمام أبنائك المراهقين.  

 

الشيء الجيد في مسألة الحدود مع أبنائك المراهقين هو أنها قد تصبح معيارًا أخلاقيًا في بيتك. فعندما تضع الحدود بمحبة وتحافظوا عليها، سيبدأ ابنك في تقبل هذه الحدود وغرس روح المسؤولية لديه. تمثل الحدود جزءًا من نظام الله للحياة.. هذا النظام يهدف إلى مساعدة الجميع على النمو. 


د. "جونسون تاونسند" هو متخصص في علم النفس، واستشاري في تدريب القادة والشركات. وهو قد أّلف العديد من الكتب وساعد في تأليف البعض الآخر، بما في ذلك سلسلة "الحدود" التي حققت أعلى المبيعات.
Originally appeared in the October/November 2012 issue of Thriving Family magazine. Copyright © 2012, Dr. John Townsend.  Used by permission.
 

 

 

 

 

 

 

 

 

بناتنا الصبايا كيف نربيهن بالطول