بقلم: ﭽولي سلاتيري
للمزيد من هذه السلسلة:
١- فهم الاحتياجات الجنسية لزوجك ٢- العلاقة الحميمة وزوجك
٣- الجنس احتياج جسدي ٤- الجنس احتياج عاطفي
٥- الجنس احتياج روحي ٦- الجنس احتياج علاقاتي
٧- إذًا، أين المشكلة؟ ٨- الرغبة الجنسية لزوجك هي هدية الله لكِ
تشير الأبحاث أن الإشباع الجنسي والزواج يسيران يدًا بيد[١]. هل أنتِ متفاجئة؟ ربما لا. من وجهة نظر المرأة، يبدو معقولاً جدًا أن الناس يشعرون بالإشباع الجنسي أكثر عندما يكونون في علاقة جيدة. وقبل استخلاص استنتاجات كثيرة من هذه الحقيقة، دعنا نلقي نظرة أخرى على الأمر.
في الجامعة تلقيت العديد من الكورسات لأتعلم كيف أُجري بحثًا نفيسًا وأفهم نتائجه. (ولم تكن هذه المواد الدراسية هي المفضلة عندي بأي حال من الأحوال). أحد المبادئ الهامة للغاية والتي لازلت أتذكرها هو: "إن التلازم لا يعني السببية". التلازم يعني أن حدثين يتزامنان في حدوثهما في أغلب الأوقات. بالنسبة لموضوعنا عن الجنس في الزواج.. هناك تلازم بين الجنس والرضا الزوجي. عندما نفترض أن العلاقة الجيدة تؤدي إلى علاقة جنسية جيدة فنحن نقفز من علاقة التلازم إلى علاقة السببية. هناك فقط احتمالية (خاصة من وجهة النظر الذكورية) أن الجنس الجيد يؤدي إلى علاقة مشبعة، وليس العكس. وفي واقع الأمر هناك أبحاث بيولوجية تدعم هذه النظرية.
تتأثر الرغبة الجنسية بكيمياء المخ مثلها مثل المشاعر الدافئة للتواصل والثقة والارتباط التي تصاحب العلاقات الجيدة. كثيرًا ما يُسمى هرمون الأوكسيتوسين بـ "هرمون العناق"؛ فوجود هذا الهرمون يسبب الشعور بالرابطة والتعلق بالأشخاص، ويجعلك تشعر أن العلاقة مشبعة وإيجابية من الناحية العاطفية. يوجد هرمون الأوكسيتوسين في أجسام الرجال والنساء. ومع ذلك فوجود هرمون الإستروجين في جسم المرأة يجعل تأثير الأوكسيتوسين أكثر قوة. وهذا يفسِّر جزئيًا لماذا تكون المرأة أكثر سعيًا عن الرجال إلى الحميمية العاطفية في العلاقات.
ترتفع مستويات هذا الهرمون لدى النساء إلى أعلى مستوياته أثناء الولادة والرضاعة، مما يشجع ويحفز السلوكيات التي تعبِّر عن الأمومة والتعلق، وهو ما تختبره الأمهات الجُدد بقوة. أمَّا عند الرجال فتزداد مستويات الأوكسيتوسين بشكل ملحوظ بعد الشبق (Orgasm) مباشرة. (كذلك ترتفع مستويات هرمون الأوكسيتوسين عند النساء بعد الشبق أيضًا.)
هل سبق ولاحظت أن زوجكِ يبدو مختلفًا في تصرفاته بعد ممارسة الجنس؟ ويكون أكثر اهتمامًا ودفئًا وتقديرًا؟ هذا شيء حقيقي وليس ما تتخيلينه. إن تكوينه العصبي يسمح بالتعلق بك بعد ممارسة الجنس. وهو يشعر فعليًا بأنه أقرب لكِ بعد الشبق.
إن الافتقار لممارسة الجنس بانتظام يُعد عائقًا أمام التواصل العاطفي والحميمية بالنسبة للرجال. كذلك يعتبر الجنس أقوى قوة تربط الرجل عاطفيًا وعلاقاتيًا بزوجته. وبخلاف الممارسة الجنسية ذاتها، فإن مشاركة وقبول هذا الجانب من حياة الرجل ربما يكون أقوى وسيلة لبناء الحميمية التي تتمنيها في حياتكِ الزوجية. كيف يمكنكِ أن ترتبطي معه إذا كنتِ تتجاهلين أو تستخفين بهذا الجانب من حياته الذي يهيمن عليه جسديًا وروحيًا وعلاقاتيًا؟
1- Archibold D. Hart, Catherine Hart Weber, and Debra L Taylor, Secrets of Eve (Nashville, Thomas Nelson, 2004), 162- 63
From No More Headache, Published by Tyndale House Publishers, Inc. © 2009 Julianna Slattery. Used by permission.
