Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: ليندي كيفر

للمزيد من هذه السلسلة:

١- ابنك المراهق يحتاج إليك                           ٢- ست خطوات لبناء هُوية ابنك المراهق   

٣- حدود آمنة للمراهقين                               ٤- امنح ابنك المراهق شخصية قوية

٥- التركيز المتعمد علي ابنك المراهق             ٦- اظهر محبتك لابنك المراهق في كل الأحوال

  ٧- الحدود للمراهقين سر حريتهم


 

 

من نواحي عديدة لم يمر المراهقون بظروف أصعب من الظروف الحالية. إذا كنت أبًا وأمًا فأنت تعرف ما أقصده. فالضغوط الاجتماعية أشد وطأة وتدميرًا من أي وقت مضى. ويشعر كثير من الآباء والأمهات بعجزهم عن إعداد أبنائهم المراهقين وإمدادهم بما يمكِّنهم من اجتياز هذه الفترة بدون علاقات ضارة أو توجهات أو تصرفات سلبية.

الوضع المثالي يقتضي البدء في عملية إعداد الأبناء ليعيشوا وينجحوا في ثقافة معادية للمسيحية في أقرب وقت من مجيئهم إلى هذا العالم. ومن المؤكد أن الوالدين هم أصحاب التأثير الأكبر والأهم على حياة الأبناء، بالطبع بعد عمل الروح القدس في حياتهم. ولكن حتى إذا كنت تشعر أن الوقت قد فات، وتجد ابنك/ ابنتك المراهق بعيدًا عنك، يمكنك البدء في وضع بعض الحجارة الأساسية لمساعدة ابنك على النمو في المسيح، وعلى ترك أثر إيجابي على العالم الذي يعيش فيه. تحتاج إلى الحب والالتزام وضبط النفس والمثابرة وصلوات كثيرة لتنجح في هذا الأمر، وتعرف كيف تقوم به. 

 

إن مساعدة ابنك المراهق على تكوين هُوية قوية وصورة ذاتية إيجابية هو أحد الوسائل نحو تشكيل قناعات راسخة مبنية على الحق، ومن ثَم يستطيع ابنك/ ابنتك أن يقف ثابتًا ومتمسكًا بقناعاته مهما فعل الآخرون عكس ذلك. 

كآباء وأمهات يمكننا بناء هُوية أبنائنا من المراهقين باستخدام طريقة البناء "طوبة فوق طوبة" أو حجر فوق حجر. إن حرفة البناء تمثل فنًا يحتاج إلى دراسة متعمقة للرسومات الهندسية للمشروع قبل وضع أول حجر في مكانه. كما أن هذه المهنة بها تفاصيل كثيرة وتحتاج إلى خبرات في التطبيق بجانب الالتزام. 

هذه الجدران الأبوية ستحيط بأبنائنا المراهقين بينما يختبرون بهجة اكتشاف أهميتهم وهُويتهم في المسيح. المراهقون اليوم عادة ما يكونون محملين بأعباء وواجبات كثيرة، وعادة ما يفتقرون إلى مهارات التواصل، والحدود. ولذا هم يحتاجون إلى مساعدتنا ليحددوا أي الحجارة ستكون مناسبة وأيها لن تكون مناسبة. 

ما هو التحدي؟ هو أن تشجعهم أن يكونوا كما أرادهم الله، وليس كما نريد نحن أن يكونوا. 

و"طوبة فوق طوبة"، نستطيع أن نصنع فرقًا في حياة أبنائنا وعالمهم. 

  

الحجر رقم ١: شجَّع اكتشاف الذات 

شارك زوجي "ديريك" أحد التأملات عن النزاهة والاستقامة مع ابننا جوستن البالغ من العمر ١٤ سنة بصحبة صديقه "تيم". وسألهما "ديريك": "إلى أي مدى تلتزمون بفضيلة النزاهة؟" 

فأجاب "تيم": "لست ملتزمًا بالقدر الكافي، لكنني أريد ذلك." 

فقال "ديريك": "إن قول الصدق يعبِّر عن النزاهة. شكرًا لك على أمانتك." 

فقال "تيم": "أدخل في مشكلات مع بعض الأصدقاء. أشعر بضغوط تجبرني أن أسعى لأكون محبوبًا." 

فأخبره "ديريك": "ستظل تتلون كالحرباء حسب الموقف وحسب من حولك، حتى تعرف هُويتك الحقيقية. وحتى تكتشف كيف خلق الله "تيم"، فأنك ستصارع مع أصدقائك." 

 

الحجر رقم ٢: أظهر تقديرًا للمواهب الطبيعية 

يحتاج المراهقون إلى دعمنا وقربنا منهم. ومن الهام جدًا أن تؤكد على قدراتهم ومواهبهم الفطرية. كن أنت أبرز المعجبين بهم. واظب على حضور الأنشطة التي يقومون بها حتى إذا قالوا: "إنه شيء بسيط." 

شجعهم أن يستمروا في المشاركات الرياضية المختلفة أثناء سنوات الجامعة. شجع مَنْ لديه مواهب فنية أن يحاول استخدام آلة موسيقية جديدة، أو الاشتراك في التمثيل، أو الالتحاق بكورسات في الرسم أو الموسيقى أو تدريب الأصوات. وإذا كانوا يحبون الحوار والمناقشة، اجعلهم يشتركون في المناظرات والحوارات التي تنظمها المدرسة. تحدث في اختيار الوظائف المستقبلية التي تمكنهم من استغلال مواهبهم. على سبيل المثال، المهارات الحسابية لا غنى عنها للمحاسبين ومتخصصي البرمجيات. 

 

الحجر رقم ٣: ابتكر شعارًا للعائلة 

عندما كان أبناء صديقتي "بيث" المراهقين يكبرون، كان شعار عائلتهم: "لسنا انهزاميين". وفي أي مرة يطلب ابنها أو ابنتها أن يقصر في التزاماته، كانوا يذكرون بعضهم البعض بهذا الشعار. وفي النهاية صارت لدى الأبناء قناعة بأنهم ينتمون إلى عائلة غير انهزامية. 

عندما تبتكر شعارًا للعائلة فإن هُويتها تبدأ في أن تترسخ داخل أذهانهم. ثم عندما تظهر الصعوبات على السطح، يعمل هذا الشعار كوتد ثابت في الأرض يذكرنا بهُويتنا كأفراد وكعائلة.  

 

الحجر رقم ٤: انظر بتقدير إلى تفردهم 

إن حياة المراهقين دائمة التغيُّر من الناحية الجسمانية أو العاطفية. قد يشعرون بأنهم مثقلون بأعباء كثيرة، أو بأن لا أحد يعرفهم، أو مهجورون، أو هناك من غدر بهم. ولا يزال المراهقون يريدون مكانة متميزة في بيوتهم. كما يحتاجون أن يعرفوا أنهم منتمون وأنهم مهمون. 

شجع المراهقين المشغولين أن يستمتعوا بأوقات فراغهم؛ لأن هذا الأمر يعزز قدرتهم الإبداعية ومهاراتهم في حل المشكلات. أخبر ابنك أنك تفتقد لخفة ظله عندما غاب بضعة أيام عن البيت. أخبري ابنتك أنك معجبة بروحها الشاكرة على كل شيء. 

 

الحجر رقم ٥: أكد على المواهب الروحية 

منذ أن كان ابننا "جوستين" صغيرًا، فإنه تعود على إظهار التعاطف نحو الأطفال المختلفين عنه. وعندما وصل إلى الجامعة في ريعان شبابه، استمر في إحساسه بالمهمشين والتعاطف معهم. 

سأل مدرس الألعاب التلاميذ من هو أفضل صديق لكم ولماذا؟ فاختار معظم الطلبة "جوستين". وكانت أسبابهم كالتالي: "إنه يظهر الاهتمام بي.. يجعلني أضحك.. يجلس بجواري.. يدافع عني." 

شجعنا "جوستين" على استخدام موهبة إظهار الرحمة مع أصدقائه.  

ادرس بعض الآيات الكتابية عن المواهب الروحية مع أبنائك المراهقين: رومية ١٢: ٣؛ كورنثوس الأولى ١٢: ١- ٣١؛ ١٤: ١- ٤٠؛ أفسس ٤: ٧- ١٦؛ بطرس الأولى ٤: ٧- ١١. 

 

الحجر رقم ٦: عزز من الهُوية الروحية 

هذه أهم طوبة في البناء، وعندما يدرك المراهقون قيمتهم في شخص المسيح، يستطيعون أن يرفضوا الأفكار السلبية التي تنهال على رؤوسهم من أقرانهم أو نقاط قوتهم ومشكلاتهم. وعندما يفشل المراهقون مرة، وهذا سيحدث بالتأكيد، فهذا لا يعني أنهم سيفشلون دائمًا. 

يكتسب المراهقون الثقة بالنفس عندما يصدقون بأن الله يحبهم مهما حدث من أمور. هذه القوة الداخلية ستمكنهم من التغلب على التجارب وضغط الأقران. وبينما بيحثون عن أهميتهم، يستطيعون أن يؤثروا في أقرانهم ليفعلوا مثلهم. 

ابحث عن مقالات تشرح موضوع "مَنْ أنا في المسيح"، وناقشها مع ابنك أو ابنتك. وإذا حاول أحدهم أن يحقرهم بسبب خطأ ما، قل لهم: "لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع." (رومية ٨: ١) لا تؤنبهم كثيرًا عندما يخفقون.. وإنما افتح يدك وقلبك لهم. 

 

قم ببناء حائط الهُوية القوي 

إن بناء هُوية أبنائك المراهقين هو عملية طويلة. إن سور الصين العظيم احتاج إلى سنوات طويلة من التعب والعرق قبل أن يتمكن من صد الأعداء. كذلك يعيش أبناؤنا المراهقون في مناخ عدائي. ويحتاج إلى حائط صد للحماية. وبينما يبني الآباء والأمهات هُويتهم طوبة فوق طوبة أو حجر فوق حجر، فإننا سنساعدهم أن يصمدوا حتى في قلب النيران. 

التحدي هو أن تتمثل بعائلة "بيث"- لا تكن انهزاميًا.  


Originally appeared on the Focus on the Family website. Copyright© 2008, Tiffany Stuard. Used by permission.  

 

 

 

 

 

 

 

 

بناتنا الصبايا كيف نربيهن بالطول