Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

قلم: ﭽولي سلاتيري

للمزيد من هذه السلسلة:

١- فهم الاحتياجات الجنسية لزوجك                 ٢- العلاقة الحميمة وزوجك

٣- الجنس احتياج جسدي                             ٤- الجنس احتياج عاطفي

٥- الجنس احتياج روحي                             ٦- الجنس احتياج علاقاتي

٧- إذًا، أين المشكلة؟                                  ٨- الرغبة الجنسية لزوجك هي هدية الله لكِ   


في معظم مقالات هذه السلسلة قدمنا أدلة قوية على أن الجنس هو أعظم هدية يمكنكِ أن تقدميها لزوجكِ؟ دعنا نغيِّر الاتجاه لنفهم أن الرغبة الجنسية لزوجكِ هي هدية لكِ أيضًا. (تمامًا كما قرأتيها، لا يوجد خطأ مطبعي!)

قد تقضين وقتًا طويلاً في الضجر والتململ وتجنب الجنس بحيث يفوتكِ أمر هام. بينما تدركين أن الجنس يمثل قوة جبّارة في حياة زوجكِ، لا تغفلي حقيقة أن الله خلق هذه القوة لفائدتكِ أيضًا. في الواقع ينبغي أن تكوني غيورة ومتعلقة بشدة بالقوة الكامنة في الجانب الجنسي في حياة زوجكِ. هذه القوة وُضعت لأجلكِ أنتِ !

 

دائمًا ما تستفزني قصة شمشون (قضاة ١٣- ١٦). فبينما كانت عضلاته أقوى من اللازم، كان ذكاؤه أقل من المطلوب. عندما يحكي خدّام مدارس الأحد قصة شمشون، فعادة ما يتغافلون عن حقيقة أن شمشون كان لديه مشكلات قبل أن تظهر في الصورة دليلة المرأة الجذابة بوقت طويل.

كان شمشون شابًا قوي البنية تستحوذ على انتباهه امرأة فلسطينية جميلة. وأخبر والديه: "اذهبا احضراها لي"، وقد فعلا ذلك. (بالتأكيد لم يقرأ هذان الأبوان  كتاب "ربّ ولدك" لجيمس دوبسون!). وخلال حفل الزفاف، أغاظ شمشون ضيوفه الفلسطينيين من خلال لغز أو أحجية، وتراهن معهم على أنهم لن يقدروا على حَل اللغز. لكنّ زوجة شمشون أخبرت أقاربها بحل اللغز، بينما لم تمضِ إلا ساعات معه كزوجة، وفي النهاية تزوجت من صديق شمشون. المرة التالية التي نرى فيها شمشون مع امرأة، كان نائمًا مع امرأة زانية.

وبعد عدة سنوات وصل شمشون إلى دليلة، وكانت هي الأخرى امرأة جميلة. وفي ثلاث مرات كذب شمشون على دليلة بشأن مصدر قوته. وفي ثلاث مرات خانت دليلة حبيبها. ومع ذلك مكث شمشون معها وفي النهاية ائتمنها على السر الحقيقي لقوته. وبقدر ما كانت عضلات شمشون قوية، يبدو أن رغبته الجنسية كانت أقوى.

كثيرًا ما ننظر إلى الرغبة الجنسية للرجل على أنها حلقة ضعيفة. وكما حدث مع شمشون وداود، فإن الوعد باللذة العابرة يمكن أن يجرد أي رجل من كل ما له قيمة في حياته. ومع ذلك، الشيء الذي يمكن أن يكون مصدرًا للشر يمكن أن يكون مصدرًا لقوة عظيمة للخير. وكما أن النساء المنحرفات يقدرن على جذب الرجال إلى شباك الخطية، فإن النساء الفاضلات يقدرن على استخدام التأثير الجنسي لجذب الرجال إلى الفضيلة والحب والصلاح.

مثل زوجات كثيرات، ربما ترغبين بشدة في العمل على زواجكِ. ربما تتمنين أن يقرأ زوجكِ كتبًا عن العلاقات معكِ، أو تحضرا سويًا مؤتمرات عن الزواج (ويجلس منتبهًا فعلاً في المؤتمر). إذا أردتِ الاستحواذ على انتباهه، استغلي الطريقة التي خلقه الله عليها. إن الحياة الجنسية المشبعة لن تحل كل مشكلات الحياة الزوجية، ولكنها مع ذلك ستقوّي من رغبة زوجكِ والتزامه بالسعي نحو الحميمية. إن العلاقة الجنسية قد تكون عائقًا أمام التواصل، وحَل الخلافات، وبناء الحميمية العاطفية التي تشتاقين إليها.

مثل أي زوجين آخرين كنت على خلاف مع زوجي "مايك" في بعض الأمور. الأكثر من ذلك كان يدور بيننا خلافات شديدة من وقت لآخر. كان ينسحب إلى جُحره، وكنت أنسحب إلي جُحري. وكلٌ منا يتساءل مَنْ سيمد للآخر غصن الزيتون ويعطيه حضنًا أو اعتذارًا أو كلمة رقيقة. خلال هذه الأوقات المتوترة في زواجنا أهتم أكثر بمظهري. كنت أحرص على وضع المكياچ وارتداء ملابس جذابة نوعًا ما. لماذا؟ لأني أريد بشدة أن يلتفت إليّ زوجي. أريده أن يرغب في التواصل العاطفي والجسدي معي. وكان هذا بمثابة قوة هائلة للتشجيع على المصالحة.

لن يفيد أي قدر من الإلحاح أو الإزعاج أو الكلام أو جلسات المشورة لتستحوذي على انتباه زوجكِ بقدر ما يمكن استخدام رغبته الجنسية في ذلك. فقط انظري إلى الإعلانات. فاللعب على الجاذبية الجنسية يمثل أكثر وسيلة من حيث استخدامها ونجاحها. فلماذا لا تستعملينها في زواجكِ؟

انظري إلى الأمر هكذا: كيف يتجاوب زوجكِ على الأرجح مع هاتين العبارتين: "حبيبي، أنا أحتاج فعلاً أن نتحدث عن زواجنا. أشعر كما لو أن كلاً منا يبتعد عن الآخر." في مقابل عبارة: "حبيبي، أريد أن نعمل على علاقتنا الجنسية. أريد أن أعرف كيف أرضيك وكيف نجعل علاقتنا الجنسية ممتعة جدًا".

من الهام أن تدركي أنني لا أقصد استخدام الجنس في التلاعب بزوجكِ! بمعنى أن تمتنعي عن ممارسة الجنس عندما لا تسير الأمور كما تريدين، أو تكثري منه حين تريدين التلاعب به. أنا فقط أنصحكِ بأن تتبني هذه الحقيقة: هناك قوى كثيرة حول زوجكِ تحاول استخدام الجنس للاستحواذ على انتباهه. فهم يسرقون القوة التي أعدها الله لكِ. وبدلاً من الوقوف متفرجة، طالبي بحقكِ.

دائمًا ما يحوّل إبليس الخير الذي أعده الله لنا إلى شر. والدافع الجنسي لدى الرجل يتميز بالقوة، وهذا بترتيب رائع من الله. وإذا استُغلت هذه القوة وتم تعزيزها داخل الزواج، يمكن أن تصير قوة هائلة لربط عواطف وأشواق الرجل بزوجته. أؤمن أنه من اللائق والمُرضي للرب أن تطالبي بحقكِ في الرغبة الجنسية لزوجك كمصدر هائل للتأثير على زواجك. هذه القوة تخصكِ أنتِ وليس شخصًا آخر. وللأسف إذا لم تحصلي عليها، سيحصل عليها شخص آخر. "لا تسجد لإله آخر، لأن الرب اسمه غيور. إله غيور هو" (خروج ٣٤: ١٤). لاحظي في هذه الآية أن الله يقول لبني إسرائيل إن اسمه "غيور". كثيرًا ما نفكّر في الغيرة كصفة سلبية، فلماذا يا تُرى يصف الله نفسه بأنه غيور؟ الإجابة الواضحة هي أن هناك أشياء يجب أن نكون غيورين فيها. إن غيرة الله على قلوب شعبه هي غيرة مقدسة وبارة. هم خاصته وخُلقوا لمسرته.

نفس الشيء ينطبق على العلاقة الجنسية مع زوجكِ. يجب أن تكوني غيورة على الجانب الجنسي في حياة زوجكِ! لأنه يهدف إلى إمتاعكِ وتحقيق الحميمية التي تريدينها مع زوجكِ. كما تهدف قوة الجانب الجنسي في حياته إلى التأثير على حياته. فمن خلال هذا الجانب سيكون لكِ دور قوي في حياة زوجكِ لن يقوم بهذا الدور شخص آخر. هذا يجعل علاقتكِ مع زوجكِ متميزة عن أي علاقة في حياته مع شخص آخر.

لا يستطيع أحد أن يقدّم له ما تستطيعين أن تقدّمي له. فبدلاً من البكاء على الجاذبية الجنسية في عبودية البورنو أو الجاذبية الجنسية لزميلاته في العمل، ركّزي طاقتكِ على استعادة التأثير الذي من حقكِ.

هذه هديتكِ، افتحيها!

بينما تحاولين استيعاب هذه المعلومات، ربما تشعرين بالانهزام بسبب عدم قدرتكِ في السابق على تسديد الاحتياجات الجنسية لزوجكِ. وربما لديكِ بعض المعوقات الجسدية أو العاطفية التي تقنعكِ بأن الهدية التي نتحدث عنها في هذه السلسلة من المستحيل أن تفتحيها وتستمتعي بها. لن تقدري على منافسة الشهوانية الفجة التي تنهال على الرجال في ثقافتنا. ليس لديكِ الطاقة أو السمات الجسمانية حتى تقلّدي امرأة على غلاف مجلة بلاي بوي. لكن ما لديكِ لتقدميه لزوجكِ أكثر عمقًا وإشباعًا من هذا كله.

إن إشباع زوجكِ جنسيًا يتضمن ما هو أكثر من الممارسة الجسدية. بل يعني الترحيب بهذا الجانب من حياته في زواجكِ، وقبولكِ لزوجكِ كما هو، بآماله ورغباته. كما يعني رغبتك في فهم عمق شخصيته، والترحيب بشهيته الجنسية التي تعبر عن رجولته. وتتضمن الوقوف بجانبه خلال أوقات الضعف والإغواء وعدم كشف مخاوفه وإخفاقاته. لا توجد مجلة، ولا زميلة في العمل، ولا موقع بورنو يمكن أن يكون رفيقًا أمينًا على أسرار زوجكِ. هذا هو دوركِ، هذا هو تأثيركِ. هذه هي هديتك. افتحيها!


From No More Headache, published by Tyndale House Publishers, Inc. © 2009 Julianna Slattery. Used by permission.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وداعا للصداع بالطول