Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 

بقلم: ﭽولي سلاتيري

للمزيد من هذه السلسلة:

١- فهم الاحتياجات الجنسية لزوجك                 ٢- العلاقة الحميمة وزوجك

٣- الجنس احتياج جسدي                             ٤- الجنس احتياج عاطفي

٥- الجنس احتياج روحي                             ٦- الجنس احتياج علاقاتي

٧- إذًا، أين المشكلة؟                                  ٨- الرغبة الجنسية لزوجك هي هدية الله لكِ   


اقرأي ما كتبه الرسول بولس إلى كنيسة كورنثوس:

"حسنٌ للرجل أن لا يمس امرأة. ولكن لسبب الزنا، ليكن لكل واحدٍ امرأته، وليكن لكل واحدةٍ رجلها. ليوفِ الرَّجل المرأة حقها الواجب، وكذلك المرأة أيضًا... لأني أريد أن يكون الجميع كما أنا. لكن كُل واحد له موهبته الخاصة من الله. الواحد هكذا والآخر هكذا.

ولكن أقول لغير المتزوجين وللأرامل، إنه حسنٌ لهم إذا لبثوا كما أنا ولكن إن لم يضبطوا أنفسهم، فليتزوجوا. لأن التزوج أصلح من التحرق" (كورنثوس الأولى ٧: ١- ٣، ٧- ٩).

يوصي الرسول بولس الأزواج والزوجات أن يكونوا متاحين جنسيًا لأحدهما الآخر حتى لا يقعوا في فخ الإغواء. ثم يشجع المسيحيين حتى يبقوا بلا زواج، إذا لم يكن لديهم رغبة جنسية قوية. يعتبر القديس بولس محاربة الإغواء الجنسي سببًا وجيهًا للمسيحيين للامتناع عن الزواج! وبالتالي ماذا يحدث للرجل الذي يتزوج لأنه "يتحرق" فيجد زوجته "لا تتحرق"؟

يقول دكتور أرشيبالد هارت: "معظم الرجال يواجهون صراعًا مدى الحياة للتحكم في الجانب الجنسي في حياتهم. الصراع بين هرموناتهم وتطلعاتهم المرتفعة. وهي معركة بين رغباتهم التي يبدو من المستحيل التحكم فيها، والخوف من الاستسلام لهذه الرغبات. في النهاية هو صراع على النزاهة، الصواب والخطأ، الاستقامة وسلامة النفس."[١]

يفسِّر كلام دكتور أرشيبالد لماذا يمثل الجنس احتياجًا روحيًّا للرجل المتزوج. فهو يصارع كل يوم تقريبًا ليحتفظ بنقاوته. وتتحدد بشكل كبير مسيرته مع الرب واستقامته بكيفية تعامله مع الإغواءات والنزوات الجنسية. وعندما يستسلم للشهوة أو البورنو أو العلاقات الجنسية المنحرفة، فإنه يحمل ثقلاً كبيرًا من الشعور بالذنب. وربما يتشكك في خلاصه أو يشعر بأنه منفصل عن جسد المسيح. ولأنه يشعر بالخزي الشديد بسبب صراعاته أو إخفاقاته، فربما يشعر أنه عاجز عن مشاركة هذا العبء مع شخص آخر.

في البداية تمتع كل من مارك وشيلا بعلاقتهما الجنسية. في أول سنتين من زواجهما كان زواجهما شهر عسل ممتد يتمناه كل الأزواج المتزوجين. ولكن بمرور الوقت تغيرت رغباتهما الجنسية. كانت شيلا منشغلة ومجهدة دائمًا بسبب رعايتها لأطفالها الصغار، وفقدت أي اهتمام بالجنس. وبينما بدت راضية بتوقف العلاقة الجنسية لبعض الوقت، كان مارك يتجاوب بشكل مختلف إذ كان يطلب العلاقة بمعدل أكبر. وإذ كان مارك بمثابة غزال يتوق إلى المياه، كانت هي بمثابة جمل بدا قادرًا على السير من وقت لآخر عبر الصحراء لشهور بدون التوقف لشرب الماء.

وعندما فهم مارك الرسالة بأن ما يسعى للحصول إليه يقاوم غالبًا، توقف عن طلب هذه العلاقة الحميمة. ولم يكن لديه أدنى فكرة للتعبير عن إحباطه ويأسه لزوجته شيلا. وفهم من تنهداتها المسموعة وعدم تحمسها عند ذكر موضوع الجنس أنها لن تستطيع أن تفهم مدى أهمية العلاقة الجنسية بالنسبة له.

بمرور الوقت بدأ مارك في توجيه احتياجاته الجنسية من خلال العادة السرية ومشاهد البورنو الخفيفة. واعتاد خلال ليالي الأسبوع أن يسهر لوقت متأخر، ويقلِّب في القنوات لعله يشاهد مشهدًا مثيرًا جنسيًا. وكان لشعوره بالذنب والخزي أنه زاد من تصدُّع الحميمية في زواجهما. وبالرغم أن مارك أخذ يبرر تصرفاته، فقد عرف أن زوجته شيلا يمكن أن تتحطم إذا اكتشفت ما يفعله. والأهم من أي شيء آخر أنه كان يتوق إلى حياة الطهارة، وأن يتشارك بعطية الجنس مع زوجته فقط. لكن الحياة كانت مزدحمة جدًا، وأصبحت رغباته ملتهبة جدًا، وإرادته ضعيفة جدًا، والهوة بينهما متسعة جدًا.

إن زوجكِ مثل مارك يعتمد عليكِ  لتكوني شريكته في معركته ضد الإغواء الجنسي. وبالرغم أنكِ لست مسؤولة عن أفعاله، فإنك عامل أساسي في انتصاره في هذه المعركة. أنت هي المرأة الوحيدة في هذا العالم التي يستطيع زوجكِ النظر إليها جنسيًا بدون التخلي عن استقامته!

مرة أخرى أرجوكِ  تفهمي الآتي: أنتِ غير مسؤولة عن السلوك الجنسي لزوجكِ. لا تتحركي بدافع الخوف أنه سيفعل كذا وكذا إذا لم تسددي احتياجاته، وإنما تحركي بدافع الحب والرغبة في مرافقته في رحلته الروحية


    [١]  Hart, The Sexual Man, 70. 

From No More Headaches, published by Tyndale House Publishers, Inc. © 2009 Julianna Slattery. Used by permission

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وداعا للصداع بالطول